تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ومازالــــت شــــــــاهداً فـــــــــي القلـــــــــب..

ثقافة
الاحد 6-10-2019
عمار النعمة

مَن منا لم يذكر تفاصيل ما قد شاهدناه في حرب تشرين؟ حيث كانت الملاحم أشبه بالأساطير إذ ظهرت بطولات يعجز الكلام عن وصفها.

نعم.. رجال الجيش العربي السوري أعدوا العدة لتحطيم كيان العدو وانتزاع هيبته، وإعادة الأرض إلى اصحابها.‏

هل ننسى كيف أسقط جنودنا البواسل أعداداً كبيرة من طائرات العدو, وهل ننسى مشهد المواطنين السوريين وهم على نوافذهم يتابعون تفاصيل المعركة؟‏

لم تكن حرب تشرين حدثا عابرا على مختلف الصعد.. بل هي نقطة تحول في تاريخ المنطقة والعالم. ومازالت قصص حكاياها وبطولاتها تملأ القلب.. في جلسة حديث عن البطولات استفاضت الام بما حملته من تلك الأيام إذ قالت:‏

تظل حرب أكتوبر 1973 حدثا تاريخيا لن ينسى، ومن حق كل إنسان أن يستخلص منها ما يشاء، السوريون أكدوا أن الانتصار حليفهم فهم أصحاب الحق، وان بطولاتهم وصمودهم لا تعرف حدودا.‏

تتابع الأم: كنا نجلس لنشاهد تكاتف السوريين وصور الجسارة والبسالة التي أبدوها في هذه الحرب، الأهالي يتابعون ببصرهم طائرات العدو في السماء، بينما كان الجنود ينقلون رفاقهم الجرحى لتتلقفهن النسوة بأرواحهن، يضمدن جراحهم بقطعة من ثيابهن كأنهم أطفال وقعوا في حضنهن، نذكر رجالا كثر مازالوا إلى يومنا هذا يحتفظون بزيهم العسكري الذي حاربوا به، ليرى الأحفاد مافعل الاجداد والآباء بتلك الحرب من بطولات.‏

مازلنا نتذكر الجندي الذي ذاع صيته في حارتنا عندما رصد تحركات العدو، فوجد تجمعا كبيرا، وضرب صاروخا قتل منهم أعدادا كبيرة حيث التقطت أجهزة التنصت استغاثات العدو بعدها.‏

لاشك أن حرب تشرين قد حققت بصمة عميقة في التاريخ العربي، فهي أزالت ثقافة الذل والخنوع وقدمت مفهوم النصر على كل مفهوم, بعد أن رسمت سورية وباقي محور المقاومة طريق الانتصارات بكل قوة وثبات وإرادة واصرار على التحدي والمواجهة, في إطار ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة.‏

لقد كانت حرب تشرين فاتحة الانتصارات العربية المتعاقبة, على أيدي مناضلي هذه الأمة الأحرار المخلصين لأمتهم.‏

ما أشبه اليوم بالأمس، ها هم رجال الجيش العربي السوري يعيدون رسم التاريخ من جديد.. رجال عاهدوا الله فصدقوا.. أقسموا بأن يطهروا أرضهم من رجس الإرهاب ففعلوا.. وأثبتوا للعالم أجمع أن جيشا بهذا العنفوان, وبهذه البسالة لاتقهره حرب هناك أو هناك... وثماني سنوات من الحرب لايزال يقف كالجبال الشامخة....‏

ذكرى حرب تشرين هي ذكرى الاعتزاز والفخر لكل عربي مخلص لأمته, بما حققته سورية من انتصار باهر, شهد له العالم أجمع ولايزال, فتحية لأبطال تشرين الذين لولاهم لم تزدهر الدنيا... ولننحني لما قدموه من تضحيات في سبيل عزة الوطن وكرامته، ومن ثم لنجدد لهم العهد بأن أرواحهم لم تذهب هدرا، وإنما أورقت انتصارا يليق بمقامهم العالي.‏

هذا اليوم هو ذكريات وانتصارات سطرها وخلدها التاريخ بحروف من نور، لأبطال شاركوا في حرب تشرين منهم من استشهد في سبيل الوطن وعزته، ومنهم من هو بيننا ليحكي لنا حكاية الإرادة التي صنعها السوريون عبر التاريخ والأزمان.‏

ammaralnameh@hotmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية