وليس أسوأ من أن يقودك القدر إلى الإبحار في سفينة مملوءة بالذهب، وقد حاول بعض القراصنة العبث بها.
فحال سورية هو كحال هذه السفينة والقراصنة هم أولئك الذين باعوا وطنهم وكرامتهم ثمنا للدمار والخراب وسفك الدماء.
فلماذا كلما تمر الثواني والدقائق تنزف سورية هماً حزيناً؟ لتُنسَج في غمرة هذا الصراع خيوط المؤامرة عليها وهي رمز للحضارة وشعلة مضاءة, فهؤلاء الأشخاص عديمو الإنسانية لم يتوقفوا عند نهاية السطر ولم ينتهوا عند تضرع الأمهات ونداء الأطفال.
فآه من هذه الأيام الصعبة!! وآه....من أشياء نخافها كالأشباح تتراءى أمامنا ولا نتمكن من الإمساك بها بسبب تلك المؤامرة العصيبة ضد وطني وشعبي الذي رفض الذل والهوان مقدما أغلى ما يملك مواجها كل المصائب والمظالم التي كانت عصيبة كبكاء الشيوخ والعجائز وعجيبة كدموع رجال يرفضون الركوع أمام المحن , يبذلون الأرواح رخيصة.
فسورية ستبقى صامدة... ستبقى حاضرة.. ستبقى حاضرة, وستبقى أجراس الكنائس ومآذن المساجد...تصلي وتنادي بالحرية والى يوم جديد ومستقبل مشرق والى كلمات تؤكد أننا صامدون في وجه المحن لأننا شعب واحد لنا مستقبل وذاكرة واحدة.
فيا لإنساننا كم هو عظيم! يقف أمام الأهوال ذاهلاً ثم لا يلبث أن يجد لنفسه اللقاح اللازم لمقاومة المحن قاهرا كل ما حيك ضده, وهو يرى الموت والدمار والقضاء على حضارات عريقة وكأنه يحيا في كابوس ثقيل لم يجد له نهاية يقف أمام الطوفان ويبقى صامدا شامخا لا يهاب الصعاب صامدا جبارا يأبى الهوان والذل.