تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عمليات التجميل ..هوس يجتاح عقول الشباب !

شباب
15 /5 /2011
هزار عبود

ليس الجمال بأثواب تزيننا ....... إن الجمال ,جمال العلم و الأدب كلمات حفرت لنفسها مكاناً في ذاكرتنا .

فهل مازال شبابنا يؤمنون بها؟‏

أم أن أغلبهم ينساق مع التيار ليعيش زمنه.....زمن الفضائيات ..و الكليبات ..و عمليات التجميل التي بدأت مشارطها تعيد نحت الملامح و الوجوه و المعالم .... وتصنع منهم فوتو كوبي لا أكثر .‏

لتصبح الشفاه المنفوخة ... وكراسي الخدود ... و البشرة المجبولة بحقن البوتوكس و السيليكون هي المقاييس الجديدة للجمال أو بالأحرى الموضة السائدة ,والتي لم تعد في الظل بل أصبحت منتشرة و على عينك يا تاجر ...!! .‏

فهل تخطت عمليات التجميل الحاجة و الضرورة لتصبح مجرد موضة لا أكثر ؟ برأي أمل وهي خبيرة بمجال التجميل ومن خلال عملها خبرت الوجوه وأصبحت لها مهارتها باخفاء عيوب الوجه بواسطة الماكياج رغم ذلك وجدت بعمليات التجميل ملاذها فأخبرتنا عن ذلك : برأيي ان عمليات التجميل ساعدت الكثيرين ممن لديهم خطأ أو تشوه ما حتى لو كان بسيطا لتصحيحه واعادة الثقة اليهم من جديد ,فأنا مثلا كنت اعاني من مشكلة‏

صحية في أنفي بالاضافة الى وجود خلل اضطرني لاجراء عملية التجميل ,وشعرت بعدها أن ملامح وجهي ظهرت بشكل أجمل وهو ما جعلني أشعر براحة نفسية .‏

فالعيب ليس بعمليات التجميل لانها ضرورية لمن هو بحاجة لذلك بل لعدم الوعي عند الكثيرين ممن يجرونها.‏

كما أن العامل الاقتصادي له دور في عدم تحولها الى صرعة جديدة في عالم الجمال و الموضة وذلك لتكلفتها الباهظة ,حسب تعبير روان وهي طالبة في كلية التربية رأت أن مثل هذه العمليات تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة , فمن يبدأ بها يحتاج الى عدة عمليات حتى يحصل على المظهر المطلوب.‏

الإثارة و الأنوثة الصارخة باتت عنصر الجذب الذي تعتمده معظم الفضائيات أو الشركات الإعلانية الآن لاستقطاب المشاهد أو المستهلك ....و الحصة الأكبر في الترويج هي لفنانات اليوم الذي بات التجميل يرافق كل نيولوك , فيخطفن عقول الفتيات و يلهبن قلوب الشباب ,فتصبح هذه الفنانة أو تلك هي المعيار الجمالي .‏

فعدد من أطباء التجميل أكدوا لنا أن معظم اللواتي يرتدن عيادات التجميل يطلبن خدود هيفا ..أو أنف اليسا ... أو شفاه نانسي ..... وأموراً أخرى لها خصوصيتها .‏

التشبه بمن؟‏

لذلك كان لابد من التوقف عند رأي الشباب كونهم معنيين بهذا الموضوع . حسام منصور يختص في جراحة العيون, قال لنا :‏

برأيي أصبحت عمليات التجميل هي مجرد صب الفتيات في قوالب موحدة ,وذلك نتيجة الرغبة الجامحة للفتيات بتقليد الفنانات اللواتي يعتقدن بأنهن محبوبات لدى الرجال ,لكن لو أخذنا الموضوع من وجهة نظرنا كشباب فنجد أن إعجاب البعض بجمال هذه الفنانة أو تلك لايعني الرغبة بالارتباط بشبيهة هذه الفنانة, لذلك على الفتيات عدم الانجرار وراء الشكل الخارجي المصطنع و الفارغ .‏

