تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لن تزيدنا التهديدات إلا صلابة وقوة

شباب
الأحد 1-9-2013
 غــانــم مــحــمــد

سورية مزروعة في عيوننا ولن يستطيعوا اقتلاعها، ونباحهم المستعر هذه الأيام لن يخيفنا وقد اعتدنا على تهديداتهم ولن تؤثر علينا او تبدّل من قناعاتنا..

موضوع ارتباطنا ببلدنا وتمسّكنا فيه لم يعد بحاجة لأدلّة وبراهين، والغباء الغربي في تكرار التهديدات والوعيد ليس إلا تأكيدا على افلاس هذا الغرب وأذنابه في التعاطي مع الشأن السوري الذي أربك العالم بقوة تماسكه..‏

نثق بقدراتنا وبقوة جيشنا الباسل ونثق أيضاً بصدق حلفائنا ونعتقد أن أي هجوم عسكري غربي على سورية سيتكبّد خسائر فادحة، أما نحن فقد دفعنا ما فيه الكفاية من فاتورة الكرامة ولن يضيرنا إن دفعنا قسطاً آخر وقدّمنا طابوراً جديداً من شهداء الكرامة والسيادة..‏

كثر الحديث وعلى جميع الأصعدة خلال الأيام القليلة الماضية عن احتمال توجيه ضربات عسكرية إلى سورية لـ « تأديبها» بحجة استخدامها للسلاح الكيميائي ضد شعبها، والقلب الأمريكي الرقيق جداً لم يحتمل وحشية الدولة السورية فأوعز إلى أتباعه بتسعير الحرب الإعلامية ضد سورية للضغط على موقفها الرافض للمساومة على السيادة الوطنية سواء في مواجهتها للإرهاب أو في تعاطيها مع فريق التحقيق الأممي أو ثباتها على نظرتها بشان مؤتمر جنيف حول سورية وغير ذلك من الثوابت السورية، وللتعويض أيضاً عن الهزائم المتلاحقة لقوى الإرهاب والمعارضة على الأرض فأرادت بذلك أن تحدّ من وهج الانتصار السوري وأن تبقي أعوانها على قيد الحياة، والموجع في المسألة أن بعض الأغبياء في منطقتنا العربية أو الجوار يتسابقون لتقديم التنازلات لصالح العدو فالسعودية تستجدي التدخّل العسكري في سورية، السعودية هذا البلد الذي أحببنا شعبه كثيراً لا يدرك حكامه أن أي قذيفة توجه إلى سورية لن تميّز بين من هو معارض ومن هو موالٍ إذا سلّمنا برؤيتها القاصرة لما يحدث في سورية وأن كل موال للنظام حسب جهلها يستحق الموت، والجار التركي الرسمي يعلن استعداده لدخول أي تحالف ضدّ سورية ولو خارج مجلس الأمن الدولي ويستجدي ليل نهار أسياده التدخّل ليخرج من ورطته أمام شعبه ولكن للحقيقة عنوان واحد لا يختلف فيه أو عليه السوريون وهو أن الله معنا وأن من يتوكل على الله فهو حسبه وقد توكلنا..‏

نتحدث يومياً مع العشرات في هذا الموضوع والخطوط العريضة لهذه الأحاديث واحدة...‏

الخلاصة الأولى من هذه الأحاديث تقول: عندما دخلنا حربنا هذه ضد الإرهاب منذ سنتين ونيّف كنّا نعلم أن المستهدف هو الدولة السورية بما تملكه من قوة مهددة للعدو الإسرائيلي لم يستطيعوا تدجينها فأرادوا إشغالها بهذه الحرب في الوقت الذي استمروا فيه بإغداق الكيان الصهيوني بما يطلبه من الأسلحة وجميع أشكال الدعم، ولأنهم لم يستطيعوا توجيه الضربة بشكل مباشر للدولة السورية ككيان قوي دخلوا على بعض التفاصيل به حتى اشتعلت النار وصبّوا عليها بارودهم ونفطهم، وقدرنا أن ندافع عن وطننا وعن آخر ذرة تراب به مهما كلفنا الأمر..‏

وتتحدث الخلاصة الثانية عن الخزي العربي وموقف العرب من إخوانهم في سورية، إن كان عدوهم هو النظام السوري كما يزعمون فما ذنب الأطفال الذين حُرموا من الغذاء والدواء بفضل حصارهم وحربهم الاقتصادية على سورية، وما ذنب الأطفال الذين تحولوا من المدارس إلى معسكرات الإرهاب للتدريب على الأسلحة وعلى العمليات الانتحارية؟‏

وتشير الخلاصة الثالثة إلى أن العدو ضاق خلقه ولم يعد يحتمل وقوف السوريين صفاً واحداً مع قيادتهم ويثقون بها ويدافعون ويضحون ولا يستسلمون، ولأن الأعداء صغار جداً فيكاد غيظهم أن يقتلهم ومن يتابع تصريحاتهم بهدوء يدرك هذه المسألة دون أي عناء..‏

أما الخلاصة الأهم والردّ الدائم على كل محاولة حاقدة فتقول: هذه هي سورية، إن وطأتَ أرضها فاخلع نعليكَ لأنك فوق تراب مقدّس، كل ذرة من هذا التراب تعادل الروح لأي منّا، وإن كنتَ تتوقع خنوع السوريين تحت ضغط القتل أو الجوع أو التلويح بما هو أصعب في القادمات فإنك واهم فالسوري لا تزيده الصعاب إلا صلابةً ولا يزيده التهديد إلا إيماناً بالله وبالوطن، ما زالت زفّة أي شهيد هي العرس الأكبر في وطننا، ومازال جرح أي مقاتل محجة المحبين وما زال خطّ السير على ذات الاتجاه وهو التصدّي لكل من تسول له نفسه المساس بسورية، خسرنا بعض الشيء، وعانينا كثيراً وقد نعاني أكثر في قادمات الأيام ولكننا لن نتراجع ولن نرفع إصبعنا عن الزناد إلا وقد غادر آخر إرهابي حياتنا وعاد الأمن والأمان إلى ربوع بلدنا الحبيب سورية...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية