، واذا ما نظرنا الى التصرفات التي تسلكها سلطات آل سعود وطريقة المعاملة التي تتعامل بها مع قضايا المواطن وحقوقه، نجد ان الجاهلية تعيش الى وقتنا الحالي في إطار هذه العقلية المسيطرة على حكام آل سعود، والتي تدور حول محور التعصب والتكفير والإرهاب الفكري والجسدي.
فبعد الفضائح المتتالية، التي أظهرت المعاملة الهمجية التي تعامل بها العمال الأجانب ممن يسعون وراء لقمة عيشهم، والتي كانت وصمة عار على جبين المجتمع الدولي عند انتخاب السعودية عضو في منظمة حقوق الإنسان، وهي ابعد ما تكون عن الإنسان والإنسانية، ليبقى ما خفي في سجونها أعظم، وما يدور داخل هذه الغرف المظلمة من فظائع مخزية كشفتها جمعية حسم للحقوق المدنية والسياسية السعودية في مقطع فيديو مشترك بين رئيسها الشيخ سليمان الرشودي و د. عبدالله الحامد و د. محمد القحطاني عبر وثائق تثبت التعذيب في سجون المباحث بإشراف الداخلية وأمر من الوزير نايف بن عبد العزيز وابنه محمد بن نايف «الوزير الحالي» في البلاد.
ويشير رئيس جمعية حسم المحامي سليمان الرشودي أن الاجتماع الذي عقدته الجمعية مع وزير الداخلية قد انتهى بلا جدوى «لأنه لم تكن هناك استجابة ولم تكن هناك جسور ممدودة وتعاون وتبادل لوجهات النظر.»
كما يشير العضو المؤسس لجمعية حسم د. محمد القحطاني إلى وجود شهادات موثقة عن الضباط تفيد بتوجيهات وتعليمات من وزير الداخلية الأسبق الأمير نايف بشكل صريح؛ مضيفاً «لدينا في الشهادات التي نوثقها شهادات متواترة عن أن الضباط يحصلون على توجيه من محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية.»
وصرح القحطاني: قال لي المحقق أثناء التحقيق لماذا تتكلم عن التعذيب لدينا ولا تتكلم عنه في أميركا في معتقل غوانتانامو.. فقلت له أيها المحقق إن السلطات الأميركية تعتبر هؤلاء الأشخاص أعداء فهل تنظر إلى شعبك بنفس النظرة أنهم أعداء لك؟ ولفت إلى أن: الأمر الأخطر الذي تنبهنا له مؤخراً ولدينا شهادات عليه هو أن هيئة التحقيق والادعاء العام تقوم بدور خطير جداً في التغطية على انتهاكات المباحث، مشيراً إلى توافر أدلة وشهادات بذلك.