التحولات الديموغرافية الفلسطينية بعد نكبة 48
شؤون سياسية الأثنين 16-5-2011م نبيل محمود السهلي بعد عام 1948 وبفعل النكبة وقوة المجازر الإسرائيلية تغيرت الخارطة الديموغرافية للشعب الفلسطيني قسراً ، وباتت على الشكل التالي : جزء من الشعب الفلسطيني بقي في الأرض التي اقيمت عليها «إسرائيل» واطلق عليهم لقب الاقلية العربية في داخل الخط الاخضر ،
وجزء آخر في الضفة والقطاع بينهم عدد كبير من لاجئي 48، في حين اضطر عدد آخر للجوء إلى المنافي القريبة والبعيدة . وتشير الدراسات إلى أن العصابات الصهيونية قد طردت (850) ألف فلسطيني كانوا يمثلون في عام 1948 نحو (61) في المئة من مجموع الشعب الفلسطيني البالغ 1400000 فلسطيني وتركز معظم اللاجئين الفلسطينيين على أثر نكبة عام 1948 في المناطق الفلسطينية الناجية من الاحتلال ، أي في الضفة وقطاع غزة(80.5) في المئة، في حين اضطر (19.5)في المئة من اللاجئين الفلسطينيين اللجوء إلى الدول العربية المحيطة بفلسطين ، الأردن ، سورية ولبنان ومصر إضافة إلى العراق ، ما لبث العديد أن توجهوا إلى مناطق جذب اقتصادية في أوروبا وأميركا وكذلك إلى دول الخليج العربي ، ويشار إلى أنه قد صمد في المناطق الفلسطينية التي انشئت عليها «إسرائيل» والبالغة 78 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة 27009 كيلو مترات مربعة ، بقي نحو 151 الف فلسطيني تركز غالبيتهم في الجليل الفلسطيني ، وصل عددهم في عام 2٠11 إلى (1.45) مليون عربي فلسطيني . وبفعل الزيادة الطبيعة العالية بين الفلسطينيين ، ارتفع عددهم ليصل إلى (11) مليون فلسطيني في عام 2011 ، والملاحظ أنه رغم السياسات الإسرائيلية التي ادت إلى عمليات ترانسفير طالت نحو 70 في المئة من الشعب الفلسطيني في عامي 1948و1967 والسنوات اللاحقة ، بيد ان غالبية الفلسطينيين تتركز في حدود فلسطين التاريخية والدول العربية المجاورة ، وتشير المعطيات إلى ان (45.6) في المئة هم في فلسطين التاريخية (54.4) في المئة خارجها في المنافي القريبة والبعيدة ، وتقدر نسبة الفلسطينيين المقيمين في فلسطين وحولها في الدول العربية المجاورة (8٠) في المئة من مجموع الشعب الفلسطيني في عام ٢0١1 ، وباقي النسبة من الشعب الفلسطيني وتصل إلى (2٠) في المئة تتوزع في الدول العربية غير المجاورة لفلسطين وأوروبا وأميركا . وبالنسبة للاجئين الفلسطينيين فإن عددهم يقدر في 2٠1١ بنحو خمسة ملايين ونصف المليون لاجئ فلسطيني ، منهم أربعة ملايين مسجلين في الأونروا ، أي حوالي (89) في المئة من مجموع اللاجئين المقدر وبذلك تصل نسبة اللاجئين من مجموع الشعب الفلسطيني في عام 2٠١1 إلى نحو خمسين في المئة ، ويتوزع اللاجئون على خمس مناطق لجوء في إطارالأونروا ، ومنطقتين خارج الأونروا في الوطن العربي هما العراق ومصروباقي الدول العربية في الخليج العربي ، فضلاً عن التوزع في المنافي البعيدة في الدول الأميركية والأوروبية ، وبشكل عام تستحوذ الأردن على (4١) في المئة من إجمالي اللاجئين ، وقطاع غزة (2٢) في المئة والضفة الفلسطينية (16) في المئة ، وكل من سورية ولبنان عشرة ونصف في المئة على التوالي من إجمالي اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في سجلات الأونروا . يتضاعف مجموع الشعب الفلسطيني كل عشرين عاماً ، وتبعاً لذلك سيصل مجموع الشعب الفلسطيني إلى (22) مليون نسمة في عام 2030 ، وذلك بناء على سنة أساس هي سنة 2010 ومعدل نمو وسطي قدره (3) في المائة سنوياً ، في مقابل ذلك يتضاعف مجموع اليهود في «إسرائيل» كل 47 عاماً بناء على سنة أساس 2010 حيث إن عدد اليهود في «إسرائيل» (5.7) ملايين يهودي ، ومعدل النمو دون الهجرة (1.5) في المئة.
والملاحظ أن الصراع الديموغرافي بين العرب الفلسطينيين واليهود في «إسرائيل»، هو لصالح العرب في المدى البعيد، وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار معدلات النمو العالية بين العرب مقارنة بمثيلاتها بين اليهود ، فضلاً عن تراجع أرقام الهجرة اليهودية باتجاه فلسطين المحتلة ، لعدم توافر عوامل طاردة لليهود باتجاه فلسطين المحتلة من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية ، وقد يكون صمود الفلسطيني فوق أرضه العامل الأهم في الصراع المذكور ، وخاصة أن الحركة الصهيونية و«إسرائيل» اعتمدت فكرة الترانسفير للعرب الفلسطينيين مدخلاً أساسياً من أجل تحقيق التفوق الديموغرافي في المدى البعيد ، ويشار أيضاً إلى تراجع عوامل الطرد لليهود من دول الأصل باتجاه فلسطين المحتلة ، وخاصة أن أكثر من نصف مجموع اليهود في العالم موجودون حالياً في دول أكثر جذباً من الاقتصاد الإسرائيلي، مثل الجالية اليهودية في الولايات المتحدة (5.6) ملايين يهودي ، ونحو (550) ألف يهودي في فرنسا .
مما تقدم يتضح أن المجازر الإسرائيلية وعمليات الترانسفير والتطهير العرقي التي طالت نسبة كبيرة من الشعب الفلسطيني خلال النكبة الكبرى ادت إلى تغيير الخارطة الديموغرافية للشعب الفلسطيني ، وبعد حرب حزيران في عام 1967 وطرد أكثر من 1.5 مليون فلسطيني اطلق عليه لقب نازح تغيرت خارطةاللجوء والنزوح الفلسطيني من جديد ، فبات سبعون في المئة من إجمالي الشعب الفلسطيني بعد واحد وستين عاماً من النكبة ضحية السياسات الإجلائية الإسرائيلية.
|