تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رحلة المونة.. من غرف الأقبية إلى أحضان الثلاجة

سورية زووم
الأربعاء 27 /9/2006م
لعب مكان حفظ المونة دوراً كبيراً في نوعيتها وكميتها, فقديماً كانت تحفظ في غرفة تسمى (بيت المونة ) وكثيرا ما كانت موجودة في القبو الذي يعطيها انخفاضه تحت الأرض برودة تناسب الحفظ, كما عرفناه في بيوت دمشق القديمة.

وبيت المونة بناء واسع مبني من الحجر وسقفه من حجر الربد محمول على قنطرتين, ويقسم من الداخل إلى عدة أقسام ويوجد به صف من الصوامع الطينية لوضع المونة من مادة القمح والطحين والعدس والبرغل والقسم الآخر المقطوع من بيت المونة يسمى /الحاصل / حيث تخزن فيه مختلف أنواع الحبوب كما يضم صناديق خشبية يستخدم لوضع الحوائج من الزيت والزبدة والسمن والسكر واللبنة والكشك والزيتون والبندورة المجففة,.. وبالإضافة إلى هذه الصناديق تنتصب خزانة خشبية(النملية) بأبواب مشبكة على نحو ناعم تسمح بدخول الهواء وتمنع بالمقابل الحشرات وسواها من الدخول, توضع في المطبخ عادة, وتحفظ بها الأغذية الموضوعة بالاستخدام اليومي.‏

مع الأيام...جاء ضيق المنازل الكبير قياسا لبيوت(أيام زمان) على حساب وظائف وفعاليات عديدة ومنها بيت المونة الذي سرعان ما تقلصت مساحته حتى تم إلغاؤه تماماً واستخدمت عوضاً عنه السقيفة التي غالباً ما تكون بسقف منخفض تعلو المطابخ أو الحمامات, وجاءت الثلاجة أخيراً بمقاييسها المتعددة وكل ما فيها من تكنولوجيا لتزيح (النملية) والسقيفة وربما تمحو من الذاكرة بيت المونة أيضاً, بعدما اتسعت أحضانها الأربع والعشرين قدماً لكل ما يجود موسم أيلول.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية