إنه الدكتور روبرت بومان الضابط السابق في سلاح الجو الأميركي، والذي قاد أكثر من مائة عملية قتالية في فيتنام. وقد حصل على ميدالية ايزنهاور، وجائزة جورج كينان للسلام، والميدالية الرئاسية للمحاربين القدامى من أجل السلام. والحاصل أيضاً على الميدالية الذهبية مرتين في رابطة المهندسين العسكريين، وست ميداليات في سلاح الجو، وعدة عشرات من الجوائز الأخرى وامتيازات فخرية. حائز على شهادة دكتوراه في الفلسفة (PHD) في مجال الفضاء والهندسة النووية من جامعة كاليفورنيا. ترأس ثمانية مؤتمرات دولية هامة، وهو أحد الخبراء المعروفين في مجال الأمن القومي.
عمل بومان سراً مع حكومة الولايات المتحدة في إطار مشروع (حرب النجوم) وكان من أوائل المحرضين عليه من خلال مذكرة قدمها عام 1977. لكن بومان، عندما أدرك أن المشروع لم يكن في حقيقة الأمر موجهاً لإقامة شبكة دفاعية، وإنما كان سلاحاً للعدوان، وجزءاً من خطة حرب نووية مع السوفييت، ترك البرنامج وشن حملة ضده.
وفي مقابلة أجرتها في 4 نيسان 2006 شبكة الإذاعات (اليكس جونز شو) التي تبث على مستوى الولايات المتحدة، صرح بومان أنه إذا كان أسامة بن لادن والقاعدة متورطين في أحداث 11 أيلول 2001، فإن الحكومة الأميركية، ظلت صامتة ولم تبد حراكاً، بل تركت الحبل على الغارب لتحدث هذه الانفجارات.
وقد أشار بومان إلى الطريقة التي جرت بها التدريبات العسكرية صباح 11 أيلول والتي تحاكي طائرات تصطدم بأبنية على الشاطىء الشرقي للولايات المتحدة، وكانت قد استخدمت لتضليل الدفاع الجوي والحيلولة دون الرد في الوقت المناسب لإيقاف الهجمات. كما أوضح بومان أن «التدريبات التي حصلت بالطريقة الحقيقية التي تجري بها الأمور، وتلقي بظلال من الشك والريبة بين الناس... إلى حد لايستطيعون معه التمييز بين ماهو حقيقي وماهو تدريبي» وأضاف بالقول: «أعتقد أن أولئك الذين خططوا وقادوا هذه التدريبات كان يجب أن يخضغوا للتحقيق».
وعندما سألته المحطة الإذاعية عن تسمية المشتبه الأول في أحداث 11 أيلول، والمهندس المحتمل لهذه التفجيرات أجاب بومان: «إذا كان علي أن أحدد اسماً بعينه، فإنني أعتقد أن المشتبه به الأول سيكون نائب الرئيسي الأميركي السابق ديك تشيني». وأشار بومان أن زملاءه من الطيارين الحربيين على وجه الخصوص، يشاطرونه الرأي فيما يخص الرواية الحقيقية لأحداث 11 أيلول 2001.
بالمقابل، حذر بومان من رؤية الولايات المتحدة تنزلق نحو الديكتاتورية، بالقول: «أعتقد أن لاشيء أقرب إلى الفاشية مما نراه اليوم من جانب الحكومة الأميركية».
وقد ندد بالقرار الوطني PATRIOTACT، مؤكداً أن هذا الأخير «يلحق ضرراً كبيراً بحقوق الأميركيين التي أجمع عليها الأعداء قبل الأصدقاء».
بومان، ألقى باللوم على لجنة التحقيق في أحداث 11 أيلول، واصفاً إياها بـ «النفاق المبرر سياسياً والغارق بصراعات المصالح»، مستنكراً حقيقة أن «لجنة التحقيق بأحداث 11 أيلول 2001 قد تغافلت عن أي عنصر ولو كان صغيراً، يمكن أن يوضع موضع الشك أو بالأحرى معرقل للرواية الرسمية للمؤامرة، وتركز جل اهتمامها على كيفية اخراج هذه الرواية». ودعا بومان إلى أنه «يجب إجراء تحقيق دقيق وليس بطريقة التقصي الزائف الذي قمنا به في 11 أيلول وكل هذه الترهات».
في معرض رده وعلى سؤال لمعرفة ما إذا كان الفاعلون الأساسيون لأحداث 11 أيلول يعدون العدة لحدث جديد تحت راية زائفة لإعادة الحيوية والنشاط لمشروعهم القديم قال بومان:« أعتقد أن هذا ممكن، وآمل ألا يصلوا إلى مرحلة الفعل، وأن يتم ايقافهم قبلاً. ولكنني متأكد من رغبتهم في حدوث مثل هذا الأمر».
أحد الأدلة الدامغة ضد (الفاعل أو المرتكب) شارلي شين هو عدم صدقه بخصوص أحداث 11 أيلول. هذه الأدلة كانت موضع استخفاف انطلاقاً من حقيقة أن شارلي شين كان أحد الخبراء الفعليين بأحداث 11 أيلول، والذي قام بدراستها دراسة دقيقة ومعمقة، وهو الأمر الذي تجاهله منتقدوه المدافعون عن الرواية الرسمية، وركزوا كل اتهاماتهم فقط على الأمور الشخصية لشارلي شين، بالمقابل، رفضوا دعواته المتكررة للنقاش والحوار في الوقائع والأحداث.
زد على ذلك، منذ البداية، اعتمدنا على الشخصيات البارزة والموثوقة، والتي جرى تجاهلها تجاهلاً تاماً من قبل المؤسسة الإعلامية. ومنهم: أساتذة في الفيزياء، ومستشارون سابقون في البيت الأبيض، ومحللون في وكالة المخابرات الأميركية (السي آي إيه)، ووزير الدفاع الألماني وغيرهم. كلهم أطلقوا تصريحات علنية بخصوص أحداث 11 أيلول، ولكن الأغلبية الساحقة من المؤسسات الإعلامية تجاهلت تلك التصريحات.
فهل سيظل روبرت بومان في الظل، في حين أن وسائل الإعلام الأميركية تواصل وصف الحركة من أجل الحقيقة حول أحداث 11 أيلول، كهواية لأقلية مهمشة؟!
بقلم: كوروش زياباري