بحضور ثقافي وشعبي تحية لروح الفنان الشاب تمام بصل الذي باغته الموت بعد أن جهز لوحاته بعناية كالعادة وتفقد صالة العرض في جمعية العاديات واعد كل مايلزم للمشاركة في معرض كان على وشك الافتتاح لكنه رحل تاركاً حزناً وغصة في قلب كل من عرفه.
تمام بصل فنان تشكيلي من مواليد سلمية عام 1992 وهو طالب في كلية الفنون الجميلة السنة الثالثة له مشاركات في معارض الكلية ومعارض أخرى توفي بعد صراع مرير مع مرض التلاسيميا ودفن إلى جوار شقيقه احمد الذي توفي بالمرض نفسه قبل شهرين من وفاة تمام إذاً هي مأساة لأسرة ومدينة كانتا ترقبان شاباً مفعماً بالإبداع والطموح والأمل.
مشروعه الفني لم يكتمل ولكنه على قصر عمره كان مؤثراً وملهماً لزملاء وأصدقاء.
صديقه عصام كحلة احد المنظمين والمشاركين في المعرض قدم للحضور قبل الافتتاح فليماً وثائقياً من إعداده وإخراجه عن حياة الفنان تمام عرض فيه أهم أعماله ومحطات حياته مرفقة بالموسيقا والشعر.
اللوحات المشاركة في المعرض من حيث الموضوع صورت طبيعة سلمية وبعض مواقعها الأثرية وأيضاً عرضت لوحات طبيعة صامتة ولوحات تناولت أعماق النفس البشرية وقضايا اجتماعية ولاسيما قضية المرأة.
أما التقنيات والتكنيك والخطوط المستعملة من قبل المشاركين في المعرض كانت متنوعة إذ إن بعض اللوحات نفذت بألوان زيتية على القماش وأعمال أخرى رسمت بقلم الفحم والرصاص بالإضافة لمنحوتات من الصلصال والجبصين وكانت بمجملها تنتمي لأكثر من مدرسة كالانطباعية والكلاسيكية الواقعية والسريالية بالإضافة لاستعمال أسلوب (الكولاج) و(البور تريه).
الألوان القوية صارخة منسجمة حين وحادة متناحرة حينا أخر حيث نجح البعض في توظيف اللون بكل أبعاده وصخبه ليخلق عالم اللوحة من خلال علاقات لونية مدروسة وناضجة وهذا ما يظهر في لوحات الفنان المرحوم تمام بصل وعبد الكريم فطوم وحسين طنجور وسلام المعصراني ورافع قدور وبالمقابل هناك لوحات كانت خطوطها ضعيفة و واهية بحاجة إلى إعادة نظر واجتهاد في تطوير الأدوات والتجربة.