عداك عن "blease" وكأن "من فضلك أو لو سمحت" لا تعبر عن الطلب المهذب،
لسان بلونين أو أكثر لا هو عربي ولا هو إنكليزي، فما هو إذا؟ نوع من الرقي أم البرستيج أم هو تعبير عن التحضّر كوننا ننظر إلى الغرب على أنهم أكثر تطوراً منا، أم أمر لازم كونه يساعد على تعلم لغة وثقافة الغير؟ أسئلة
كثيرة تبحث عن إجابة، لكن من سيجيب عليها؟ لا شك هم الشباب، كونهم الفئة الأكثر استخداما لهذه المفردات والأكثر انفتاحا على الغرب في عصر باتت التكنولوجيا فيه لغة العصر، فما هو تبريرهم؟
التظاهر بما لا تمتلكه مراد الفاضل، حقوق سنة ثانية: لا أعتقد أنها تعبر عن الثقافة العالية أو المستوى العالي في التعليم بقدر ما هي تعبير عن الظهور بمستوى راق
لمن يستخدمها وهذا ما ألاحظه على غالبية مستخدميها، وسبب نظرتي هذه أن الغالبية العظمى ممن يتحدث بهذا الاسلوب لا يجيد اللغة الإنكليزية تماما أو غيرها من اللغات، فماذا يمكننا القول سوى أنها نوع من التظاهر بما لا تمتلكه ولا أقصد الجميع فالمسألة نسبية وتعلم اللغة أمر جيد.
وسيلة سهلة لتعلم اللغة
مروى يوسف، خريجة أدب إنكليزي ترى: أن استخدام المصطلحات الأجنبية ليس الشر الأعظم في وقت أصبحنا فيه بأمس الحاجة لأن نطلع على ثقافة الغير، ومن الجيد أن نسعى إلى تعلم اللغات بهذه الطريقة السهلة والعفوية، وهذا أفضل من أن لا تعرف شيئاً بالمطلق، فعلى سبيل المثال،
نصادف الكثير من الأجانب والسياح في بلدنا ومن الجيد أن تستطيع أن تقدم المساعدة بكلمات قليلة يمكنهم أن يقدروها بمعروف كبير.
سرعة الكلام
محمد أيمن، تكنولوجيا معلومات، سنة ثانية: أرى أن القصد من وراء الاستخدام هو الإلحاح على تعلم اللغات الأجنبية، بمعنى أننا أصبحنا نخلط لغتنا الأم باللغات الأخرى دون قصد، غير هذا ربما يكون اللجوء إلى اختيار
الكلام الأسهل والأسرع في الحديث، فكثيرا ما نستخدم هذه المفردات بقصد السهولة والسرعة في الكلام وليس لأجل الظهور بمظهر آخر.
مظهر
نور محمد، خريجة قسم المكتبات والمعلومات تقول: خلال دراستي الجامعية بدا لي أن الغالبية العظمى ممن يمزج حديثه بالكلمات الأجنبية هن الفتيات،
والسبب كما أعتقد هو الظهور بمظهر لائق (برستيج) كما يدعونه، ونظرتي هذه جاءت من أن البعض منهن يتحدثن بتلك الكلمات بنبرة معينة تنم عن دلع أو غنج مزيف، فكثيرا ما كنت أسمع كلمات مثل، "ستايلي أو اللوك تبعي أو الميك أب وغير ذلك من الكلمات المرفقة بلهجة معينة، فماذا يمكننا أن نسميه سوى برستيج كما يقولون؟
الفهم المغلوط للفكرة
فارس حميدي، لغة تركية سنة ثانية، جامعة حلب يقول: اصبح التحدث ببعض المفردات الغربية أمراً معتاداً، وهذا سببه أننا نتوجه إلى الآخر مرغمين، بمعنى أن كل شيء في هذه الأيام ولاسيما التوظيف مرتبط بشيء اسمه اللغة وبدونها لن يكون لديك فرصة عمل حتى إن لم تحتج تلك الوظيفة للغة، كما أن طبيعة الحياة والاختلاط ببعض الناس يفرض عليك المجاراة في استخدام تلك الكلمات حتى ولو كنت لا تعرف سواها، وهذا ما فرض علينا التقليد الأعمى للغير بسبب الفهم المغلوط للفكرة، فتعلم اللغة أمر لازم هذه الأيام
لكن الخطأ في الفهم من وراء ذلك.
أخيرا لا شك أن ما نتحدث به سلاح ذو حدين بين التشويه للغة الأم نتيجة التقليد الأعمى وبين التعلم بقصد الاطلاع على ثقافة الغير، وبين هذا وذاك يبقى الوعي والادراك لهذا الموضوع هو سيد الموقف بين bye و السلام عليكم.