تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«أبواب .. أبواب»

مجتمــــع
الخميس8-11-2012
وصال سلوم

«وأبواب أبواب ..شي غرب شي اصحاب .. شي مسكر وناطر تيرجعوا الغياب»

بحنجرة رحبانية ومفردات شاعر كبير كـ جوزيف حرب كانت أغنية « أبواب» للسيدة فيروز نغنيها اليوم ونتحول بالمطلق كجسد , لآلية أذن وحاسة سمع , نسمع بعيوننا وقلوبنا , ونتأوه عند كل وصف لأبوابها .‏

أغنية اختصرت آلامنا بتوصيف شامل يطول آمالنا , فكم من باب في خارطتنا السورية مسكون منا وفينا برائحة لون ومعنى , بياسمين ذاكرة معتقة , نشتاق ماضيه ونحلم بأمل بالقادم الجميل.‏

كم من باب يطوقه الشوق ويغتاله مشروع فقد لابن غاب عن منزله لحين.‏

كم من باب ينتظر خلفه طفل رضيع , لم يعتد بعد على قول كلمة «بابا» ووالده جندي عنوان اقامته ثكنة أو حاجز طريق .‏

كم من باب كثرت فيه عيونه السحرية علها تقرأ كل مجهول يمر من أمام الدار.‏

كم من باب أغلق لإشعار آخر أو عرض للبيع , خشية جار نسي طعم «العيش والملح» وامتهن الإرهاب .‏

في خارطتنا السورية صارت أبوابنا تحكي حكايا قلوبنا وتحن لأيام كالتي عاشتها ضيعنا وحارات مدننا القديمة بجدار واحد يجمعها , يحضنها , يضم وجعها , يطول ليخفي أسرارها ويقصر مرحبا بزوارها , ويسند كتف نوافذها وأخبارها ليكون لسان حالها « السترة والأخلاق ومخافة الله » .‏

وأكثر ما كان يشاكسها, فعلة أطفال صغار يتسلقون الحيطان ليتذوقوا عريشة أو مشمشة دار .‏

سورية اليوم باتت تحتاج منا الوقوف في وجه لصوص الأحلام لتبقى صور مذكراتنا وقفة باب واحد يحليه الياسمين , الياسمين الذي لم يكن يوما حكراً على بيوت الشام , فهو مسكون في كل بيت حلبي , ويناغش الدور في حوران وقرى الفرات ويتغنج فوق أسطحة الساحل السوري والـسويداء والـ أبو كمال..‏

سورية تستحق منا أن نكون لباب تاريخها ياسمينا يحكي أننا في الحب والتعاضد استثناء.‏

يارب خليها مزينة بأبواب‏

ولايحزن ولا بيت ولا يتسكر باب‏

وابواب ابواب‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية