ودك أوكارهم وملاحقة فلولهم وتطهير الأراضي السورية ممن تبقى منهم، وبغية نقل الحقيقة على أرض الواقع إلى الخارج كما هي بعيداً عن حملات التزييف والتضليل
التي ينتهجها الإعلام الشريك في سفك الدم السوري، زار وفد إعلامي من أمريكا اللاتينية جرحى ومصابي الجيش العربي السوري في مشفى الشهيد يوسف العظمة بدمشق أمس من الذين استهدفتهم يد الإرهاب وممن أصيبوا جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على سورية.
الوفد الذي ضم خمسة صحفيين من دول فنزويلا وتشيلي والبارغواي والأرجنتين والمكسيك اطلع على الحالة الصحية للجرحى ووثق عبر شهادات مباشرة من المصابين حجم وشكل الإرهاب الذي ترتكبه المجموعات المسلحة ونوعية الأسلحة التي تستخدمها هذه المجموعات في اعتداءاتها والتي في أغلبيتها إسرائيلية وغربية الصنع.
نعيم شعبوق رئيس الوفد ورئيس الاتحاد السوري الفنزويلي أوضح بدوره أن الهدف من زيارة الجرحى اطلاع الصحفيين المشاركين في الوفد على حجم الحرب الكونية التي تشن على سورية وعلى الأعمال البطولية التي ينفذها جنودنا في التصدي للإرهابيين ولنقل الحقيقة على أرض الواقع.
أما هوليان ريفس الصحفي الفنزويلي فقد اعتبر أن سورية رغم تعرضها لهجمة ساهمت فيها دول عديدة في خرق مفضوح لكل المواثيق الدولية لم تحظ بدعم أو مساعدة منظمة الأمم المتحدة والتي لعبت دورا سلبيا بالأزمة في سورية عبر سكوتها على الإرهاب الذي تتعرض له ودعمه من قبل أنظمة معروفة مؤكدا تضامن صحفيي بلاده الكامل مع سورية واستعدادهم للإسهام في كل ما يخدم سورية وشعبها.
هذا في حين أشار فرانشيسكو كولواني صحفي من تشيلي إلى وجود تشابه كبير في حملة الكذب والتضليل التي تشنها وسائل إعلام ضد سورية بتلك التي شنتها ذات الوسائل قبل عقد من الزمان لتبرير حرب احتلال العراق والادعاء بوجود أسلحة دمار شامل منوها بجهود وأعمال الجالية السورية في تشيلي لكشف المؤامرة على سورية عبر إقامة مؤتمرات ومحاضرات تعرض لحقائق ودلائل دور الأطراف الخارجية في التآمر على سورية والذين ينتمون إلى أكثر من طرف ولا يمثلون اتجاها سياسيا واحدا.
رئيسة الوفد الدولي للسلام: الشعب السوري قادر على حل مشكلاته
في غضون ذلك اكدت مايريد ماغواير رئيسة الوفد الدولي للسلام الذي يزور سورية ان المعاناة التي يتكبدها الشعب السوري جراء الحرب التي تشن عليه تعود للدعم الذي تقدمه الدول الخارجية للمسلحين من مال وسلاح من اجل ضرب استقرار سورية.
ودعت ماغواير خلال لقائها والوفد المرافق لها ممثلين عن لجان المصالحة الوطنية وفعاليات حزبية وشعبية في فندق الداما روز بدمشق مساء أمس إلى العمل على وقف الحرب على سورية التي تأتي ضمن اجندة سبق ومارستها الدول الداعمة للمسلحين في سورية في كل من العراق وليبيا وافغانستان.
واوضحت ان الشعب السوري وحده القادر على صنع السلام وباستطاعته القول ماذا يريد وهو القادر على حل مشاكله مؤكدة ان الحل السياسي والحوار ضرورة لتخرج سورية من ازمتها وان الشعب السوري عليه ان يقود هذه العملية لحين اجراء انتخابات ديمقراطية.
