والتي ارتكبت أفظع المجازر بحق السوريين تحت مسمى (الجهاد )، ودمرت كل سبل الحياة في المناطق التي وطأتها أقدامهم القذرة.
فهما إلى جانب إعلانهما محاربة الإرهاب في العالم يقومون بدعم التنظيمات الإرهابية ومنها (القاعدة ) في سورية تحت مسميات مستحدثة وفق قاموس واشنطن وباريس.. كالدعم بمساعدات ( غير قاتلة ) تأتي نتائجها على الأرض السورية دماً وأشلاء وخراباً لامثيل له إلا في البلاد التي دخلتها أميركا وفرنسا تحت شعارات ( محاربة الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان ) الكاذبة.
وتأتي محاولة الولايات المتحدة الأميركية شرعنة دعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بالسلاح القاتل والفتاك للتغطية على مساعداتها التي فتكت بالسوريين وممتلكاتهم على مدار السنتين الماضيتين والتي هي ( غير فتاكة حسب إدعاءات الأميركيين)، فكيف الحال الآن إذا عمدت واشنطن الى مساعدة الإرهابيين بسلاح فتاك؟!
مقترح القانون الذي تقدم به أمس الأول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مينينديز للسماح بتسليح ( مقاتلي المعارضة السورية ) من جانب الولايات المتحدة خطوة تؤكد عزم واشنطن على نقل دورها المفضوح أساساً في تسليح ودعم المجموعات الإرهابية المسلحة التي تسفك دماء السوريين إلى العلن، بالرغم من أن معظم الشعب الأميركي يرفض تدخل بلاده في الشأن السوري حسب ما كشفه استطلاع للرأي أجرته رويترز وإبسوس نشرت نتائجه الأربعاء الماضي.
وذكرت (ا ف ب) أن اقتراح القانون الذي يتعين إقراره في مجلسي الشيوخ والنواب قبل إحالته للرئيس الأميركي باراك أوباما ليوقع عليه يتيح للحكومة الأميركية تزويد المجموعات الإرهابية المسلحة بمساعدة قاتلة وأيضاً بما تصفه واشنطن بأنه مساعدة ( غير قاتلة ).
على الصعيد الموازي.. انقلب السحر على الساحر الفرنسي حيث تواجه فرنسا اليوم تهديدات وصفتها بالجدية من قبل تنظيم القاعدة الذي دعمته في سورية وليبيا بعد الضربات الإرهابية التي كان آخرها استهداف السفارة الفرنسية في طرابلس الليبية.
وانبرى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فور سماع التهديدات التي أطلقها أحد زعماء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ليعلن ان فرنسا تأخذ على محمل الجد هذه التهديدات والى ان التهديد الإرهابي لم يتبدد على رغم الخسائر الكبيرة التي مني بها هذا التنظيم في مالي حسب زعمه ليؤكد التناقض في سياسة بلاده التي تحارب الارهاب في مالي وتدعمه في سورية.
وقال هولاند في مؤتمر صحفي في قصر الاليزيه مع الرئيس البولندي برونيسلاو كوموروفسكل: قد الحقنا خسائر فادحة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عبر التدخل في مالي لكن شبكات القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي خارج مالي دون ان يذكر وجودها في سورية.
وأضاف هولاند نعتبر ان من واجبنا متابعة التدخل في مالي طالما تطلب الوضع ذلك حتى لو اننا قلصنا وجودنا والاحتفاظ برقابة حول مالي للاستمرار فى مكافحة للارهاب.
وأعرب هولاند عن مخاوفه من هذه التصريحات مؤكدا ضرورة حماية منشآته و مذكرا بما تعرضت له فرنسا من اعتداء على مصالحها فى طرابلس داعيا الاوروبيين جميعا للتصدي للارهاب.
وكان ما يسمى رئيس مجلس الاعيان في تنظيم القاعدة المدعو ابو عبيدة يوسف العنابي قد دعا في شريط مسجل بث على الانترنت الى ضرب المصالح الفرنسية في كل مكان.
وانتقد العنابي في رسالة تحمل تاريخ25نيسان ما سماه الحملة الصليبية الجديدة من فرنسا واحتلالها لارض من أراضي المسلمين ملمحا بذلك الى مالي داعيا المسلمين الى التعبئة الشاملة والنفير العام.
ومما يثير الريبة فى علاقة فرنسا بالقاعدة ان التنظيم لم يعلن انه سيستهدف المصالح الفرنسية عندما شاركت فرنسا فى العدوان على ليبيا والقت السلاح من الطائرات للمقاتلين المتطرفين بل ان هذا العدوان الغربي من الناتو قوبل بالصمت من دعاة الجهاد ليبدو واضحا ان المصالح تلعب دورها فى العلاقة بين القاعدة ومن يتبع لها مع الغرب وان الموقف من السياسة الغربية محكوم بمدى الفائدة التى تحصل عليها القاعدة والعكس صحيح اذ إن الغرب يرضى عن القاعدة فى سورية لانها تحقق مصالحه ويحاربها فى اماكن اخرى لانه ليس بحاجة لخدماتها.
وفي السياق ذاته اكد الباحث والمحلل السياسي الاميركي كيفن باريت ان الروابط والعلاقة الخفية بين الكيان الاسرائيلي وارهابيّ تنظيم القاعدة باتت معلنة وواضحة الآن من خلال الاعتداء الاسرائيلي على مواقع في سورية.
وقال باريت عضو التحالف الاسلامي المسيحي اليهودي فى الولايات المتحدة وأحد اشد منتقدي الحرب الاميركية على الارهاب في مقابلة أمس مع موقع برس تي في الايراني ان الحكومة السورية تحقق المزيد والمزيد من الانتصارات على المجموعات المسلحة وفي استعادة الاستقرار والسيادة للبلاد لذلك فقد جاءت الخطوة الاخيرة اليائسة لتخرج هذا التحالف غير المقدس بين اسرائيل وتنظيم القاعدة الى العلن.
ولفت باريت الى ان اسرائيل باتت الآن تهاجم سورية بالنيابة عن القاعدة وذلك لان مرتزقتها فشلوا في تحقيق اي انتصار.