هذا الاحتلال لمكان المعلم الذي تنحّى جانباً، والذي تراجعت مهمته إلى الإشراف على مجموعة على (الواتساب) المكونة من جميع تلاميذ الصف الواحد، وهذا ما شاهدته بأم العين ليتم متابعة الأجوبة التي نسخها الطلاب من (غوغل) لا أكثر.
هكذا فهم المعلمون وهكذا طوروا أدواتهم ليتماشوا مع تطوير محتوى المناهج وهكذا تتم تنمية القدرة على التحليل والتركيب عند الطالب!!!!
تقول لي الأم لم يعد بإمكاني أن آخذ الموبايل من يد ابنتي لأنها ستتابع المجموعة وما يقوله لهم المدرس الذي تخلى عن دوره كاملاً.
إذاً على من تقع مسؤولية هذا التحول في العملية التعليمية؟
إذا قلنا إن المعلم هو المسؤول سيقول إنه لم يتم تدريبه بالشكل الكافي والمناسب على المناهج الجديدة ولم يتم تزويد القاعات التدريسية بالمستلزمات المطلوبة من وسائل إيضاح كما لم يتم تزويد المدرسة بالمختبرات.. إضافة إلى الحالة الفنية للمدارس بشكل عام.
إلا أن كل المبررات السابقة لا تكفي لنقول إن المدرس معذور في تسليم مهامه لشبكة الانترنت والاكتفاء بدور المشرف على مجموعة على واتساب.
وهل يستطيع من يتخلى عن دوره تقويم الإجابات وتوجيهها؟؟
فعوضاً عن المنهاج التفاعلي الهادف إلى تزويد الطالب بمهارات التفكير وتنمية مقدرته على التحليل والتركيب والاستنتاج فعل العكس تماماً، فالإجابة جاهزة ولا نحتاج إلا إلى نسخها على الدفتر.. كم هو مؤثر أن تنحرف كل مفردات العملية التعليمية عن مسارها!! وكم هو مؤثر أن تراقب تراجع مستوى ذكاء أطفالك!!
والأكثر رعباً هو إلى أين سيودي (غوغل) بهذا الجيل وإلى أي مصير سيلقي به وأي مستقبل سيبني؟؟
المشكلة ليست بهذه البساطة، وكما خاضت الوزارة هذا العام حرباً قاسية لضبط العملية الامتحانية سيكون مطلوباً منها إجراءات إسعافية لإنقاذ الطالب وإخراجه من براثن الشبكة العنكبوتية وسد الذرائع التي تبقيه متصلاً على الشبكة ليلاً نهاراً..
مهمة وزارة التربية هي إصلاح ما دمرته عملية تطوير المناهج غير الممنهجة وبالتأكيد تحتاج إلى عمل دؤوب وعاجل من قبل فريق وطني متخصص وإلا سيكون التلقين الذي تميزت به المناهج القديمة أفضل بما لا يقارن مع (غوغل) الذي يصطاد العقول ويفرغها ليملأها بما يشاء..