تنظرُ إلى المدى البعيد بعينين ملؤهما أملٌ ونصر.. وتبتسم.. تبتسم هذه الخالدةُ، رغم حزنِها وألمِها على شموخِها وكبريائها العريقين، بعدما كفكف دمعَها أبناؤها بسحبٍ من ألقٍ وصمود.. تبتسم كالموناليزا التي أعياها انتظار الخروج من الإطار... تضع يداً قويةً فوق يدٍ حنون..
ثم تلوّح للزائرين بعد طوابير من إمعان النّظر والتفكير..
أسواقُها المغطاةُ بعطور التاريخ.. قلعتُها باذخة البُعدِ.. جامعُها الأمويّ العاجيّ الأبنوسيّ.. دُورُها العريقة المفتَرَشة باخضرار النوافير وقرقرة النراجيل التي نثرت ظلالَ الحبّ على القادمين، تنثر اليوم غباراً وقناطر ممزقة وأطلالاً بعد عين..ساحتُها الجابريّة التي أطلّت على خطّ «ترومواي» قديمٍ ونهرٍ لاينثر إلا رذاذَ العشق، تطلّ اليوم على فندق عارٍ إلا من أساس، على أرض قاحلة إلا من الحلبيين، على نُصب شُيّد.. على دمٍ وشهداء.... على كل هذا الجَمال الآفل ذرفت دموعاً من لآلئ.. ولكنها تعود كلّ يوم لتُشرقَ برونق جديد، بشمسٍ عامرة بالأمل.. وترنوبحدسها التاريخي إلى أفق يرتّل: ها نصرُك قادمٌ.. ولن يطول الانتظار!!
ألأنها كانت ذات احتفاليةٍ عاصمةً للثقافة الإسلامية؟! أم لأنها في حقيقة التاريخ الغابر الغائب عاصمةٌ للثقافة الإسلامية والمسيحية معاً؟! أم لأنها حلب الهوى والعشق.. وما أدراك ما هوى وعشق حلب؟!
ألجمالها العمرانيّ الموشوم كذكرى، أم لموقعِها الحريريّ المُشتهى، أم لقرع أجراسها، ولأضواء مآذنها الخضراء؟! أم لتاريخها وتراثها النبيذ تأتيها الأيادي الغاشمة؟! ولمَ عبر كلّ تاريخها يأتيها الموتُ من الشمال؟! ما شأن الشمال الغبيّ بها؟!
طائرُ الفينيق حلب.. وينبغي أن تنهضَ بعد كلّ خراب من تحت الرماد!..
* * *
كانت (حلب) ثم (يمحاض) ثم (بيرويه)..وكان أوّل مخرّبيها (ريموش) الأكادي في منتصف الألف الثالث ق.م.. ثم كان التدمير الثاني في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد بعد أن جاءها الحثيّون القادمون من الشمال؛ ليزيلوا يمحاض من الوجود.. ومن جديد يتم تدميرها عام 853 ق.م على يد (سلمنصّر) الآشوري، ثم على يد الفارسي(كسرى أنوشروان) عام 540 ق.م..
ثم تفتح حلب أبوابها سلماً للعرب المسلمين عام 637م.. وعلى يد (نقفور فوكاس) فيما بعد تتعرض المدينة للتدمير خلال حروب سيف الدولة الحمْداني مع البيزنطيين، حتى يتمكن فوكاس من احتلالها وتخريبها تماماً عام 962م، فيستبيحها لمدة ثمانية أيام ويقتل أكثر سكانها من دون أن يتمكن من احتلال قلعتها... إلى أن يأتي الدمار الهائل لها عام 1260م، على يد هولاكوالمغولي، بعد انتعاشها عمرانياً واقتصادياً في عهد الظاهر غازي بن صلاح الدين، ثم الدمار المغولي الثاني لها عام 1400م وعلى يد تيمورلنك.
وعلى أيّ حال نرى حلب اليوم، وأيّ تخريبٍ همجيّ سافرٍ يطالُها؟!
