تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لتســـقط رايــة الـــذل

مبدعـــون علـــى صفحـــات «الثـــــورة»
الأحد 1-9-2013
أيوب منصور

ملايين الأفواه في آسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية تندلع منها حمم البراكين المقدسة..

ملايين الحناجر تهتف بسقوط راية الذل الامبريالي التي ترفعها عصابات اليانكي أينما حلت..‏

ملايين الحناجر تزمجر فوق كل أرض اسحقوا جميع الذئاب، ادحروا الغزاة وساهموا في بناء مجد الانسانية الجديد.‏

أجل ملايين الأفواه والعيون يتطاير منها شرر الغيظ على وحوش البنتاغون إثر كل جريمة نكراء يرتكبونها بحق الشعب الفيتنامي البطل وغيره من الشعوب الآمنة الوادعة، مع ذلك ورغم سيل النقمة الذي ينصب على رؤوس تجار الحروب، فإن هؤلاء ما زالوا يفتكون ويبطشون كأن شيئاً لم يكن وكان العلم الاميركي لم يحرق في شوارع درسدن وبروكسل وباريس وحتى في نيويورك بالذات.‏

لقد بات جلياً أمام نظر الشعوب المكافحة بأن المعتدين لا يمكن أن يفهموا بغير لغة البنادق وبأن الحقوق المغصوبة لن تعيدها قرارات هيئة الامم بل قرارات الخنادق والمتاريس التي تكتب بالدماء الزكية لهذا فإن بيارق الثورة قد ارتفعت وهي تخفق كل يوم في بقاع عديدة من بقاع الارض ساخرة بقنابل النابالم وبجولات السيد هامفري التي استهلكت كل احتياطي أوروبا من البيض الفاسد..‏

ولهذا أيضا فإن الاستاذ العدني بدلاً من أن يحدث تلاميذه عن ويلسون وشكسبير يحدثهم عن رائحة البارود المنعشة والطالب الفلسطيني يتصور شعار وكالة الغوث كأنه مخرز فولاذي يهم بسمل عينيه الاثنتين ويبكي بمرارة لأن ثمة مسافة مازالت تفصله عن حدود فلسطين ولأن اصبعه ليست على الزناد كما يجب أن تكون دائما مثلها مثل أصابع نمور غابات المامبو الحقيقية التي وقف بالامس أحد سناترة مجلس الشيوخ الاميركي ليهددها بالبتر.. فجاءه الجواب من قائد جيوش الغزو في فيتنام على لسان وليم فولبرايت بأن «الاضطرابات الشعبية في أميركا، قد أفسدت معنويات جنودي، وألحقت ضررا بالغا بكثير من خططنا الحربية»..‏

لكن جواب الفيتناميين أنفسهم كان أشد إيلاماً حيث خرج من فوهات مدافعهم المضادة التي أسقطت خمس عشرة طائرة مغيرة خلال يومين فقط.. مع هذا كله فإن مصاصي دماء الشعوب لا يريدون أن يقتنعوا بالهزيمة فيطمرون من جديد رؤوسهم في رمال الحرب المحرقة ويحاولون تركيز بنود العار حيثما وصلت أيديهم صامين آذانهم عن سماع صوت هدير عاصفة التحرر التي أطبقت عليهم من جميع الجهات ونشيدها الجبار يشق عنان السماء: لتسقط راية الذل في كل مكان.‏

الأحد 30/4/1967‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية