تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تجليات الحقد الأسود

نافذة على حدث
الخميس8-11-2012
 حسن حسن

يقول المثل :«الأمور تعرف بأضدادها» ولعل هذا هو أدق تعبير للأوضاع المتفاقمة في سورية ، على خلفية تفشي أعمال القتل والتدمير بتحريض أميركي سعودي -قطري- تركي واسرائيلي.

فالأميركي لا ينفك يجاهر عن موقفه بوجوب تسليح العصابات التكفيرية والإجرامية لإشعال الموقف في سورية ، وكذلك آل سعود الذين أعلنوا مراراً وتكراراً دعمهم للفتنة العمياء في سورية ،وما برحوا يصولون ويجولون لتأليب العرب والرأي العام العالمي على هذا البلد الذي لاذنب له سوى احتضانه قوى المقاومة ومساندتها معنوياً وسياسياً في مواجهة المشروع الغربي -الصهيوني، وزمرة الحكام الخونة والمنافقين الذين باعوا أنفسهم وكرامتهم لواشنطن وتل أبيب ، لقاء الاحتفاظ بالسلطة واكتناز المزيد من أموال النفط .‏

أما الدولة المجهرية «قطر» التي أثارت الاستغراب، عندما أباحت لنفسها الانتفاخ والتطاول والتنمر، سبيلاً لممارسة دور اقليمي سلبي ، قائم على التحريض والتأزيم والتشجيع على أعمال القتل المسلحة هنا وهناك ، وقد ظهر دورها جلياً في سورية على خلفية مواقفها العلنية الداعمة لتسليح وتمويل العصابات التكفيرية واستقدامها مع بواخر الأسلحة الفتاكة إلى هذا البلد.‏

في مقابل ذلك كله ينتاب العالم العربي والإسلامي شعور كبير بالمرارة والأسى والأسف ، لانكشاف الوجه الحقيقي لتركيا التي كشرت عن أنياب العداء والانتقام من جارتها ، وصارت تعطي لنفسها حق التدخل في شؤون سورية الداخلية ، وممارسة دور الوصي على الشعب السوري ، مع أنها موصولة بمشاريع الناتو. كمايمعن العثمانيون الجدد في تأجيج الأزمة السورية توخياً لإيصالها إلى حرب أهلية طاحنة يذهب ضحيتها المزيد من المواطنين الأبرياء رجالاً ونساء وأطفالاً.‏

أما «اسرائيل»، فهي الرابح الأكبر من تفجير الأمن والاستقرار في سورية وجميع دول المنطقة ، باعتبارها تعتاش دائماً على التناقضات والأزمات في عالمنا العربي ، وهي أيضاً مدفوعة برغبة جامحة للانتقام من دمشق لدورها الكبير في انتصار المقاومين البواسل على الجيش الصهيوني المتغطرس الذي كان يزعم أنه لا يقهر أيام عدوان تموز عام 2006 كذلك لمساندتها الثورة الفلسطينية التي ألحقت هزيمة أخرى بالصهاينة ، وحولتهم إلى مادة دسمة للسخرية والاستهزاء والازدراء أمام الرأي العام العالمي .ومن المؤكد أنه كلما ازدادت وتيرة الجرائم الإرهابية والتفجيرات التخريبية ، فإن ذلك سيجعل من المشهد أكثر وضوحاً أمام شعبنا السوري والعربي عموماً ، وأن ما يحصل هو انعكاس للحقد الأسود الذي يعتمل في صدور أعداء جبهة المقاومة والممانعة ودورها في كسر شوكة الغرب المتصهين و«اسرائيل» البغيضة ، وفضح الأنظمة الرجعية الغادرة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية