تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«وقود الطحالب » ... بحث علمي سوري يبصر نور التطبيق

علوم وبيئة
الثلاثاء 19-11-2013
إن الانتقال إلى عصر الطاقات المتجددة في أي دولة يحتاج إلى تضافر بين شتى أبناء المجتمع، والذي يحتاج إلى اقتناع تام وعمل دؤوب من الفئات كلها بضرورة استخدام هذه الطاقات في الحياة اليومية،

فهي لم تعد من الرفاهيات بل أصبحت حاجة ملحة وخصوصاً في سورية حيث أصبح الحصول على بعض الطاقات التقليدية صعباً بعض الشيء نتيجة الغلاء وصعوبة وصول الكثير منها، وبما أن الحصول على هذه الطاقات لم يعد حكراً على الدول المتقدمة، يسعى الشباب السوري، إلى الاستفادة من المصادر الحيوية المتاحة وهي كثيرة، والتي أثبتت أنها أقل ثمناً وأكثر فائدة للبيئة وأكثر استدامة.‏

وعليه تسعى الجمعية السورية للتسويق بالتعاون مع جامعة دمشق بعد أن أطلقت منتدى الطاقات المتجددة مؤخراً في دمشق، إلى الاستفادة منها وتطبيق المشاريع الخاصة بهذه الطاقات في محاولة للتخفيف على الدولة والمجتمع ولإيجاد بدائل جديدة من الطاقة تساهم في جعل الحياة أفضل، وكان من هذه المشاريع آلة زراعة الطحالب حيث ستتم الاستفادة منها وتحويلها إلى بيوديزل «وقود حيوي»أو علف للحيوانات , وذلك في خطوة جديدة بسواعد سورية مبدعة.‏

لماذا البيوديزل من الطحالب؟ يقول المهندس الميكانيكي طارق كنينة «متطوع ومشرف على تطبيق هذا المشروع في المنتدى»: «بدأت فكرة تطبيق مشروع الطحالب منذ انعقاد منتدى الطاقات المتجددة مع الجمعية السورية للتسويق، حيث وجدنا أن أغلب المشاريع بحثية على الورق ولم يطبق أي منها، علماً أن جميع مشاريع هذه الطاقات مفيدة وموفرة على الجميع في حال تم تنفيذها، فقمنا بتشكيل فريق متطوعين من طلاب ومهندسين لتطبيق مشروع (البيوديزل من الطحالب ) والذي يقوم على أخذ مستخلص الطحالب وإضافة بعض العناصر الفعّالة ليتم الحصول على وقود حيوي، وأهم ميزاته أنه ينافس بشكل كبير الوقود التقليدي كما أنه صديق للبيئة، وخلال إنتاجه نكون أوجدنا حلاً لمشكلة مياه الصرف الصحي وقللنا من انبعاثات الغازات الضارة كما يساهم في التخفيف من مشكلة الاحتباس الحراري، هذا بالإضافة إلى أن أسعاره منافسة للديزل العادي، ويتمتع بإمكانية الإنتاج في أي فصل من السنة، وفي أي مكان وأوساط متعددة. ونسعى في هذا المشروع إلى الاستفادة من جميع الطاقات المتاحة لدينا سواء العوامل الجوية أو الطاقات الشبابية، ففريقنا مكون من عدة اختصاصات من علوم وكيمياء وهندسة بحيث يكمّل بعضنا الآخر فنحن نعمل على تحويل البحث العلمي إلى شيء منتج على أرض الواقع، مبدئياً البحث موجود لدينا ويحوي على كل التفاصيل الخاصة بزراعة الطحالب من ( المكان المناسب - الحرارة - التكاليف ) وكل مايتعلق به ليكون كاملاً عند التنفيذ، ومن الممكن أن نصنع أحواضاً تحوي نواعير تدير المياه الخاصة بنموها، مضيفاً بما أننا سنبدأ التنفيذ قريباً اخترنا مكان التنفيذ في كلية العلوم وذلك للاستفادة أيضاً من العوامل الجوية المتاحة فهي تلعب دوراً مهماً في نجاح المشروع، وسيكون العمل بالمهارات اليدوية لي وللمتطوعين حتى لانحتاج إلى كثير من التكاليف، ليكون لدينا في المحصلة الآلة الخاصة التي تنمو بداخلها الطحالب وكل مستلزماتها بحيث تكون كل قطفة جاهزة بحلول ثلاثة أيام، كما سنستفيد من مياه الصرف الصحي ووضعها في الأحواض لأنها تحوي على جميع الفوائد اللازمة لنمو الطحالب وبالتالي قمنا هنا بخطوة مهمة للبيئة في التخفيف من التلوث، وهناك الكثير من المنتجات التي يمكن الحصول عليها أيضا منها كأعلاف الحيوانات أو بعض المكملات الغذائية للإنسان، وعليه فهو مشروع مفيد واقتصادي ويساهم في تحسين حياة الناس.‏