هاهي اليوم في القرن الواحد والعشرين تُخرّب وتُدمّر وتُحرق ويُقتل أبناؤها على يد المغول الجدد، قطعان آل سعود الوهابية التكفيرية، والجحود العثماني الجديد.. إلا أنها ستعود لتنهض من جديد كما هي عادتها التاريخية.. فهي حلب المعروفة بتفتّحها وقوتها وحيويتها مهما حلّ بها من دمار.. فليقرأ العالمين تاريخهَا ومعنى اسمها إن لم يعرفوا ما معنى حلب!!..
- ونسأل عاشقَها الأستاذ محمد قجة، فيقول كلاماً بهيّاً عنها قائلاً: «حين تتقدم مدينةٌ في الأزمان الطوال فتعيدُ في كل مرة خلق ذاتها وكأنما تصنع للرماد قلباً فتكون هي القلب..حين تفعل مدينة ذلك فهي من تلك المدن النادرة التي تحمل رسالة التاريخ إلى المستقبل.. تلك هي (حلب) وذلك القلب هووجودها بل حضورها المستمر في الأزمان.. وفي الجغرافيات..
عتّقها التاريخ حتى أخرجها خلاصة حضارية ومدينة تكاد أن تنفرد بشخصيتها وأدائها.. فهي تبتعد عن الصحراء لكنها لاتخرج منها بشكل مطلق.. تقترب كثيراً من البحر لكنها لا تجلس إليه، يخترقها نهرٌ لكنها لاتكترث به! لقد صنعت تكويناتها بخصوصيات شديدة.. بذلك الدأب التاريخي وبتلك الثقافة النوعية الدقيقة نسجت جماليات كامنة وظاهرة..
فتكونُ حلب.. لتلك الجغرافيا التاريخية الإسلامية الشاسعة.. وتكون لتلك الجغرافيا النوعية في وسط العالم القديم.. إنها واحدة من تلك المدن الحضارية التي تلبثت وسط العالم الاستراتيجي منذ بضعة آلاف من السنين قبل الميلاد.. وهي مازالت المدينة الحلبية بمحلياتها المستمرة وبتفصيلاتها اليومية..
* * *
العمارة العربية القديمة باقية وما يبقى هوالأكثر رسوخاً وأهمية وكمالاً.. ثمة جماليات كثيفة في هذه العمارة ولعل ذلك أمسى أمراً بديهياً.. داخل هذه الأدغال المتداخلة مكاناً وتاريخاً هناك من الحوارات ما له ذلك التخفي الذي يصاحب الأشياء العالية.. والباقية.. ففيها ذلك التراكم الوقور والهادئ لنبض مستمر في تكوين ما من تكوينات هذه العمارة من البيت إلى الدروب الضيقة.. إلى زفير الماء وعذوبته في تلك القساطل والسبلان التي كانت تشع بعذوبتها في يوم ما في كل شرايين المدينة..
- هذه هي حلبُ المدينةُ الكاملةُ الوقار.. وهذا ما قاله فيها غيرُ شاعرٍ محبّ وأديب وكاتب من شعراء العربية وكتابها، وهي التي قال فيها أبوالطيّب المتنبي:
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلقُ جراها ويختصم
وقال أيضاً:
لا أقمنا على مكان وإن طابَ
ولايُمكِنُ المكانَ الرحيلُ
كلما رحّبت بنا الروض قلنا
حلبٌ قصدنا وأنتِ السبيلُ
فيك مرعى جيادنا والمطايا
وإليها وجيفنا والذَّميلُ
والمُسَمّونَ بالأمير كثيرٌ
والأميرُ الذي بها المأمولُ
- وفي رسالة الغفران لاينسى أبوالعلاء المعري في رحلته الخيالية أن يتحدث عنها مدينةً مقدسة لا يدانيها الدّنس، إذ نشأ فيها مع أخواله من بني سبيكة، وكان وفيّاً لظلال التاريخ فيها، فكيف لايقول:
حلبٌ للوليِّ جنةُ عدنٍ
وهي للغادرين نارٌ سعيرُ
والعظيم العظيمُ يكبر في
عينَيه منها قدرُ الصغير الصغير
فقويقٌ في أعين القوم بحرٌ
وحصاةٌ منه نظير ثبيرُ
- وفيها قال الصنوبري واصفاً مكانتها وجمالها ومكانة جامعها، قائلاً:
حلبٌ بدرُ دجى
أنجمُها الزهرُ قُراها
حبذا جامعها الجا
معُ للنفس تُقاها
.............
