ويمكن القول بكل بساطة لولا أن ثمة إنجازات كبرى ومفصلية حققتها ثورة البعث لما كانت هذه الحروب العدوانية على سورية.
حروب تريد اغتيال كل شيء من الحجر إلى البشر. والبشر اولاً لانهم عمود البناء واساسه وعلى هذا يمكن للمتابع أن يرى كيف نسجت خيوط الفكر المتعفن لمواجهة الفكر الوطني والقومي النظيف، فتم عبر عقود من الزمن صرف المليارات على برامج مختلفة ومتنوعة، مع ضخ إعلامي كارثي لم يتوقف لحظة واحدة ومازال لحد الان وهي حرب فكرية فيها مختلف أسلحة الفتك التي تدمر اكثر من السلاح النووي.
اليوم ونحن في رحاب الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيس البعث علينا أن نكون واقعيين في مقاربة الواقع الذي نعيشه الآن،
هذا ليس بالأمر السهل ولاالصعب لكنه جدلية لابد من ان تكون على طاولة النقاش الفعلي والجدي بدءا من قراءة الواقع الذي كان ومازال والإشارة إلى أن تقصيرا وخللا ماقد حصل، وهذا من تجربة الواقع العملي ويحصل في كل التجارب السياسية والثقافية.
واليوم مقارنة مع مرحلة النضال السابقة نحن أمام تحديات بمفهوم الهوية والوطنية مع انها واضحة جلية لكن جاء من يلعب على هذا الوتر، وما أحوجنا ايضا لمقاربة المسألة الثقافية وفكرة التنوير واستعادة روح المبادرة إلى الفعل الخصب الذي يعيد المفهوم الوطني زخمه وعمقه ويدفع نحو آفاق العروبة النقية.
نعم البعث ثورة فكرية ثقافية اجتماعية قوامها الفعل الخلاق ومع تغير الواقع العربي والعالمي فقد أعاد السوريون ببطولاتهم صياغة العالم وأعادوا توازنه، وهذا دليل على ان الفكر المتجدد سيبقى منطلقا من الواقع متخذا من قوة الجماهير وعمق تجربتها ركيزة له.