تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مواقع آثارية تحاكي التاريخ... «قصر عنتر»

الجولان في القلب
الأثنين 16-5-2011م
تحدثنا كثيراً عن جبل الشيخ أو ما يسمى بالحرمون، وهو يستحق ذلك، لأن هذا الجبل عالم قائم بحد ذاته، فمن يعرف هذا الجبل يعرف جيداً التلال والوديان والسهول

عندما يقف في أعلى قمة فيه ويعرف أيضاً المغاور والكهوف التي تدل على وجود الإنسان منذ أقدم العصور، وعندما نقول من يقف على قمته يعرف المغاور والكهوف لأننا سنتحدث عن معبد من أهم معابد الشرق وجد في أعالي هذا الجبل الشامخ، والمعبد هو «قصر شبيب» الذي سنتحدث عنه بشكل مفصل.‏

أما تسمية المكان باسم قصر شبيب، فهي نسبة إلى أحد ملوك تبع اليماني الشهير من قصة الزير سالم، والتي دارت أحداثها في هذه المنطقة، فكان الملك شبيب يأتي من اليمن ليصطاف فيه.‏

يبلغ ارتفاع المعبد 2814م ويعتبر من أعلى المعابد الرومانية في الشرق القديم.‏

وقصر شبيب أو قصر عنتر عبارة عن معبد يقع في أعلى قمة جبل الحرمون، توجد فيه قبة مخروطية ترتفع عما حولها من الأرض 6 أمتار وقد حفر في أعلاها تجويف-مغارة- قطره من 3-4 أمتار إضافة إلى مغارة، كما يوجد سور حجري يحيط بالتجويف مبني من الحجارة البيضوية الكبيرة، وحول القمة يوجد سور حجري آخر مؤلف من مدماكين من الحجارة بني الأول على الصخر بعد نحته وتسويته وهو من الحجر المنحوت بدقة عالية، يبلغ طول الحجر الواحد من 60- 420 سم وعرضه وارتفاعه 70 سم. تقع إلى الجنوب من السور آثار وأطلال المعبد الصغير المبني من الحجارة الضخمة ذات الشكل المحدب، كما توجد في الجهة الشمالية الشرقية مغارة أخرى عميقة وفي مدخلها عمودان.‏

في العام 1869 اكتشف العالم الانكليزي وارن حجراً بجانب جدار المعبد مكتوب عليه نص باليونانية يقول:‏

«بأمر الإله الأعظم المقدس الذين أقسموا من هنا»‏

وهذا ما دفع المؤرخين إلى تحليلات وتفسيرات متنوعة ومتعددة حول الإله الأعظم ومن هم الذين أقسموا؟ وقد اعتبر الإله المقدس هو نفسه بعل حرمون الوارد ذكره في بعض الكتب المقدسة والذين أقسموا هم المؤمنون الذين صعدوا إلى هذا المعبد لتأدية الطقوس المطلوبة والطواف حول القمة المخروطية الشاهقة الارتفاع، وعليهم أن يقسموا على الطاعة قبل أن يتجاوزوا المكان الذي وضع فيه الحجر، وهذا ما يؤكد أن المكان كان محرماً على البعض وقد استمر النشاط الديني في معبد قصر عنتر حتى العصر الأموي.‏

عثر في المعبد على نقود وحلي تعود إلى العصر الروماني والبيزنطي والأموي وهي محفوظة في متحف القنيطرة.‏

يعتبر المعبد من أعلى معابد العصر الروماني في الشرق على الإطلاق ومساحته لا تتجاوز 30*50م إضافة إلى أكثر من 25، معبداً تتوزع على سفوح جبل الشيخ وكان قصر شبيب يشرف على جميع هذه المعابد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية