تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


البطريرك لحام يجدد رفضه لأي تدخل خارجي أو عدوان على سورية.. البطريرك يازجي: على الدول المعنية بالأزمة الترفع عن مصالحها الضيقة وترسيخ الحل السلمي

بيروت
سانا- الثورة
صفحة أولى
الأحد 1-9-2013
دعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذوكس يوحنا العاشر اليازجي كل الدول المعنية بالازمة في سورية إلى الترفع عن مصالحها الضيقة والمساعدة في تهيئة الارضية المناسبة لترسيخ أسس الحل السياسي السلمي في سورية وذلك باحلال منطق الحوار بدلا من منطق السيف والنار.

وقال البطريرك اليازجي في مؤتمر صحفي عقده أمس اننا نطالب كل الهيئات الدولية باتخاذ الخطوات الآيلة إلى حماية سكان هذه البقاع مؤكدا أن المسيحيين في الشرق ليسوا بحاجة إلى تباكي المجتمع الدولي عليهم لأن مصيرهم في بلادهم هو ذات المصير لاخوتهم في المواطنة الذين يعيشون معهم بمحبة ووئام طوال عقود طويلة.‏

كما جدد البطريرك اليازجي مطالبته المجموعات الارهابية المسلحة بالافراج عن المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي فورا مستنكرا اجراءات الصمت والتعتيم التي يمارسها المجتمع الدولي على عملية الاختطاف.‏

وحث البطريرك اليازجي المجتمع الدولي بتعجيل تحركاته وتفعيلها لتحرير المطرانين وتقديم كل أنواع المساعدة الحقيقية الفاعلة في هذا المجال مبينا أن بامكان المجتمع الدولي اذا أراد ذلك أن يصل إلى حل يكشف مصيرهما.‏

ونوه البطريرك اليازجي بالجهود والمساعي التي يبذلها المسلمون والمسيحيون وسائر الكنائس المسيحية وخاصة الكنيسة البطريركية السريانية في المتابعة المتواترة لقضية المطرانين المختطفين بكل الطرق وعلى سائر الاصعدة بما فيها على صعيد المنظمات الدولية مشيرا في الوقت ذاته إلى عدم دقة الكثير من التكهنات والتفسيرات التي تصدر عن وسائل الإعلام حول مصير المطرانين المختطفين.‏

كما دعت بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذوكس الدول المعنية بالمنطقة بشكل مباشر او غير مباشر إلى الترفع عن مصالحها الضيقة والمساعدة في تهيئة الارضية المناسبة لترسيخ أسس الحل السياسي للازمة في سورية وذلك باحلال منطق الحوار بدلا من منطق السيف والدمار.‏

وأهابت البطريركية في بيان لها بالهيئات الدولية والمراجع الاممية اتخاذ الخطوات الكفيلة بحماية سكان هذه البقاع واعتماد مقاربات جديدة لاعادة الامن إلى انسان هذه المنطقة الذي يدفع الثمن الغالي من هذه الاجواء.‏

وأدانت البطريركية كل انتهاك للحريات وكل تعد على كرامة الانسان مستنكرة خطف المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي وغياب التحركات الفاعلة لانهاء هذا الوقع المرير.‏

وأكدت البطريركية مواصلة جولات الاتصال كي تصل الامور إلى خواتيمها الحسنة بأسرع وقت ممكن من خلال الاصرار رغم الصمت والتعتيم على المطالبة بالافراج عن المطرانين وسائر المخطوفين.‏

ولفتت البطريركية إلى تباكي البعض على مسيحيي الشرق وما يدعونه حول اوضاعهم السيئة مؤكدة أننا لسنا بحاجة إلى هذه المواساة اذ ان مصيرنا ببلادنا هو المصير ذاته لاخوتنا في المواطنة الذين نعيش معهم بمحبة ووئام لعقود طويلة.‏

وختمت البطريركية بيانها بالقول: من منطلق المسؤولية الوطنية والشراكة الكاملة في المواطنة سنسعي مع كل اصحاب النوايا الحسنة لبلورة موقف وطني جامع ينبع من قناعتنا حول الانسان والمجتمع ودور السياسة في تامين نموها الثقافي والحضاري ونحن مصممون كجزء لا يتجزأ من نسيج هذه المنطقة الاجتماعي على عدم الخروج عن مواقفنا التاريخية وسنبقي متجذرين في هذه الارض ساعين لان نكون فيها دعاة سلام وحوار.‏

