ومن أحدث الشخصيات التي قدمها الفنان حلوم ضمن هذا الإطار تجسيده شخصية (صالح برو) في فيلم (الشراع والعاصفة) إخراج غسان شميط وهو مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب حنا مينه ومن إنتاج مشترك بين المؤسسة العامة للسينما وشركة كان .. حول جديده السينمائي وقضايا أخرى كانت لنا معه هذه الوقفة :
أين تكمن خصوصية دورك في الفيلم ؟
صالح برو الذي أجسد شخصيته له ظهور واحد في الرواية الأساسية التي كتبها حنا مينة ، كما كان له حضور واحد فقط في السيناريو المبدئي للفيلم وذلك حين يتشاجر مع الطروسي مدفوعاً من أشخاص يعملون في الميناء ، فتحدث بينهما معركة أحطم له على أثرها المقهى لكنه يتغلب علي ، فالشخصية هي لرجل (أزعر) يقتل ويستخدم السكاكين في مشاجراته ويصطنع المشكلات ويدخل السجن ، ولكن فضّل المخرج أن يكون هناك استمرارية للشخصية فلم يعد حضوري مقتصرا على مشهد واحد وإنما سيشعر الجمهور بالخطر الذي يتربص بالطروسي من خلال تهديدات صالح برو ليتعمق التشويق من خلال هذا الخط الدرامي .
أدوار الشر سلاح ذو حدين فهي مغرية للممثل ولكن قد ينفر منها المشاهد !؟
هذه الأدوار لا تتقاطع معي في الحياة لذلك هي تغريني وتدفعني للبحث عن مفردات وعوالم بعيدة عني كلياً الأمر الذي أجد فيه متعة كبيرة ، فالحياة تحتاج القسوة واللين معاً ، ويبدو أن جانب اللين طاغِ في حياتي لذلك قد أحب أحياناً أن أشبه صالح برو فهو رغم (زعرنته) لكنه (قبضاي) في لحظة من اللحظات . ولابد من الإشارة إلى أنني لا أحب الشخصيات السلبية بشكل كامل فإن لم يكن هناك مبرر درامي قاد الشخصية لتصبح شريرة وإن لم تكن مطروحة درامياً بشكل صحيح فإنني لا أجسدها ، فينبغي ألا يكون هناك جانب واحد للشخصية وإنما أن يظهر الجانب الإنساني منها وما الدوافع التي أوصلها إلى هذه الحالة .
عندما أديت الدور هل كان مرجعيتك السيناريو فقط أم عدت إلى الرواية ؟
سبق وقرأت الرواية منذ زمن فبدأت اطل من هذه النافذة لأجد كم هي مؤثرة بي . ما شكّل لدي رغبة في المشاركة بالفيلم . وقد أخذت من حنا مينه الروح التي يطرحها وأضفت من ذاكرتي وما أعرفه عن هذه الشخصيات ، وكان هناك حوار دائم بيني وبين المخرج .
ما جديدك إضافة للفيلم ؟
لقد اعتذرت عن الأدوار التي طُرِحت علي قبل وخلال التصوير ، لأنه كان ينبغي ألا أغيّر في شكلي فقد بقيت شهرا ونصف بهذا الكركتر . واعتذرت عن أعمال أيضاً لأسباب مادية أحياناً ولأن الدور لا يتقاطع معي في أحياناً أخرى .
كنت أحد الموقعين على (بيان سينمائيي الداخل السوري حول الأحداث الأخيرة في سورية) فأين تكمن أهمية هذا البيان الذي رفض توجه بعض السينمائيين في ندائهم للخارج ؟
أوجه تحية إكبار وإجلال لكل الشهداء الذين سقطوا في كل مكان من سورية مدنيين وعسكريين .. بداية كانت هناك مطالب محقة كلنا معها ، وأولنا السيد الرئيس الذي استجاب هو والقيادة السورية لها فتمت تلبيتها ، وهناك مطالب أعلن السيد الرئيس عن تشكيل لجان لدراستها كقانون الأحزاب ، لذلك أرى أنه هو قائد الثورة في سورية الآن ، يقف مع أصحاب المطالب ضد الفساد ومع الإصلاح الإداري الشامل ومع كل ما يحقق للمواطن العيش الكريم والارتقاء والازدهار للوطن ، وهذا الأمر كلنا معه ، لكن دخل طرف ثالث وبات واضحا للعيان أنه مخطط من الخارج ، وأستغرب من بعض المثقفين عدم تصديقهم لهذا الأمر ما يجعلني أضع أنا والكثيرون غيري إشارات استفهام لعدم تصديقهم وعدم رؤيتهم للعنصر الثالث الذي أصبح الآن على الأرض فعالاً . وهذا العنصر خرّب على أصحاب المطالب المحقة فهو ليس لديه مصلحة في إنجاح مسيرة الإصلاح وبالتالي له هدف واضح يتمثل في تنفيذ مخطط خارجي لمحاولة نزع مكانة سورية العربية القومية كأهم قلعة ممانعة ووضع شروط لها بالتخلي عن التحالف الإيراني ودعم المقاومات لتدخل في مخطط استعماري يُراد للمنطقة ، وهذا الكلام ليس تنظيرا سياسيا وإنما هو كلام مُصدّر من قبل مراكز بحث استراتيجي بكل العالم ومن أميركا أيضاً ، فسورية لم تخضع فحاولوا التخريب والدخول بالفوضى مما ترك مشاهد تقشعر لها الأبدان ، ولكن بوعي الشعب السوري وتكاتفه حول السيد الرئيس سنتجاوز هذه الجراح قريباً جداً ، وأنا متأكد أن السيد الرئيس سيستمر في قيادة ثورة الإصلاح والارتقاء بالوطن ، فهو صمام الأمان ليس لسورية فقط وإنما لكل المنطقة وباعتراف العالم .