مع الأسف هذا الصراع بين مايريده الأهل وما يريده الطالب لايزال متأججا, ورغم الانفتاح الهائل والثقافة والتطور لم يستطع الأهل أن يتخلوا عن أسلوب الإملاء والقهر, آباء غير مستعدين للحوار, فما دام (حوار الطرشان) هو الذي يسود بين الأبناء والآباء فإن الأمور سوف تزداد سوءاً وسيبقى كل طرف في بوتقة الاغتراب وتصبح الكارثة أكثر خطورة وشمولية.
دعوا الشباب يختارون دراستهم التي تتناسب ومؤهلاتهم وتحدد مستقبلهم, لاسيما وإن التدخل في النواحي الدراسية يؤدي إلى الفشل, فإن لم تكن لدى الشاب الرغبة في دراسة الفرع الذي يختاره الأهل أو الكلية التي يشعر أنها تحقق طموحاته الشخصية, إن لم يفشل فلن يبدع.
نحن في زمن العولمة والاتصالات والوسائط التي تتيح للشباب معرفة الصالح والطالح, وهم عليهم أن يختاروا ما يناسبهم من خلال تجاربهم الشخصية التي تنمي فيهم روح المقدرة على مواجهة الصعاب وتجعلهم أكثر خبرة في فهم البيئة المحيطة بهم والتفاعل مع معطيات الحياة من دون اللجوء إلى الأهل في كل شيء. بعض الشباب في عصرنا يشعر بالغضب الشديد لأن المجتمع لا يفهمه, وغالباً ما تزداد سلبيته حتى تصل إلى الاغتراب أو اليأس, وتزداد حدة البطالة لأن الشباب السلبي لا ينخرط في الحياة الاقتصادية والاجتماعية ,إنه تحطيم نفسي للشباب لأنه وكي لا يعصي أوامر أهله يقوم بما لايحب وفي ذلك انحدار إلى هاوية الفشل, وإلى انتحار الأمل بالتقدم نحو هدف اسمى في نفسه.