أيُّ حسنٍ ما حوتْه
حلبٌ أوما حواها
حلبٌ أكرمُ مأوى
وكريمٌ من أواها
فاخري يا حلبُ المدنَ
يزِدْ جاهُكِ جاها
إنه إن تكن المدنُ
رِخاخاً كنت شاها
- وهي التي قال فيها كشاجم الطبيب والشاعر:
وما أمتعت جارَها بلدةٌ
كما أمتعت حلبٌ جارها
هي الخلد يجمع ماتشتهي
فزُرْها فطوبى لمن زارها
* * *
قيل فيها الكثير وكُتب عنها الكثير، صفحاتٌ وأسفار، وحروفٌ من تراتيل وذهب، زارها الرحالة قاصدين عمرانها، جمالها، هواءها، بيوتها، أهلها...
- فها هوابن بطوطة يقول فيها: «حلب من أعز البلاد التي لانظير لها في حسن الوضع وإتقان الترتيب واتساع الأسواق وانتظام بعضها ببعض، وأسواقها مسقوفة بالخشب، فأهلها دائماً في ظل ممدود، وقيساريتها التي لا تماثل حُسناً وكِبراً، وهي تحيط بمسجدها، وهي من المدن التي تصلح للخلافة».
- وفي مطلع القرن العشرين يقول عنها الرحالة غرتورد بل: «لاأعرف حتى الآن مدينة تعتبر بوابة للدخول إلى آسيا أفضل من مدينة حلب، ذلك أن هذه المدينة تتميز برجولة مواطنيها، وبعظيم فنونها المعمارية ومحافظتها على روح وذوق التراث العربي مما جعلها تحظى بتقدير خاص دون سائر المدن السورية الأخرى».
- وفي كتاب أعمدة الحكمة السبعة، يقول إدوارد لورانس: «وإذا ما أوغلنا أكثر إلى الداخل لنصل إلى حلب، فإننا نجد في تلك المدينة التي تعد مائتي ألف نسمة، صورة مصغرة لكل العناصر والأديان الموجودة في الإمبراطورية العثمانية..»..» ومن خصائص حلب الفريدة، أنك تجد فيها، رغم حرارة الإيمان، تآلفاً غريباً وتعايشاً سلمياً بين المسيحيين والمحمديين واليهود، وبين الأرمن والعرب والأكراد والأتراك، لاتجد له مثيلاً في أي مدينة أخرى في الإمبراطورية العثمانية».
- ولكن... ماذا قال عنها الأوروبيون أنفسهم، وهم اليوم يقاتلونها قتالاً شرساً جاحداً، فها هوالقنصل الفرنسي دارفيوعام 1683م في (مذكرات دارفيو– الجزء السادس): «حلب تعجّ بالسكان من جميع الأمم، وتضمّ من المسيحيين ما يقارب الثلاثين ألفاً من أصل الـ 290 ألفاً، وهي مدينة تجارية كبيرة، تتعامل مع آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتشمل 12 ضاحية، وبيوتها من الحجر وهي نظيفة جداً، وقد زينت بالرخام والقاشاني... وعدد الخانات المخصصة للتجار الغرباء فيها 68 خاناً إلى جانب القيسريات- وهي أشبه بالخانات- ويقدّر عددها بـ 187 قيسرية، أما الأسواق فحدّث عنها ولا حرج، فهي أبنية ضخمة مقسمة إلى عدة ممرات مقببة بالرصاص، وتحوي دكاكين معظم التجار والصناع، وفيها تشاهد جميع بضائع العالم من الماس إلى حزم القصب».