بينما (ي. د) و الذي رفض أن يوضع اسمه لنكتفي فقط بالأحرف الأولى وجد أن عنصر الجمال مهم جدا للفتاة كونه يعطي الانطباع الأول عنها ,لذلك لا مانع من اجراء التجميل لتصحيح أمر معين وجعلها أكثرجمالا, لكن ضمن ضوابط و حدود ومع الابتعاد عن المغالاة في هذه العمليات فيبقى الجمال الطبيعي الرباني هو الأجمل بالتأكيد .‏

وحول أثر الإعلام في الانجراف وراء عمليات التجميل أكدت لنا امتثال ضاهر مختصة في مجال الإرشاد الاجتماعي ذلك بقولها :‏

إن الإعلام له الدور الأبرز في نشر ثقافة التجميل ,لاسيما في ظل الانتشار الكبير لفضائيات الفيديو كليب التي باتت مصدر جذب لعيون و عقول شبابنا ,عدا عن اتجاه البرامج التلفزيونية لترسيخ فكرة التغيير و التجدد الدائم للشكل الخارجي من خلال تحويل الفتيات و النساء العاديات إلى شبيهات لنجمات الغناء و الاستعراض وبطريقة تجذب المشاهد وتشجعه على المشاركة في مثل هذه البرامج , وهو ما يسهم بترويج عمليات التجميل من أجل الحصول على التغيير ,و يبقى الأمر هنا مرهوناً بدرجة الوعي عند الشباب كما أن المستوى التعليمي له أثره في ذلك .‏

والشباب ....لم يسلموا أيضا!!»‏

كثيرا ما تتردد على مسامعنا نحن الفتيات مقولة أنو الرجّال ما بيعيبوا شي .... ,هذا كان زمان ....أما اليوم فالشاب يعنى بجماله و جاذبيته كما الفتيات.‏

ويبدو أن هوس الجمال امتد الى معظمهم وخاصة من يعملون في مجالات تعتمد الشكل و المظهر كأساس لها ....أو بعضهم ممن يعاني مشكلة نفسية نتيجة خلل ما ....أو لتحقيق الجاذبية حسب تعبير عدد من اطباء التجميل الذين أكدوا أن زبائنهم ليسوا من الجنس اللطيف فحسب بل من الخشن أيضا .‏

وفي مقدمة الامور التي يمكن أن يجريها الشباب حسب قول أخصائيي التجميل هو تعديل الانف بالاضافة الى شفط الدهون ......و زرع الشعر ...والاخطر هو نفخ العضلات بحقن الدهون لتظهر جاذبيتهم , وأكدوا لنا أن من يخضعون لذلك مازالوا قلة قليلة تتخذ الظل ملجأ لها .‏

وهنا أضافت السيدة ضاهر قائلة : إن أغلب الذين يقومون بعمليات التجميل ليسوا بحاجة لها ,وإنما مجاراة للمقاييس الجمالية التي يفرزها لنا الغرب عن طريق الفضائيات و التقنيات الحديثة ,كما أنه نابع عن مشكلة في الثقة بالنفس و بنظرة الآخرين لهم.‏

رغبة أم هوس؟؟‏

محاولات التحسين هي أمر طبيعي وحاجة تنبع من الإنسان برغبته بتصحيح خطأ ما يسبب له مشكلة وظيفية وجمالية ولتأمين الراحة النفسية , أما أن يصبح الهدف الوحيد هو الوصول إلى درجة الكمال من خلال عمليات التجميل العشوائية و غير المدروسة فهذا هوس بحد ذاته , فالتجميل لا يتم بريشة الفنان و إنما بعمل جراحي دقيق له مضاعفات خطيرة عدا عن الاخطاء التي تتطلب عمليات عدة لتصحيحها ,فالشغف بإجرائه دليل على وجود أزمة ثقة بالذات .‏

ويبقى أن أقول بأن الجمال الحقيقي هو جمال الروح .‏

‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية