التي حررت ذاك البناء الفكري الثقافي العربي من عقد الخوف والتضليل الخاضع لمفاهيم ومصطلحات حاول ترسيخها كيان العدو الاسرائيلي ليبقى الافتراس الذهني عابرا لأحلامهم التي صدمها قرار عربي سوري الإدارة معركة بحجم الوطن واستطاعت أن تهز العالم بكل المقاييس ، حيث خاض الجيش العربي السوري البطل وشقيقه المصري في السادس من تشرين الأول عام ١٩٧٣ بقيادة القائد الخالد المؤسس حافظ الأسد أهم معارك النضال والوجود التي غيرت وجه المنطقة وأعطت للتفاصيل الميدانية ابعادها التي تستحق على جميع الأصعدة ،وان الارض العربية بشكل عام والسورية بشكل خاص كانت ومازالت جدار الصد الذي لا يقبل المساومة أو الهزيمة مهما كانت حجم التضحيات ومهما بلغت التكاليف ..ومهما خطط عقل الكيان الاسرائيلي وجميع داعميه على مستوى المنطقة والعالم .
حرب تشرين التحريرية التي أرست دعائم شتى في مجال النصر على الصعيد النفسي والمادي والمعنوي ، وما حققته من مكاسب وانجازات و نتائج و معطيات كانت نتائجها ومازالت مثالا يحتذى عند جيشنا البطل وقواتنا المسلحة وهي في ذروة الاستعداد الدائم لعبور بوابات النصر و الانتصار على جميع القيود المفروضة او حاول فرضها عدو متجدد الهوى والهدف بألوان شتى ..
هي روح تشرين التحرير التي تزهو فيها حكايا المجد من كل الأحجام والمقاسات التي دونتها الوقائع بالدم الطهور في أرض الميدان ،وخاصة في السنوات التسع الأخيرة التي شهدت فيها سورية أكبر تحد وهي تخوض أشرس المعارك الوجودية النضالية ضد عدو ارهابي شرس متعدد الأساليب في إتقان وجوه الاجرام والمخالب التي حاولت أن تنهش من الجسد السوري الطاهر ما تيسر من العفة وتزرع بمخالبها السامة اطنانا من الحقد والكره من اوصاف الجريمة ..
حرب تشرين التحريرية في بعدها الوطني والإقليمي والدولي وعمقها النضالي وأهمية وخصوصية نتائج كنوزها التي كسرت كل القيود وأعطت الإنسان والشعب العربي السوري ما يستحق من رصيد القوة والشجاعة والعنفوان والكبرياء الذي يمتلكه بكل صفاته ..هي نفسها اليوم تعيد ذكرياتها وأيامها مع اختلاف الزمن وعدد السنوات التي مرت بأشرعتها المختلفة ..
فحين تفتح دفاتر المجد من بزة الجندي العربي السوري أوصافها عبر صفحاتها نرى وندرك أهمية ما خطه الحبر السري والعلني ، في ذاكرة تشرين التحرير من نقاط تحول غيرت الذهنية المنكسرة في الوجدان العربي وقت ذاك ..ومنحت لجسور الثقة والتفاؤل والإيمان ان تسطع بقدرتها على فعل المستحيل بفعل الإنجاز والإعجاز .
هي سورية بوابة العالم إلى السلام تناضل اليوم بمفاتيح الكرامة ..وتسطر مع جيشها المقدام والوفي ورئيسها المقاوم ملاحم من قيمة وعبرة وخصوصية كان فيها لشهداء الوطن وجراحه النازفة من قلوب الصابرين ..آيات مقدسة في سفر الوطن حمت ضمير الشعب ووجدان القضية من عبث العابثين المارقين الطارئين على مشاعر الحياة .
لقامات الابطال في حرب تشرين التحرير .. أزكى الكلام ولأرواح شهدائه قداسة السلام ولأبناء وأحفاد وأخوة صانعي منجزات حرب تشرين وهم يتابعون اليوم مسيرة النضال يترجمون القسم التضحيات الدم وهم يطهرون الأرض العربية السورية شبرا شبرا من كل ماعلق فيها من إرهاب متعدد الجنسيات ..
وطني ستبقى الصورة الأجمل في ذاكرة الأجيال المتجددة وهي تبصر النور على تخوم الحقيقة ..كل عام وانتصارات تشرين أمانة في اعناق المؤتمنين ..