ولا تختزل المسألة في لهاث خلف مدرب عالمي اسماً ومعنى , ولا في انصياع لضغط الشارع المطالب بهذا المدرب الوطني أو ذاك ! فالعبرة في تحديد الخيار , والإيمان الراسخ في جدواه , وتقليب الأوراق لإيجاد الضالة المنشودة , والحيلولة دون السقوط في فخ الزمن الذي يضطرنا أحياناً للقبول بأقل الأضرار !
ثمة من يتبنى فكرة المدرب الأجنبي , صاحب السيرة الحافلة والصيت الذائع , فهو , بحسبهم , القادر على التطوير وتنمية القدرات وصقل المهارات وتشذيب الملكات , وتحقيق الإشراقات .
وهناك من يذوب في الخيار المحلي , باعتباره الأقرب إلى سيكولوجية اللاعبين , والأكثر تفهماً لطريقة تفكيرهم ومعايشة همومهم وتطلعاتهم , والعارف ببواطن الأمور من شبكة العلاقات العنكبوتية مع الأندية واتحاد الكرة والقيادة الرياضية , آخذين بالحسبان توفر الكفاءة الفنية التي جعلت نخبة من مدربينا هدفاً للطلب الخارجي .
ولا بد من القول : إن بين هذا وذاك فريقاً ثالثاً يتطلع إلى هدف بعيد المدى يتعلق بحتمية النهوض الكروي , ولا فرق عندهم , إن تجسد بأدوات مستوردة أو محلية الصنع , لأن الوصول إلى الإنجاز ليس إنجازاً بحد ذاته , ولكنه هدف مرحلي , لا بد من أن يشفع بحزمة أهداف أخرى , لعل أهمها , التأسيس لكرة قدم حقيقية , قوامها التخطيط العلمي والإعداد الممنهج وآليات التنفيذ الملبية للطموح .
علينا أن نحدد الهدف أولاً , فإن كان اشراقة كروية لمنتخبنا تواري الانتكاسات المتلاحقة , فهناك سبل كثيرة يمكن سلوكها ! وإن كانت كرتنا مشروعاً متكاملاً للبناء والنهوض والارتقاء , فلا مندوحة من إعادة النظر في الكثير من الأمور والقضايا الراهنة.