المطران حنا: بعض الدول الغربية متورطة بشكل مباشر في تهجير المسيحيين من المشرق العربي‏

من جانبه المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس ان بعض الدول الغربية متورطة ومسؤولة بشكل مباشر عن تهجير المسيحيين من المشرق العربي وافراغ هذه الارض من مسيحييها وذلك من خلال دعمها للتطرف والتخلف والارهاب الممارس بحق الشعوب العربية بكافة مكوناتها الدينية بهدف نسف قيم التعايش والتاخي الديني في المجتمعات العربية.‏

وقال المطران حنا خلال استقباله وفدا من الجمعيات المسيحية الفرنسية الحقوقية ان الغرب الذي يتشدق بدفاعه عما يسميه الاقليات في هذا الشرق هو المسؤول المباشر عن افراغ هذه المنطقة من المسيحيين والسعي بطرق خبيثة للنيل من وحدة الامة العربية بكافة اطيافها وطوائفها مضيفا انظروا إلى ما حدث ويحدث في العراق وما يحدث في عدد من الدول العربية واليوم السيناريو يتكرر في سورية.‏

وحمل المطران حنا الادارة الامريكية بشكل مباشر مسؤولية ما سيحدث للمسيحيين في سورية في حالة التدخل العسكري الذي سيؤدي إلى مزيد من الدمار والخراب مشيرا إلى ان كل الشعب السوري سيدفع ثمن هذا التدخل.‏

وحذر المطران حنا من ان وقوف بعض الدول الغربية ولاسيما الولايات المتحدة التي تدعي حكومتها الحرص على حقوق الانسان مع المجموعات المتطرفة التكفيرية الارهابية المسلحة سيؤدي إلى تهجير ما بقي من مسيحيين في هذه المنطقة.‏

وقال المطران حنا انها كذبة كبرى ان يقال بان الغرب حريص على بقاء المسيحيين في هذا المشرق فما يهم الغرب هو مصالحه ونفوذه حتى وان كان هذا على حطام الشعوب العربية عامة والمسيحيين بشكل خاص مؤكدا ان الغرب يريد مجتمعات عربية متخلفة ومفككة مع فتن طائفية ومذهبية لان هذا يسهل عملية تمرير مشاريعه في المنطقة ولذلك فان اختفاء الحضور المسيحي من هذا الشرق يخدم المصالح الاستعمارية التي تستهدف الامة العربية بأسرها.‏

من جهته جدد غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك رفضه لاي تدخل خارجي أو عدوان او هجوم على سورية مهما كان نوعه.‏

وقال البطريرك لحام في بيان تلقت سانا نسخة منه ان الاوضاع المأساوية التي تعيشها سورية منذ سنتين ونيف برهان قوي على أهمية السعي لايجاد حل سياسي للازمة وفي اقرب وقت ممكن مؤكدا ان الدول التي تعارض العدوان على سورية تمثل أكثر من نصف سكان العالم.‏

وأضاف: ان قناعتنا ثابتة بأنه لا نصر للسلاح وللعنف فالعنف يجر العنف والسلاح يجر السلاح وان اليوم هو وقت السلام وليس الحرب مشيرا إلى ان الدول شرقا وغربا لم تتوقف منذ سنتين ونيف عن ارسال السلاح والاموال والخبرات الحربية والاستخباراتية والمجموعات المسلحة والتكفيريين إلى سورية وهذه كلها اشد فتكا من الاسلحة الكيميائية الفتاكة التي نرفض استعمالها مهما كان السبب.‏

ولفت البطريرك لحام إلى ان هذه الاساليب هي التي تسببت في قتل المئات وتشريد الملايين وتدمير المؤسسات والقرى واشاعة الفوضي والخطف والابتزاز والتعديات والسرقات والثأر بين أبناء البلد الواحد.‏

وقال البطريرك لحام بدلا من الدعوات المطالبة بالهجوم نحب ان نسمع الدعوات المطالبة بخلق جو من المصالحة والامل والحوار والغفران والسلام وهذه هي الاسس التي تهييء لعقد مؤتمر جنيف2.‏

ودعا البطريرك لحام إلى حملة من الصلاة في الكنائس والبيوت والمؤسسات الكنسية والعالم اجمع لاجل السلام في سورية متمنيا ان يعم السلام من جديد في بلدنا الحبيب وفلسطين والمشرق العربي والعالم أجمع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية