تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صناع النجاح..

رؤية
الثلاثاء 2-10-2018
فاتن دعبول

قائمة طويلة من الصفات وإن اختلفت في شكلها ومضمونها، لكنها تجتمع وتصب في بوتقة واحدة وشعار واحد يجمعها هو «التكريم» ومن يتابع الفعاليات جميعها الثقافية والاجتماعية والفنية

لابد سيلحظ هذه الموضة التي باتت ربما واحدة من وسائل لفت النظر أو الدعاية المجانية لجهة بعينها، أو مبادرة تسعى لتحط الرحال بين جموع النشاطات التي تدخل في صراع محموم لإثبات الوجود، ناهيك عما تحمله بعض هذه التكريمات من رؤى ومعايير لاتمت للإنجازات الحضارية بصلة، ولاتهدف إلى تكريس قيمة أو حتى التحفيز لتحقيق هدف إنتاجي أو تنموي وربما يكون كفقاعة الصابون التي تنتهي بعد ظهورها لأنها لاتؤسس لعمل حضاري ينهض بالبلاد ويسير به نحو التطور والبناء.‏

ولايختلف اثنان على أهمية التكريم وخصوصا عندما يتسم بمعايير حقيقية وأهداف جادة لتحقيق نقلة نوعية في المجتمع من خلال تسليط الضوء على المتميزين والمبدعين الذين شكلوا علامة فارقة في أوساطهم التي يعملون بها وكانوا الانموذج الذي يجب أن يحتذى، وأضافوا من خلال عملهم إنجازات ساهمت في مسيرة إبداعية فاعلة ومنتجة.‏

ولاشك أن التكريم هو واجب على الجهات المعنية تجاه المبدعين وصناع النجاح، لأنه وقبل كل شيء هو تعبير حضاري وكلمة شكر وامتنان لمن كانت له اليد البيضاء في صنع مجد هذه الأمة، شرط ألا يدخل هذا التكريم في بورصة الصداقات والمحسوبيات والمحاباة والكثير من المجاملات.‏

فالتكريم إن كان في مضمونه يكرس قيما إنسانية واجتماعية تعود على الإنسان والوطن بالخير والفائدة، فهو في الآن نفسه يبرز قيمة العمل وأهميته وخصوصا في مرحلة راهنة نحن أحوج مانكون فيها لشحذ الهمم من أجل إعادة البناء والاعتراف بالجهود المخلصة جميعها دون أن نتجاهل أولئك الذين يقبعون في الظل رغم دورهم الكبير في تسهيل الأعمال، ولنا أن نتخيل شعور السعادة والامتنان عندما نلتفت إليهم بالتكريم والشكر.‏

وعلينا أن ندرك أن التكريم هو وقبل أي شيء رسائل أخلاقية وإنسانية يجب أن يتوجه لمستحقيه لتكريس مفهوم الانتماء والتجذر في الوطن الذي يفخر ويكبر بأبنائه ويكبرون به.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية