وقد حددت المعايير الضامنة لجودة الكتاب الجامعي بنقاط أهمها: أن تكون له أهداف واضحة وله مقدمة توضح أهدافه وطريقة بنائه وأسلوب تنظيم محتواه وعناوين رئيسية وفرعية لكل موضوع ويتلاءم مضمونه مع محتوى المنهاج وأن يكون أسلوبه في عرض المادة متدرجاً ومنطقياً ومتكاملاً ومترابطاً ويتناسب محتواه مع عدد الساعات المحددة له، وأن يتم التحقق من ذلك
تجريبياً، وأن يحتوي على الرسوم والأشكال التوضيحية المناسبة ويكون فيه ما يحفز المتعلم على التفكير بمختلف أنواعه، كأن يتضمن أسئلة مفتوحة في نهاية كل فصل، تستدعي التفكير والعصف الذهني، ويوجه المتعلم إلى مصادر المعرفة الأخرى المتوفرة ويساعده على فهم ما يقدمه له المحاضر وأن يربط بين الأمور النظرية والتطبيقية، وأن يربط بين المتعلم وقضايا المجتمع المحلي المحيط به، وينمي لدى المتعلم أسلوب التعلم الذاتي، ويزيد قدرته على البحث والاستقصاء ويساعده على التعلم التعاوني،ومن هنا نسأل عن كفاءة الكتب الجامعية في جامعاتنا السورية من حيث حداثة المادة العلمية وجدة معلوماتهاوتحقيقها الأهداف التعليمية ومدى مواكبة هذه المقررات للمستجدات العلمية وإلى أي حد طبقت المعايير العالمية المتعارف عليها على تلك الكتب الجامعية لضمان جودة الكتاب الجامعي والعمل على تطويره بصورة دورية.
حيث تشكل جودة الكتاب الجامعي أحد عناصر جودة المادة العلمية التي تشكل بدورها أحد أهم عناصر العملية التعليمية.
وهل تلبي المناهج الحالية حاجاتنا التنموية والمعرفية وخصوصاً أننا نعيش في عصر الانفجار المعرفي والكثير من الكتب الجامعية يفتقر إلى الدقة العلمية وبعضها يفتقر إلى المحتوى العلمي، بالإضافة إلى أن بعض المقررات تم تدريسها لفترة طويلة دون أن يطرأ عليها أي تغيير جوهري مما يعني ابتعادها عن مستجدات المعرفة وتقادمها علمياً. بالإضافة إلى الأخذ بالحسبان مسألة انعدام العلاقة بين التأليف والبحث، فتنقل الكتب خبرات الآخرين، خالية من المطارحة والمناظرة والتحليل والنقد وغير متوافقة مع واقعنا واحتياجاتنا ما يبعدها عن بيئتنا فلا ترتبط بمشاكل المجتمع وخططه ومنجزاته.
ولهذا علينا العمل على تطوير مناهجنا لإعداد طلبة قادرين على مواجهة التحديات العلمية والتقنية والاقتصادية والثقافية في عصر الابتكارات والاختراعات والمعرفة.