ثم يقول: «الحلبيون أحسن شعوب الممالك العثمانية طباعاً، وأقلهم شراً وآمنهم جانباً، وأشدهم تمسكاً بمكارم الأخلاق».
تلك هي حلبُ المحروسةُ، حلبُ البيضاء.. فماذا فعل بها المغولُ الجُدد في حقد لا مثيلَ تاريخيَّ له؟! ماذا فعلوا بأسواقها القديمة التي تمشّى فيها التاريخُ فعتّقها؟! ماذا أرسلوا لخاناتها التي حوت يوماً خيلاً وليلاً وقنصليات؟! ماذا فعلوا ببوابة قلعتها اللوحة الطالعة من جبروت الزمن؟! بجامعها الأموي مركز التوحيد، بكنائسها الشامخة كالجبال، بساحة شهدائها؟! ماذا فعل هؤلاء المجرمون عبر جنونهم التكفيري الآثم؟!
* * *
أحداث لاتنسى
جرائم تاريخية يسجلها التاريخ في حلب، جرائم تمت على أيدي الغازين الجدد، أحفاد ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، وعصابات القاعدة، خرّبوا بوابة القلعة بقذيفة هاون، وأشعلوا النيران في الجامع الأموي الكبير.. أشياء ثمينة لها دلالتها التاريخية الدينية محوا أثرها.. كالثلاث شعرات وجزء من الضرس النبوي الشريف التي كانت محفوظة في صندوق موضوع في مقام صغير داخل الجامع سُرقت وشوهد الصندوق محطماً.
وفجّروا ساحة سعد الله الجابري فيها..وأحرقوا أسواق المدينة القديمة وخرّبوها كما لم يفعل غازٍ من قبل، وأفرغوا حقدهم الأسود في الدور العتيقة التراثية، وفي دور العبادة من كنائس ومساجد..
يشير الباحث المهندس عبد الله حجار صاحب كتاب (معالم حلب الأثرية) إلى أن المراحل والفترات التاريخية التي تعاقبت على المدينة خلّفت آثاراً عديدة هي من صنع الإنسان الحلبي الذي ترك بصماته ضمن استمرارية رائعة وصلنا منها مانجا من تخريب الطبيعة والإنسان، من زلازل وحروب وتخريب ودمار، وبقي لنا تراثاً نعتز به ونباهي مثل قلعتها الشماء وجوامعها وكنائسها ومدارسها وحماماتها ومستشفياتها وقساطلها وغيرها..
وبالنسبة للقلعة فإنها بأسوارها وأبراجها عربية الطراز ويعود بناؤها إلى الفترة مابين القرن الثالث عشر والسادس عشر، وهي تعتبر معجزة القلاع الدفاعية العربية، إذ لم يتمكن أحد من فتحها بالقوة.. استعصت على كسرى الأول، وكذلك عندما دخل العرب حلب محررين تم تحرير القلعة على يد دامس عن طريق الحيلة، كذلك عجز نقفور فوكاس عن فتحها فخرّب المدينة، كما لم تستسلم القلعة لهولاكوولم تفتح حاميتها أبوابها إلا بعد أن طمأنهم على حياتهم إلا أنه نكث بوعده وقتل حُماتها.
وعن مدخلها والكتابات التي تعلوه يقول: تعلوالباب كتابة جميلة تبين ترميم البرج في عهد قانصوه الغوري عام 1507م وإلى جانبها شعار قانصوه، وقد كان البرج والمدخل الأول يتصلان بجسر متحرك، وقد صنع مصراعا باب البرج الأول من الحديد المطرق أيام الظاهر غازي 1211م كما تبين الكتابة أعلاه..وللبرج باب ثان أيضاً من الخشب المصفّح بالحديد من أيام قانصوه الغوري عام 911 – 915 هـ/ 1505- 1509م كما تبين الكتابة أعلاه... وهناك مرسومان منذ أيام أبرك وقانصوه الغوري 915 هـ/ 1409م و914 هـ/ 1408م الأول حول حفر الخندق وبناء دائر القلعة، والثاني حول السبّاكين والحدادين من أجل (الزردخانة) الأسلحة مما يبين استعداد قانصوه الغوري للمعركة ضد العثمانيين.