واشارت إلى اهمية هذا اللقاء وقالت لا نريد مزيدا من الحروب.. نريد عالما لا يموت فيه الاطفال من الجوع.. نحن في عالم غني ولكن تصرف ملايين الدولارات على الحروب.. واوضحت ان الوفد يزور سورية التي هي قلب الحضارة ومهد الاديان السماوية التي تدعو إلى المحبة والمغفرة وتحريم القتل والتسامح لافتة إلى ان احترام المعتقدات تشفي كل الجراحات.
واشارت إلى ان الوفد المرافق لها يعمل من اجل احلال السلام والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان عبر العالم من خلال رؤيته لعالم لا يقتل فيه الاخوة بعضهم البعض.
من جهته أكد عمر أوسي رئيس لجنة المصالحة الوطنية في مجلس الشعب ان اللجنة منفتحة على كل الجهود الشعبية والرسمية وعبر لجان المصالحة الوطنية للتلاقي وتنسيق الجهود مبينا أن لجنة المصالحة جسر عبور بين كل لجان المصالحة الأخرى في المحافظات ووزارة المصالحة الوطنية.
واشار اوسي إلى أن لجنة المصالحة تعمل مع كل الجهات وعلى كل المستويات لمعالجة اثار الازمة على كل الصعد الاجتماعية والاخلاقية والانسانية لافتا إلى ان الجهود تتركز على قضايا المخطوفين والتواصل مع من حملوا السلاح والمغرر بهم ودفعهم للعودة إلى حضن الوطن.
بدوره اشار الشيخ حسن يعقوب رئيس الهيئة الدولية لدعم المصالحة والتضامن مع سورية إلى اهمية التواصل مع الهيئات والمنظمات الدولية من خلال الوفود والافراد لنقل حقيقة ما يجري في سورية إلى الرأي العام العالمي ومساعدة السوريين على ايجاد السبل الكفيلة للحد من العنف والتخفيف من المعاناة.
وبين يعقوب أن هدف اللقاء يتمثل بجمع الخبرات وتأطيرها والاستفادة من التجارب الفردية والمجتمعية في سبيل المصالحة الوطنية ومن ثم بناء مشروع وطني سوري ممنهج ينتج خطة مصالحة وطنية تضمد الجراح وتوقف النزف.
ولفت إلى ان استقرار سورية ضمانة لاستقرار المنطقة وأن استهداف سورية الوطن يعطل التوازن السياسي القائم حاليا ويفتح الباب امام انفلات المنطقة إلى مصير مجهول مؤكدا أن سورية مستهدفة لانها تمثل قيمة حضارية استثنائية في المعادلة الاقليمية.
من جهتها أوضحت الام فاديا اللحام الامينة العامة للهيئة الدولية لدعم المصالحة والتضامن مع سورية أن لقاء شخصيات عالمية على مستوى عال يتيح الفرصة لشرح مأساة الشعب السوري ووقع الارهاب الكارثي على المدنيين والبني التحتية والاحياء السكنية والتراث الثقافي والانساني لافتة إلى أهمية عمل لجان المصالحة على الارض للتواصل بين الاحياء التي اعادت لها الدولة الامن والامان.
وبينت اللحام أن خطة اللقاء مع الوفد الدولي للسلام تتضمن تقديم عرض حول ما يحصل في سورية واتاحة الفرصة للقاء المسؤولين السوريين والقوى السياسية كافة بهدف الوصول إلى الطريقة الامثل في تقديم المساعدة ونقل الصورة الحقيقية لما يجري على الارض.
وأكدت اللحام أن الشعب السوري اثبت بعد مرور ما يزيد على عامين من الازمة أنه هو من يقرر مصيره السياسي وأنه السيد الحر المستقل الذي يختار الحل الديمقراطي المعبر عن تطلعاته كلها دون املاءات من أحد لافتة إلى أن تجارب المصالحة الوطنية في أكثر من محافظة سورية برهنت قدرة السوريين في التعالي على الجراح وتغليب المصلحة الوطنية والتسامح والمحبة.
وعرض أعضاء لجان المصالحة في عدة محافظات تجاربهم في التلاقي وتغليب لغة العقل وتقريب وجهات النظر بين السوريين رغم الخلافات مؤكدين أن الازمة السورية في نسبة كبيرة من اسبابها وتداعياتها ونتائجها الدموية ناتجة عن التدخل الخارجي والاعلام المغرض وفتاوى الدم والقتل.