أطلقنا عنانها فلن تخطئ وتسيء للأخرين، والبعض الآخر من الشباب يقول: هناك فهم خاطئ لمفهوم الحرية حيث يستغلون هذا المفهوم ويحولونه إلى فوضى هدامة متجاهلين أن الحرية ثقافة وانتماء وقيم، هذا يعني أن لكل مجتمع من المجتمعات حريته الخاصة به، ولايقبل أن تمس على الإطلاق مهما كانت الأسباب والذرائع، ومن أي جهة أتت فالحرية كرامة وليست شعارات وعبارة عن كلمة تلفظ أنها سلوك يترجم فعله على الأرض من أجل النهوض بالفرد والمجتمع، فإذا كانت الحرية مستوردة لتفرض على المجتمع فإنها تتنافى مع الخصوصية المجتمعية لبلدنا ولانقبل بها على الإطلاق لأنها، الفوضى والخراب الذي يمر به البلد، حول موضوع الحرية كانت لنا وقفة مع مجموعة من الشباب ياسر شاب في الثانية والعشرين من عمره، يرى أن الحرية ليست ثوباً يقاس على مقاس من يطلبها، أنا
كفرد أعيش في مجتمع ما عليّ إلا أن احترم أعراف المجتمع وقوانينه، وأرعي جميع مصالحه أيضاً فإذا كانت حريتي في خرق المنظومة القيمية لهذا المجتمع، أكون قد شكلت اعتداء صارخاً على الحرية ومفهومها الذي يهدف إلى إسعاد البشرية فالحرية لاتكون في ضرب منظومتها وإنما في احترامها، ومن وجهة نظري لايوجد إنسان حر بالمعنى غير المنضبط للكلمة لأن الحرية مسؤولية واحترام والتزام وإلا ما الذي يميز الإنسان العاقل عن أي حيوان طليق في هذا العالم، إذاً استطيع تجسيد حريتي في الأشياء التي تخصني في لبسي وفي طعامي وشرابي وفي اختيار أصدقائي وفي الذهاب إلى عملي وفي حبي للأشياء أو رفضي لها، كل هذه المعطيات تداعياتها تعود عليّ كفرد ولاتؤثر على الآخرين، أما الحرية التي نسمع بها ونراها على الشاشات الفضائية العدوانية فهي ليست حرية وإنما هي فتنة تحرض على القتل وتخريب المؤسسات العامة والخاصة، وهذا كله اعتداء على حريات الناس وضرب مصالحهم، لابل وضرب لقمة عيشهم.
بيداء سليمان تقول إن الحرية هي توازن نفسي وهي فطرية تولد مع الإنسان بالتالي يميز الفرد بين الحرية التي تعطي ثماراً يانعة وبين مايسمى بالحرية التي تنتج ثماراً سامة، وهذا أقرب إلى الحلال والحرام الذي يجسد التحريض والفتنة والقتل والحلال نقيض ذلك تماماً ،الحرام هو الفضاء المأجور الذي يرتفع فيه عدد الدولارات بارتفاع نسبة الدم المسفوك على الأرض ،الحرام هو هذا الإعلام اللا أخلاقي واللاحر والمأجور والذي لاهم له إلا سلب الحريات والتعدي على كرامات الناس وأمنهم وممتلكاتهم، وهذا أصبح جلياً وواضحاً للقاصي والداني في الداخل والخارج.
والشاب جورج يقول: حريتي تتحقق عندما يكون وطني بكامل أجزائه محرراً وغير مرتهن إلى أي جهة أجنبية، وعندما يكون لدي اكتفاء ذاتي آكل مما أزرع وألبس مما أصنع عندئذ أشعر بحريتي ولا أحسب حساباً لأي تهديد يطال وطني، وكل من يتجاهل هذا لاعلاقة له بمفهوم الحرية ومعناها فكيف لمواطن أن يجهل هذا ويكون حراً ،ما موقفه أمام نفسه، الحرية تتجسد عندما نتحرر من التبعية الغربية المريضة وهيمنتها وتهديداتها لنستطيع ممارسة حريتنا بشكلها الصحيح وهذا لايكون إلا بالوعي والإدراك للمصالح الوطنية والقومية.