وعن الجامع الأموي يقول الباحث حجار: بُني الجامع الأموي أوجامع زكريا نسبة للنبي زكريا والد يوحنا المعمدان في موقع حديقة المدرسة الحلوية التي كانت الكاتدرائية العظمى وفي جزء من مقبرتها.. ويقال بأن بانيه هوالوليد بن عبد الملك، ويقال إنه أخوه سليمان وقد أراد أن يترك أثراً في حلب يضاهي أثر أخيه في دمشق، وكان بديع الزخرفة مليئاً بالفسيفساء وقد نقل إليه الوليد مواد كنيسة قورش الشهيرة، ولكن العباسيين نقلوا أهم زخارفه إلى جامع الأنبار في العراق عند تخريبهم آثار الأمويين. أحرق نقفور فوقاس الجامع عام 962م حين أحرق المدينة وقام سيف الدولة بترميمه كما بنى غلامه قرغويه القبّة الفوارة وسط صحن الجامع كما تذكر كتابة سبق أن رآها أوبنهايم على طرف الحوض ونصها: «هذا ما أمر بعمله قرغويه غلام سيف الدولة ابن حمدان في سنة أربع وخمسين وثلثمائة» (965م). وتضم قبلية الجامع الأموي رفات النبي زكريا والد يحيى المدفون في الجامع الأموي بدمشق.
أما المنبر الحالي فيعود بزخرفته الخشبية البديعة إلى أيام الملك الناصر محمد والقرن الرابع عشر، وهومن خشب الأبنوس تداخلت في أجزائه قطع رقيقة من العاج وقد تم صنع منبر مشابه له أيام نور الدين زنكي أمر صلاح الدين بإحضاره من حلب إلى المسجد الأقصى حين تحرير القدس بعد موقعة حطين الشهيرة عام 1187م وكان صانعه من أهالي أخترين.
وعن هذا المنبر يشير الأستاذ محمد قجة رئيس جمعية للعاديات بحلب، إلى أن وجود ثلاث شعرات للرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام في الجامع الأموي في حلب يعطيه أهمية ومكانة تاريخية وإسلامية كبيرة في العالم الإسلامي، وأن فقدانها هوأمر مؤلم ومزعج جداً فالجامع الأموي الكبير في حلب من أبرز معالم التراث والتاريخ الإسلامي في المدينة، ويوجد فيه الحجرة النبوية الشريفة، وحسب المعلومات التاريخية المتوفرة فإن قطعة من جسد النبي زكريا عليه السلام مدفونة فيها، وسرقة هذه الشعرات أمر مؤلم ومزعج جداً كونها كانت محفوظة هنا في الجامع، كما يوجد في الجامع كثير من المعالم الإسلامية التاريخية، وأهمها منبر صلاح الدين الأيوبي الذي له دلالته التاريخية والتراثية الكبيرة في مدينة حلب وفي سورية ككل، فعندما صنعه نور الدين زنكي وضعه في هذا الجامع، وكذلك صنع منبراً آخر نقله إلى القدس لكنه احترق بيد متطرف يهودي، أما هذا المنبر لله الحمد فلم يتأثر بالحريق أوبالتخريب وما تم تخريبه في الجامع هوالخشبيات والسجاد حيث أتى الحريق عليها».
حلب المدينة التي تقع اليوم تحت نيران همجيتهم ستنتصر وستسحق فلولهم الإرهابية، وستنهض كعادتها، لأن مدينة عريقة كحلب لا بد أن تكتحل عيناها بنصر قادم فتنفض عن كاهلها غبار الحقد