ومع اكتمال صور المؤامرة التي رسمها الحالم بالسلطنة لتبرير حملات التطهير هذه فقد أتقن أردوغان اللعب على التناقضات الدولية ومراهنته بملء الفراغ الميداني والسياسي بعد انسحاب الأمريكي علّه يصل الى منطقة الجزيرة وتحقيق أوهام المنطقة الآمنة وحجز جزء من الجغرافيا بعد أن أصبح خارج المعادلات متناسياً الأخذ بعين الاعتبار رفض الشعب التركي لسياساته بعد أن أتخم بالضغوط الأمنية والسياسية، إضافة إلى دعمه لجحافل المرتزقة في سورية.
الانتخابات التركية التي لقنت أردوغان دروس الهزيمة بعد سياسات الاستفزاز والمراوغة التي انتهجها الإخواني لن يعي أنها ستفتح أمامه أبواب جحيم سياسي تضع حدّاً لعنجهيته المريضة، ولم يدرك أنها ستضعه أمام تحديات جدية لا سيما الأضرار بقوته وسمعته في الخارج ناهيك عن الادعاءات الكاذبة التي يتشدق بها كمنتخب ديمقراطي واتهام الشعب بالوقوف معه في قراراته.
هزيمة اردوغان قد تحمل الكثير من المصاعب الذي نجح من خلالها في الأعوام السابقة من فرض سياسة التخويف عبر حملات الترهيب الاعلامية والأمنية وزجّ الآلاف في المعتقلات ضارباً بعرض الحائط كل من يعارض سياساته التعسفية المعادية للديمقراطية وحقوق الإنسان.
لا شك أن نتائج الانتخابات البلدية ربما تؤسس لمرحلة تضع نظام أردوغان الإرهابي على خط التراجع التدريجي شعبياً وسياسياً لا سيما أن لعنة سورية ستلاحقه ولن ينجو منها وبالتالي لم يتبق لأردوغان إلا المغادرة أو الصراع من أجل البقاء.