تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إلا بنات أفكاري..

أبجد هوز
الاحد 6-10-2019
منهل إبراهيم

رزقني الله بالكثير من البنات التي تتجول في أروقة أفكاري ولن أسمح لأحد بسرقتها مني لأجدها فيما بعد محبوسة بين جدران كتاب يوقع في معرض أحضره ولا أستطيع استرجاعها.. وسأدافع عنها مهما كان الثمن باهظاً.

فالسرقة يا أصدقائي لا تنحصر في السرقات المحسوسة من ماديات وأموال وغيرها.. اليوم أصبحت أمشي ويدي تحرس رأسي مخافةً من تسرب (بنت من بنات أفكاري) على لساني عندما يتراخى تركيزي في الواقع وضعفي أمام الضغوطات التي تشبه (مداك عروس) أو (صلاية حنظل) كما قال شاعرنا المخضرم امرؤ القيس.. مع الفرق بين المعنيين فالضغوط علينا تغضبنا وتخرج العرق وروائح التعب من ذواتنا على عكس الروائح العطرة التي تخرج من (مداك العروس) و(صلاية الحنظل) لشاعرنا المخضرم.. فنحن مخضرمون في الانتقال من مرحلة لمرحلة والتكيف معها بشكل سريع وملفت.‏

حين أطالع الوضع الثقافي... وعدد الكتب الموقعة في المعارض وخصوصاً في معرض الكتاب الأخير.. وألمح الكم الكبير من النتاج الفكري أدرك كم هي الورطة كبيرة.. ورطة ثقافتنا!!.‏

في العصر الجاهلي نبه الشعراء لهذه الظاهرة وكان منهم من يفتخر بنفسه لتجنبه الوقوع في مثل هذا القبح.. وكان منهم من يعتمد على شاعر سبقه في القول.. ويسرق منه بيتاً أو صورة فنية أو لفظاً أو معنى.‏

اتكال من يظن نفسه كاتباً أو أديباً أو شاعراً على سرقة بنات أفكار غيره يعد بلادة وعجزاً يصدر عنه.. وأنا من منظوري الشخصي سأسمح لهم بسرقة أي شيء إلا بنات أفكاري الغالية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية