|
|
ألوان تشرين رؤية في كل عام معرضاً جماعياً ، بمشاركة مجموعة من الفنانين، من جيل الرواد والمخضرمين وصولاً إلى الأسماء الشابة . ولقد كان يقام المعرض في صالة المتحف الحربي، وصالة الشعب للفنون الجميلة ، إلى أن تقرر، هذا العام، إقامته في القاعة الشامية بالمتحف الوطني، وذلك بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لحرب تشرين التحريرية، ويذكر إن اللجنة المنظمة، لم تحصر المشاركة بموضوع محدد، وإنما تركت للمشارك حرية مطلقة في اختيار الموضوع وأسلوب المعالجة . ومن هنا يأتي الصدق المطلق في الموضوعات المطروحة ، والتي تعبر في النهاية عن الحياة العامة، بحيث يرضي المعرض جميع الأذواق والحساسيات الفنية . فلوحات الطبيعة والزهور تعبر عن الفرح بالنصر، الذي تحقق بصمود أبطال جيشنا ، في حروبنا المتعاقبة، منذ السادس من تشرين الأول 1973، وصولاً الى نصره الأسطوري على الإرهاب العالمي، الذي جاء كثمرة تعاون بين الدول الاستعمارية ، والأنظمة العربية المتخلفة، لضرب كل حركة تحررية ووحدوية تهدد العروش والأنظمة الدكتاتورية . ومع تنوع المواضيع والأساليب والتقنيات، أصبحت المعارض التي تنظمها الإدارة السياسية، أكثر قوة من الناحية الفنية والتعبيرية، وأصبح بمقدور الفنان أن يعبر عن حسه الوطني، بلوحات تتدرج من أقصى حدود التجريدية، إلى أقصى حدود الواقعية . فالهاجس الوطني المعبر عن صلابة الجندي السوري، وقدرته على صد العدوان ودحره وتحقيق النصر على أعداء التاريخ والحرية والإنسانية، يمكن أن يظهر بعمل تجريدي، يعتمد على دلالات اللون والبنى التشكيلية البعيدة كل البعد عن التقريرية والمباشرة الخطابية، وهذا يحتاج لثقافة ومتابعة وحساسية بصرية وروحية عالية. وتتدرج المظاهر التعبيرية بمدى بعد العمل أو اقترابه من الواقعية التسجيلية، التي نرى مشاهدها في بعض الأعمال الواقعية، التي لا تحتمل الاجتهاد والتأويل والتنظير,وتبقى رموزها مقروءة للجمهور من مختلف الشرائح والأعمار والمستويات العلمية والثقافية . facebook.com adib.makhzoum
|
|||||||||||||||||||||||||||