فائدة الفرد تسهم في فائدة الجمع وأي مشروع حيوي تنطلق به أي مجموعة يسهم في فائدة الفرد برأي حسام نشواتي رئيس الجمعية السورية للتسويق وبما أن جميع مشاريع الطاقات المتجددة مفيدة وموفرة بشكل كبير لذا يجب علينا أن نسعى دوماً للعمل عليها لكي تكبر وتتوسع، ويقول: قامت الجمعية بالتعاون مع جامعة دمشق على تبني العمل على مشاريع هذه الطاقات لكي يتم تنفيذها على أرض الواقع بما يحقق الفائدة للجميع، حيث قامت جامعة دمشق برصد ميزانية معينة لتنفيذ هذه المشاريع تحت بند أنشطة طلابية وبناء عليه سنقوم باستقبال جميع مشاريع الطاقات المتجددة ودراستها بما يتناسب مع القدرة على التنفيذ ضمن الشروط الجوية للبلد والميزانية المتاحة.‏

يضيف نشواتي: قررنا أن نبدأ في تنفيذ مشروع « البيوديزل من الطحالب » كونه مشروعاً جاهزاً بحثياً للتطبيق على أرض الواقع، لكن بعد الاطلاع على سوق العمل ومايناسب الواقع تحولنا إلى آلة زراعة الطحالب لنقوم ببيعها بسعر يناسب المستهلك، فمن أهدافنا أيضا أن نقوم بصناعة شيء قابل للتسويق والبيع حتى يتم دعم واستمرار هذه المشاريع بما يحقق الفائدة للجميع، ومبدئياً سنقوم بعمل ورشتي عمل تعريفية عن هذا المشروع في كليتي العلوم والزراعة حتى يتم استقطاب المتطوعين المؤهلين لهذا العمل، لكننا نستقبل أي اختصاصي يرى في نفسه القدرة على المشاركة الفعالة، ففي النهاية هذا عمل مفيد للبلد ولتطوره والذي يحتاج اليوم إلى طاقات جديدة وبديلة خاصة في هذه الأوضاع والتي تتطلب تعاون الجميع لبنائه من جديد، والمهم لدينا أن نحصل على نتيجة على أرض الواقع، وكل شخص منّا انطلق بعمله حرصاً منه على الوطن ومن أجل الوطن.‏

أي مشروع علمي بحثي يبقى حبراً على ورق إذا لم يتم تطبيقه بشكل فعّال على الواقع تتحدث ريم درويش متطوعة في تنفيذ بحث الطحالب وهي طالبة ماجستير أحياء دقيقة وتضيف: كان مشروع البيوديزل من الطحالب المشروع الذي أقوم أنا بتنفيذه كرسالة ماجستير، وهو ما أعطاني فرصة كبيرة لكي يكون بحثي ناجحاً ومثمراً وفي نفس الوقت سيطبق ميدانياً لتتم الاستفادة منه على مستوى المجتمع، وبما أن معظم دول العالم قامت بتنفيذ هذه التجربة التي أثبتت فاعليتها يحق لنا أن نملك تجربتنا الخاصة وعلى نوع الطحالب الموجودة لدينا في سورية، وعليه سيكون دورنا صناعة المفاعل أو الحوض الخاص لنمو هذه الطحالب، وهذه الخطوة لن تكلفنا الكثير سوى الجهد والتحكم بالظروف المحيطة كالماء والشمس لتأمين الجو المناسب لنموها، وبعدها سننتقل إلى مرحلة حصاد الطحالب واستخلاص زيتها ليتم في المرحلة الأخيرة إضافة بعض المواد الخاصة وهي متوافرة لدينا ويمكن الحصول عليها بسهولة للتحول إلى وقود حيوي، في المحصلة هذا المشروع صديق للبيئة وباب جديد للحصول على الطاقات في ظل التطور الحاصل والنقص في بعض الموارد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية