تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«سورية يا حبيبتي» لا تزال تملاأ القـــلوب

ثقافة
الاحد 6-10-2019
رنا بدري سلوم

هكذا هم الشعراء، يبوحون بوجعهم بحبرٍ قان، يعتنقون بحواسهم، فيفعلون ما لا تفعله لغة الرصاص، سلاحهم الكلمة، التي بحثت عن توءم كفاحها فشكلته نغماً على وترٍ، لتغنّى وتجول العالم، مانحة كل من سمعها مشاعر النصر والعزة والفخار.

لم تسلم الأغنية الوطنية من «ربيعهم الأسود» الذي أحرق القلوب بثورة ملعونة أرادت أن تغير ملامح التاريخ وتمحي أسطورة النصر، هي أغنية «سورية يا حبيبتي» التي خلدت انتصار حرب تشرين التحريرية1973، فلا نزال حتى يومنا هذا ننشدها فتجري في عروقنا حماسة وطنية تأبى أن تنعتق من جسدها الروح السورية، فمن قلب مخلص يفتخر بانتمائه كتب «محمد سليمان» كلمات أغنيته وهو يجدد هويته السورية في لبنان أثناء حرب تشرين، تدفقت كلماته كسيل عاطفي جارف يلخص عشقه لبلده، وهو يسمع الدهشة ممن حوله من العرب بقوة أبطال بلده الأشاوس الذين أعادوا للأمة كرامتها وفخرها العروبيّ، «رصاص بندقية يصنع الحرية للأمة الأبية» وفي النهاية سألت ابنة سليمان «ماذا عن فلسطين»؟ فأجابها قائلاً: «لم ينته المشوار يا عروبة.. حتى تعود أرضنا السليبة.. ففي الخيام طفلة مصيبة.. تنادي يا سورية الحبيبة».‏

حقاً لم ولن ينتهي مشوار كفاحنا، حتى تعلن سورية قيامتها كطائر الرماد، فحقنا لن يموت بالتقادم، وإن لحرب تشرين دروساً سنعلمها للأجيال القادمة، وإن معركتنا مع الإرهاب الوحشي الذي يغذيه العدو الصهيوني لسفك الدم السوري هي انتقام لهزيمتنا لإسرائيل «الأسطورة الهزلية» هزمته مغاوير الجيش العربي السوري بمبادئ عقائدية وإرادة صلبة صلابة الجبال.‏

‎أغنية «سورية يا حبيبتي» ولدت من رحم حرب تشرين التحريرية، كتبت ولحنت وغنيت مع الفنانة نجاح سلام ومحمد جمال، سجلت في إذاعة دمشق، وعرضها التلفزيون العربي السوري أثناء الحرب فأرّخت لقطات الانتصار والشجاعة على أرض المعركة التي لن ينساها التاريخ، أما من يريد تشويه هذا الانتصار بتغيير كلمة من كلمات هذه الأغنية ونسبها له أو تشويه الحقائق فإنه لن يستطيع ذلك لأن سورية ولادة شجعان وشعراء وملحنين وحناجر مخلصة تفتخر بهويتها على مر الأزمان وتصدح لسورية الأبيّة العصيّة على المارقين..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية