تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سورية تسقط أقنعة الكذب الأميركي

شؤون سياسية
الأربعاء 8-5-2013
نبيل نوفل

المتابع لتاريخ الإدارات الأمريكية المختلفة «بحميرها»،

و«فيلها» ،بشقراواتها،وسوداواتها،لا تعوزه الفطنة ليكتشف تميزها بمبدأ واحد، وهو الكذب، والتضليل والتزوير.‏

وهذا ما كان أكده منذ عشرات السنين كوبلز كوبلاند ضابط الاستخبارات الأمريكية الشهير- في كتابه لعبة الأمم بقوله: إن أي فحص لوثائق وزارة الخارجية ووزارة الدفاع تظهر مثاليتنا في العلن وانتهازيتنا في السر.‏

هذه الافتراءات ، بات يعرفها ويستنكرها ،كل الشرفاء في العالم، ومن بينهم بعض الكتاب والصحفيين الأمريكيين فهذا جوستين ريمو ندو يقول في تاريخ 9/10/2012م في موقع conter punch :الغطرسة نفسها التي جلبت لنا العار في العراق، الآن نعمل على ممارستها في سورية,يتم تنشيط دافع التدخل من قبل أن نتمكن من إدراك الهندسة الاجتماعية في سورية، ويتابع فيقول: هو غرور النخبة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية, وهذا هو سبب متاعب الجميع في هذا العالم .‏

ونذكرعلى سبيل المثال لا الحصر بعضاً من هذا الكذب الذي جلب الويلات لكثير من شعوب الأرض وخاصة أمتنا العربية.‏

فكما نعلم فهذه الامبراطورية قامت على إبادة الهنود الحمر، وتستمر بقتل الشعوب .وفي تاريخها المعاصر يعود استخدام الولايات المتحدة لبدعة المهمات الإنسانية ، لعملية تدعى«عملية نوثوودز»عام 1962م، التي اقتضت قتل المدنيين الكوبيين، في مجمع لهم في ميامي،وذلك من أجل تبرير الحرب على كوبا .‏

وكانت الخطة تقتضي بقتل المهاجرين الكوبيين ،وإغراق قوارب اللاجئين وسط البحر،وخطف الطائرات، وتفجير السفن الأمريكية،وتطورت الخطة من أجل استقطاب المواطنين الأمريكيين،والمجتمع الدولي لدعم الحرب على كوبا وعلى قائدها فيدل كاسترو. وبمنطق عملية نوثوودز ،فإن الحرب على سورية وممارسة عمليات القتل فيها استُغلت لخلق موجة مفيدة من السخط لحشد الرأي العام العالمي لصالح عملية عسكرية للناتو في سورية ، فهم يكذبون اليوم في بدعة استخدام سورية للأسلحة الكيماوية، وأنها تبذل جهودها من أجل منع وقوع هذه الأسلحة في أيدي غير أمينة .وعرقلوا دعوة سورية للأمم المتحدة لإرسال لجنة للتحقيق بما جرى في خان العسل لأنها متأكدة إن من استعمل السلاح الكيماوي هم جبهة النصرة ، لذلك عرقلة واشنطن عمل اللجنة وتشكيلها لأنها تعلم سلفاً من هو الجاني ،إنهم يريدون تدمير سورية ، وشطب دورها في المنطقة والعالم، والقضاء على حضارتها، ودورها المقاوم، خدمة للكيان العنصري الصهيوني.‏

واليوم يفعل أوباما ما فعله سلفه بوش الصغير، وقبله الكثير من قادة البيت الأبيض بإطلاق التهديدات ضد سورية وهو يكذب ، لأنه يعرف أنه عاجز عن فعل هذا ،والقرار في ذلك ليس بيده ،إنه قرار السوريين وقرار السوريين مع رئيسهم ووطنهم .‏

والعالم مازال يذكر أنها كذبت في مبررات حربها على العراق ،وهذا ما اعترف به كولن باول وزير خارجيتها الأسبق عندما أعترف بأن المخابرات المركزية الأمريكية قد خدعته بشأن العراق،وامتلاكها للسلاح الكيماوي، وجعلته يكذب في خطابه في 5 شباط 2003م من على منبر الأمم المتحدة فيقول:«سيبقى ذلك الخطاب وصمة عار في تاريخي المهيمن وأن هذا اليوم سيبقى محفوراً في ذاكرتي مثل يوم ميلادي...».وذلك في لقاء أجرته مجلة نوفيل اوبسرفاتور حول كتابه الذي أصدره بعنوان«لقد حالفني الحظ» .‏

