وربما فكروا بالخروج في سيران مشترك أو ارتياد مطعم لتناول الغداء على أطراف المدينة في هذا الطقس الربيعي الجميل ليتسنى للأولاد اللعب بالملاهي ويتنعم الأهل برؤية قرة أعينهم يمرحون بجانبهم ويلعبون بينما هم يخوضون في الأحاديث الودية المشتركة والاطمئنان على الحال والأحوال.
كل ذلك وسواه كثير ممن اختار يوم الجمعة لعمل خيري في ارتياد المأتم ومأوى المسنين وزيارة مدارس أبناء وبنات الشهداء والمساهمة في رسم البسمة على وجه المحتاج والمحروم.
في هذا اليوم بالذات حيث الأجر والثواب مضاعف يجعل ليوم الجمعة خصوصية اجتماعية ما بعدها خصوصية.
فهو الباب الواسع للترويح عن النفس والروح وإعادة شحن العقل والفكر والجسد لمباشرة أسبوع جديد بالهمة والعزيمة والنشاط الأمر الذي يطرح السؤال الآن:
لماذا اختار الطارئون على الساحة السورية هذا اليوم بالذات ساعة الصفر للانطلاق بفتنتهم والتوسع في دوائر مؤامراتهم.
هل ليضربوا لحمة الشعب السوري التي تكون على أشدها بين جميع أطياف المجتمع بانتهاك حرمة هذا اليوم الآمن الجميل.
أم ليزلزلوا كيان الأسرة ويقطعوا صلة الأرحام بين أفرادها ويغتالوا الفرحة في عيون أطفالها.
أم ليحولوا بحقدهم وضغينتهم يوم السلام والسكينة إلى جحيم مزروع باليتم والثكل والتنكيل والدمار والتخريب وإضرام النار في وطن يريدونه محترقاً.
ألا يشي اختيارهم الأسود هذا بأن هؤلاء المارقين العابرين براء من كل الشرائع السماوية ولا ينتمون إلى طهر تراب هذا الوطن؟