الصفعة إذاً مزدوجة تذوقها كاميرون بلونيها الشعبي الرسمي، وبريطانيا لن تنسى أن كاميرون أراد أن يدخلها في نفق أخرجها منه سريعاً مجلس العموم وأقول أن كاميرون ربما تنفس الصعداء بعد خروجه من بين جدران المجلس بغض النظر عن رغبته الحقيقية في حدوث عكس ما جرى ونفض يده من يد أوباما مرتاحاً من اللوم من حرب محتملة لفظها الشعب البريطاني ومعظم ساسته وظهر في نهاية المعمعة كاميرون كبطل في نظر نفسه ومحبيه فهو لم يبخل بترددات صوته العالية التي خفض عيارها وأخمدها مجلس عمومته بعد خرقه جدار الصوت ببهلوانيته وصدع رؤوس شيوخ مملكته المتحدة لأجل رفيقه أوباما.. وكاميرون يسلي نفسه ويقول بينه وبينها أنا قوي ومثابر والآخرون لاشك يقولون كاميرون فعل ما عليه ولكن ...
كاميرون صحصح بعد الصفعة وتفتقت قريحته وأصبح حكيما ناصحاً بعدما كان يستعد لصيحة الحرب وراح يدعو حليفه أوباما للإصغاء لصوت الشعب.. لكن أوباما كما يقال أذن من طين وأذن من عجين وشعبه كما الشعب البريطاني رافض لجنونه وكذلك كونغرسه الذي لا يريد تمويل حفلات جنونه الماجنة مجددا ليمارس فيها طقوس القتل كما فعل نسخته المجنونة السابقة بوش في حفلة الدم العراقي .
وهاهي الحبة الكبيرة التي يعجب بها العم أوباما سقطت من عقده الأسود لتبقى نوّاحة البيت الأبيض في مجلس الحرب الأميركي تندب وتستنفر لعسكرة المعسكر الذي يوشك على الفراغ من حلفاء يشككون في جميع صور المصداقية لمن كذبت وكذبت ولم تنطبق عليها نظرية غوبلز فلم يعد يصدقها حتى أقرب الحلفاء منها وبعضهم طبعاً أكثر كذب منها.
نزل سانشو بانزا البريطاني عن حماره المتعب وهو الرفيق الحميم للفارس الحالم والديك الفرنسي لايزال يصيح ويتخبط والنسر الألماني حلق بعيدا وبقي الدونكيشوت الأميركي على حصانه الهزيل يهلوس ويحارب طواحين الهواء العالمية الشعبية والرسمية فهل يصغي أوباما لنصيحة كاميرون.. وكما يقال كانت النصيحة بجمل .