وفي مقابلة أجراها مع قناة سي إن إن الأمريكية حول ذكرى الغزو الأمريكي للعراق قال مايكل مور المخرج السينمائي الأمريكي : وبالنسبة لما يدعى سيناريو أسلحة الدمار الشامل ،فإنه بالطبع لم يكن هناك أي أسلحة ،وكلنا نعلم ذلك جيداً وتابع قائلاً: الحكومة الأمريكية كذبت على شعبها الذي صدقها ،وأنا لا أريد أن أسمع المزيد من الأكاذيب التي تجر بلداً إلى الحرب ،فهذا أكثر شيء غير أخلاقي من الممكن أن تتعامل معه .‏

وكذب الأمريكيون في العدوان على ليبيا ، وخدعوا العالم ، لإسقاط النظام الليبي، لسرقة وتدمير الثروة الليبية ،وتسليم ليبيا لقطاع طرق ،وإرهابيين أصوليين ،ليكونوا قاعدة لضرب الوطن العربي وأنظمته المقاومة . وها هو الشعب الليبي يدفع ثمن كذبتهم قتلاً وتدميراً وتشرداً.‏

وكذبوا وما زالوا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني ، فهم لن ولم يريدوا يوماً السلام العادل والشامل في المنطقة ،ولا عودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ؛ بل ركوع وخنوع العرب ،واستسلامهم أمام العدو الصهيوني . وتوقيع العرب لصك استسلامهم بما يخدم الكيان العنصري الصهيوني، وكانوا وما زالوا يزورون الوقائع ،ويدعمون المحتل، ويكيلون بمكيالين ،ويقفوا ضد إرادة المجتمع الدولي ، الراغب بإعادة الحق المغتصب لأهله العرب .‏

وها هم اليوم يقودون نعاجهم من العرب ليبيعوا ما تبقى للفلسطينيين من حقوق لم تستباح بعد ، مستغليين حالة الخواء العربي ،وتفريط الحكومات وما يسمى سلطة فلسطينية بحقوق الفلسطينيين .‏

والولايات المتحدة الأمريكية تكذب في عدائها لتنظيم القاعدة ومكافحة الارهاب ، فهي التي خلقت، ورعت ،ودعمت هذا الفكر ،إلى جانب شركاؤها البريطانيين ،وبعض القوى الغربية والصهيونية ، لكي تستخدمهم أدوات في مقاومة حركات التحرر العربية ،وأي قوة مقاومة ،وضرب المشروع القومي العربي المناهض للمشروع الصهيوني الاستعماري.متناسية ان العالم يعرف أن الإمبريالية خلقت تنظيم القاعدة أداة للحرب ضد النظام المدعوم من السوفيت في أفغانستان .‏

وفي الواقع، تاريخ قادة البيت الأبيض تاريخ أسود تجاه أمتنا العربية ، إنه مليء بالتصريحات العنجهية ، والصلف ،والغرور ، والعدوان .‏

على أي حال، لقد امتلكنا في سورية الدواء لكشف الكذب الأمريكي، واستطعنا اسقاط كل الأقنعة التي ظهرت وتلطت وراءها الادارة الأمريكية، وهذا الدواء عناصره الرئيسة :وحدتنا الوطنية، وصدق وأصالة شعبنا ،وصلابة وشجاعة قواتنا المسلحة الباسلة .وحكمة الرئيس بشار الأسد.‏

إننا نحفظ وصية الذين صنعوا لنا الاستقلال بأن الحفاظ على الاستقلال أمانة في أعناقنا ،ومهما كثرت الصعاب، وكثر الأعداء ،والطامعون، وأدواتهم المرتزقة ،بماركاتهم المختلفة ،فإننا مصممون على متابعة مقارعة الأعداء، ومتمسكون بوصية أجدادنا العظام ،مهما كلفنا ذلك من ثمن.وواثقون ان جيشنا العربي السوري هو من يملك مفاتيح النصر وهو من سيرسم ملامح المنطقة بقيادة سيادة الرئيس بشار الأسد مزنراً بمحبة الشعب وتضحياته وثقته بحلفائنا وأصدقائنا في العالم .وستبقى سورية قلب العروبة النابض وقلعة المقاومة الصامدة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية