والأولاد وربما يكره شاب أن يكون أبا في عمر صغير إلا أن الزواج المبكر ظاهرة منتشرة في مجتمعنا ولها آثارها السلبية الكثيرة وخاصة في ظل التزايد السكاني وقد يحتاج البحث فيها إلى مختصين من مختلف المجالات إلا أنني هنا استطلعت آراء البعض من حولي ممن عاشوا هذه التجربة دون رغبة منهم.
والبداية كانت مع السيدة أم احمد 45 عاماً: تقول: لقد سرقني بيت الزوجية من أجمل مراحل العمر، تزوجت في 14 من عمري أنجبت أول طفل بعد سنة من زواجي
كان زوجي يزيدني 20 عاماً توفي وترك لي خمسة أولاد تعذبت كثيراً في تربيتهم لقلة معرفتي بأمور الحياة وجهلي لعدة أمور زواجي، المبكر حرمني من أجمل روائع الحياة.
أما إيمان 37 عاماً: تزوجت مبكراً والآن مطلقة بقيت مع زوجي عشرين عاماً إلى أن يئس مني في إنجاب طفل يحمل اسمه والسبب في ذلك هو صغر سني وقلة خبرتي في معرفة أمور الحمل ،أهلي ظنوا أنهم فعلوا الصح بحسب مقولة يرددونها دائماً (عريس بالبيت ولاشهادة عالحيط) ولكنهم آذوني فقد حرموني من جميع حقوقي والآن أعيش وحيدة ولا أستطيع العمل كوني لا أحمل حتى الشهادة الإعدادية.
فمن حق كل إنسان أن يعيش مرحلة الطفولة كاملة بشقاوتها وحلاوتها وان يجتاز مرحلة المراهقة ويتعرف على الجنس الأخر ويحب ويكره ويفشل في بناء علاقة عاطفية أو أن ينجح فيها وان يجتاز مرحلة اكتمال الوعي المعرفي والعقلي ونضوجه ومرحلة النمو الجسدي.
السيدة مريم: تعيش في مجتمع قروي لديها سبع بنات وهمها الوحيد وشغلها الشاغل تزويجهن واستقرارهن مع شركاء حياتهن فلم تنتظر نضوجهن ولم تتردد بالموافقة على أول من يدق بابها بغض النظر عن السن ومدى التوافق فقد زوجت مريم بناتها دون أن يعشن حتى سن المراهقة ويمارسن حقهن في حرية اختيار شريك حياتهن وذلك خوفاً من أن يصلن إلى سن اليأس وتداهمهن (العنوسة).
السيد صالح: إن الزواج المبكر برأيي هو تقارب السن بين الأولاد والوالدين لدرجة أنهما يتعاملان كأصدقاء ويفهمان أحدهما الآخر بسهولة وتفكيره يتطابق إلى حد ما مع توجهاته وتفكيره والبنت تساعد أمها في حمل أعباء خدمة البيت والتعلم من أمها أمور البيت قبل أن تصل إلى سن العجز وتخلص الفتاة من شبح (العنوسة).
فمن اللطيف أن يكون لديك أطفالً في عمر الشباب فتكون قادرا على فهمهم أكثر وتشاركهم في الكثير من نشاطاتهم، وتستمتع بحياتك معهم لكن في الوقت نفسه هناك بعض المخاطر الاجتماعية والنفسية والصحية المرتبطة بالزواج المبكر وخاصة عند الفتيات فإذا كان الزواج المبكر خيارك أم لا فعليك الأخذ بعين الاعتبار كل السلبيات والإيجابيات المتعلقة به وأن تختار بشكل مسؤول ما سوف يغير حياتك كليا.
المخاطر
جسم المرأة بحسب رأي الأطباء غير مهيأ بشكل كامل للحمل والولادة ولاسيما عظام الحوض قبل سن الـ 18 سنة.
يعتبر الحمل في سن دون 16 حملاً عالي الخطورة وليس حملاً طبيعياً تكون الأم فيه معرضة للإجهاض أو عسر الولادة والوفاة أثناء الولادة حيث ثبت أن نسبة وفيات الأمهات ترتفع في سن ما قبل 18 وتنخفض ما بين 18/35 وأيضا الأم الصغيرة معرضه للنزف والإرهاق وفقر الدم.
الولادة المبكرة لها تأثيرها المباشر على زيادة نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة بالإضافة إلى إنجاب أطفال ناقصي الوزن والنمو وهو ما يجعل هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للمخاطر الصحية والحقيقة التي يجب ذكرها الآن أن الإنجاب المبكر يضاعف من معدلات الإجهاض وآثاره السلبية غير المتناهية وإلى زيادة الإصابة بالعدوى البكتيرية مثل حمى النفاس نتيجة لضعف مقاومة الجسم وسوء التغذية.
أما المخاطر الاجتماعية للزواج المبكر، تتمثل في حرمان الأمهات الصغيرات من المساهمة الفعالة في عمليات التنمية والبناء بسبب انقطاعهن عن الدراسة في سن مبكرة وهذا أيضا يؤدي إلى زيادة نسبة الأمية.
كما أن الأم الصغيرة والجاهلة لا تستطيع تنشئة جيل صالح قوي وقادر على تنمية مجتمعه.
إضافة إلى تعرض المجتمع لولادة أطفال معوقين أو مشوهين يكونون عالة عليه لاعوناً له.
وأخيراً: إن أضرار الزواج المبكر كثيرة لذلك يجب أن تتكاتف الجهود للحد من هذه الظاهرة وبين فئات الإناث بالتحديد وتوعيتهن بمخاطر الزواج المبكر وذلك برفع إلزامية التعليم للمرحلة الثانوية بالإضافة إلى رفع سن الزواج لأي فتاة إلى 18 سنة وما فوق وللشباب 20 عاماً وما فوق وعدم تثبيت عقود الزواج دون ذلك.