فاعتبروني طفلا شرعيا وسجلوني في دفتر مواليد الوطن» هذه الملحمة الكبيرة صورها الشاعر نزار قباني كالولادة من جديد، وستبقى دلالاتها شعلة متقدة تنير لنا الطريق، وتتجسد في ضمائرنا صمودا ومقاومة لمهاجمة الإرهاب على اختلاف أشكاله كافة.
واليوم إذ نحتفي بذكرى هذه الحرب التي كان وقعها صادما على الكيان الصهيوني لما تكبده من خسائر وماجرته عليه من الهزائم، تتعزز لدينا مشاعر العزة والفخار بإنجازات جيشنا العربي السوري والبطولات التي لاتزال راسخة في ذاكرتنا التي نشهدها كل يوم في ميادين المعارك في غير بقعة من الوطن سورية في إصرار على تحقيق النصر ودحر العدوان ورفع رايات العزة والكرامة والإباء.
والحديث عن حرب تشرين يبدأ من هنا من أرض سورية أرض الكرامات والبطولات ومن الحديث عن الجيش العربي السوري وإرادة التحدي والصمود كعنوان للانتصار وتحقيق الإنجاز الحقيقي في مواجهة الإرهاب ومن يدعمه من الأيدي الآثمة، ومن الحديث أيضا عن شعب لاتلين عزيمته ولا يهدأ له بال حتى يعيد الحق لأصحابه.
وعندما نستحضر هذه الذكرى المجيدة إنما لتعلم الأجيال القادمة أن سورية قادرة دائما على الصمود والتحدي والقفز فوق الهزائم وتحقيق النصر تلو النصر غير هيابة رغم تكالب الدول عليها واتحاد قوى البغي والعدوان على مقدراتها التراثية والاقتصادية والثقافية، وبتماسك جيشها وشعبها وقائدها تستطيع أن تناضل وتناضل حتى الرمق الأخير، والحرب اليوم التي مازلنا نعيش تبعاتها هي صورة واضحة للبطولات التي سطرها الجيش العربي السوري وماقدمه من شهداء هي مشاعل العزة والكبرياء.
ولايسعنا في هذه الذكرى إلا أن ننحني أمام قامات الشهداء الذين رووا بدمائهم دروب المستقبل المشرق وصنعوا مجد الأمة الذي لن يستطيع العدو أن يطفىء نوره.
وجميعنا يدرك أن حرب تشرين شكلت علامة فارقة في تاريخ النضال للشعب في سورية ونقطة مضيئة في التاريخ السوري، يثبت من خلالها السوريون أنهم قادرون على تحطيم أساطير الأعداء التي اتضح أنها أوهن من خيط العنكبوت.
ويبدو أن حربنا مع العدو لم تنته بعد، ولكن إرادة الانتصار تعلو على اعتداءاتهم ووحشيتهم وسيكون مصيرهم المحتوم كسابقهم ممن حاولوا دك الأسوار السورية فكان مصيرهم الهزيمة والاندحار يجرون ذيول الهزيمة والخيبة.
هنيئا لشعبنا وجيشنا وقائدنا الانتصارات المكللة بالغار والشامخة في سفر التاريخ الذي سيكتب من جديد ملحمة خالدة من ملاحم البطولة والإرادة وعشق الأوطان.