إنك يمكن أن تقي نفسك من مضاعفاته المزمنة بشكل كبير جداً، أما إذا كان غير منضبط فإنه يؤدي إلى زيادة حدوث هذه المضاعفات جراء تأثر أجهزة الجسم المختلفة بهذا بالارتفاع المزمن للسكر ومنها مثلاً:
-نقص التروية القلبي: وتبلغ نسبة الحدوث ضعفيها عند السكريين وتنجم عن التصلب العصيدي الذي يصيب شرايين القلب ما يؤهب لحدوث حالات خناق قلبي أو احتشاء عضلة قلبية لذلك يجب عزيزي المريض أن يجري الطبيب تقييم الخطورة القلبية عندك وذلك عند زيارتك للطبيب لمعرفة احتمال إصابتك بها مستقبلاً، ومن أساسيات الوقاية منها هو إيقاف التدخين وضبط السكر والكولسترول والشحوم والضغط وتناول بعض الأدوية الوقائية.
-نقص التروية المحيطي: بسبب إصابة الشرايين المحيطة الصغيرة بمحيط الأطراف ما يؤدي إلى نقص تروية بهم ويؤهب لحدوث قرحات بطيئة الشفاء وحدوث الإنتان وبمرحلة لاحقة الغرغرينا والتموت والاضطرار للبتر.. والعلاج هنا الممكن عزيزي المريض إضافة لضبط السكر، هو إيقاف التدخين حكماً، وارتداء الحذاء المريح والعناية بصحة الأقدام والأظافر وإبقاؤها جافتين، وعدم إهمال أي جرح أو قرحة فيهما وإبلاغ الطبيب عن كل طارئ.
- اعتلال شبكية العين السكري: وينجم عن إصابة شرايين الشبكية فيحدث ضررمتعدد الدرجات بها مع حدوث نزوف فيها وقد يصل لحد العمى إن لم يعالج مثلاً بالليزر، ولعلاج هذه الحالة باكراً يجب عليك إجراء الكشف العيني السنوي، وإبلاغ الطبيب فوراً بأي تشوش أو تغير بالرؤية.
-قصور كلوي مزمن: وينجم عن إصابة الأوعية الدقيقة بالكليتين بالارتفاع المزمن للسكر وحدوث اعتلال مترقي فيهما، ما يؤدي بالنهاية إلى قصور كلوي مزمن، وللوقاية يتم إجراء كشف مبكر خاص لوظيفة الكليتين هو تحري الألبومين المجري بالبول وعندها يمكن المحاولة لعلاج هذه الحالة وعكسها بأدوية معينة لهذا الغرض مع الضبط الشديد للسكر والضغط.
- حدوث التهاب أعصاب حسي سكري محيطي وغالباً مايصيب الأطراف السفلية (مثلاً .. حس حرقان بالأرجل مع إحساس بالوخز فيهما) وتعالج بضبط السكر بأدوية خاصة بالتهاب الأعصاب ومسكنات.
-التهاب الأعصاب الذاتية: الذي يتظاهر بضعف الانتصاب عند الرجال ويتعالج بالمقويات تحت إشراف طبي ويتظاهر أيضاً بهبوط الضغط أثناء الوقوف واضطراب حركية الأمعاء وحدوث الإمساك أو الإسهال وكل ذلك يتعالج بالإضافة لضبط السكر بأدوية خاصة بذلك.
-ضعف الصحة الجلدية: وحدوث التهابات جلدية متكررة ودمامل وهنا يجب عليك العناية بصحة ونظافة الجلد.
-ضعف الصحة الفموية: فيلاحظ زيادة حدوث اللويحة الجرثومية والانتانات السنية وضعف صحة اللثة وحدوث احمرار وألم فيها مع احتمال النزوف فيها وضعف الشفاء فيها وتغير حاسة الذوق، وللوقاية يجب تنظيف الفم والأسنان بشكل جيد وزيارة طبيب الأسنان عند أي شكوى.
بالخلاصة: يمكننا الوقاية إلى حد كبير من المضاعفات المزمنة لمرض السكري وذلك بإتباع ما سبق ونلخصها بالضبط الممتاز للسكر بحيث يكون السكر الصباحي 100م دل وبعد الطعام بساعتين 140مع/دل، أما الضغط الشرياني فنحافظ عليه أقل من 13/8، وضبط الكولسترول والشحوم الثلاثية، والإيقاف النهائي للتدخين والفحص الدوري للعين وفحص الألبومين المجهري بالبول لكشف سلامة وظيفة الكلية، والعناية بصحة الجلد والقدمين والأظافر والحذاء الجيد، والمحافظة على صحة الفم واللثة والأسنان وزيارة طبيب الأسنان إذا لزم الأمر، وأخيراً تناول أدوية السكري وإذا لزم أدوية كالأسبرين أو أدوية الضغط والكولسترول أو أدوية الكلية أو المقويات التي يصفها الطبيب.
الاختصاصي بأمراض الغدد والصم والسكري