النفسية والاطمئنان.
هذا حال الكثير من طلاب المدارس والجامعات على حد سواء, فكل منهم ينتظر موسم الحصاد ليجني ثمار ما غرسه على مدار عام دراسي كامل وما سقاه بعرق الكد والسهر والاجتهاد, وبين متفائل ومتشائم وطالب أقصى طموحه النجاح وآخر اعتاد أن يحلق عالياً في سماء التألق والنجاح,التقت جريدة الثورة بباقة من الطلاب فوصفوا لنا عاصفة المشاعر التي تجتاحهم في فترة تقديم الامتحانات وترقب نتائج ما بذروه من جهود على مدار العام.
"بقدر الكد تكتسب المعالي"
بهذه العبارة بدأ سامر صوايا- طالب ثالث ثانوي علمي- الإفصاح عن مشاعره وأضاف"الخوف حالة طبيعية تسبق صدور النتائج الامتحانية ولعل مشاعر القلق ستبلغ ذروتها في الأيام القادمة متزامنة مع اقتراب موعد الإعلان عن معدلات القبول الجامعي، ففي بداية الامتحان كنت آمل الحصول على علامات تخولني دخول كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق وبعد أن قدمت معظم المواد أصبح طموحي ولوج كلية جامعية تمنحني شهادة عليا".
المفاجأة.. إحدى عناصر الامتحان
رنا العيسى- طالبة في كلية الآداب –قسم الفلسفة سنة ثالثة:
"أكثر ما يولد مشاعر الخوف والقلق في نفسي هو عنصر المفاجأة الذي يظهر لي في كل فصل دراسي، فهناك مشكلة حقيقية يعاني منها الكثير من طلاب الكليات الأدبية على وجه التحديد ألا وهي الحصول على علامات مغايرة للتوقعات وأقل مما نستحقه بمقدار يتجاوز عشرة علامات، وما أكثر المرات التي خرجنا بها من الامتحان ونحنا على يقين أننا سنرفع المادة وتفاجأنا بحصولنا على علامة متدنية,فخوفي من استقبال النتائج الامتحانيه مبرر إلى حد كبير!".
شغف وشوق واستعداد
الطالب ماهر محمد-طالب في شهادة التعليم الأساسي"أعيش وأسرتي حالة جميلة من الترقب يكتنفها الشغف واللهفة إلى معرفة نتائج ما قدمته من مواد, فلقد بذلت قصارى جهدي خلال العام ولم أتوان ولو للحظة عن الدراسة,واستثمرت وقتي بمساعدة أهلي أفضل استثمار,فمشاعري بعيدة كل البعد عن الخوف والتوتر ولكني أعيش حالة الانتظار,وأنا متفائل بعدالة مدرسينا والمصححين وكل من سيقرر مصيري الدراسي".
ظروف امتحانية صعبة
مرام العلي-طالبة في الثالث الثانوي الأدبي: "ما أقسى الظروف الدراسية التي مررنا بها هذا العام فكل ما كنا نطمح إليه هو الراحة النفسية وهدوء البال الذي افتقرنا إليه,فلا يمكن أن نعتبر ما مرت به سورية حالة صحية أو طبيعية ولم يؤثر على دراستنا ومصيرنا الامتحاني وكنا نأمل أن تأتي الأسئلة الامتحانية أكثر سهولة تقديرا للظروف والوضع العام,ولكن للأسف تحضيري لم يكن جيدا وخوفي من الرسوب يتزايد كلما اقترب موعد صدور النتائج الامتحانية, ولكن يبقى الأمل بالنجاح موجوداً,فالدورة الاستثنائية التي منحها لنا السيد الرئيس ستكون بمثابة المنقذ لنا من موجة الخوف والتوتر التي تعترينا".
النجاح والتفوق واجب وطني
عمار السيد-طالب في الثالث الثانوي العلمي: "أقل ما يمكن أن نقدمه لوطننا الغالي في هذه المحنة، هو بذل قصارى جهدنا للحصول على علامات تخولنا الالتحاق باختصاصات جامعية تجعل منا خريجي جامعات قادرين على رد ولو جزء بسيط مما قدمه لنا الوطن، ولأننا لا نملك سوى القليل للتعبير عن مدى حبنا لسورية التي رعت طفولتنا وروت ربيع شبابنا، فالدراسة والنجاح والتفوق أيضا واجب ومسؤولية تجاه الأهل والوطن,فأنا لا أخشى من النتائج الامتحانية,إنما على مصير جيل كامل يتوجب عليه التميز والتألق هذا العام."
المرشدة النفسية هيفاء العمر تحدثت عن ظاهرة الخوف من النتائج الامتحانيه فوضحت:
"الخوف الذي يرافق الطلاب في ترقبهم للنتائج الامتحانية أمر طبيعي,فالطالب ينسى ما كتبه في الامتحان كلما ازدادت الفترة الفاصلة بين الامتحان وصدور النتيجة, وكثير منهم يتخوف من تفاصيل صغيرة فيظن أنه أخطأ في كتابة رقمه الامتحاني ويظن البعض الآخر أنه أجاب على المسودة بدلا من المبيضة التي خصصت للجواب والكثير الكثير من المواقف المماثلة, وقد يخشى البعض أن يخيب آمال أهله أمام الأقارب وهنا لا بد أن تهدئ الأسرة من روع أبنائها كي لا يتحول خوفهم إلى حالة نفسية تظهر أعراضها في ارتفاع درجة الحرارة والغثيان والرغبة في الوحدة وعدم مجالسة الآخرين كي لا يخضعون إلى أسئلتهم حول الامتحان وتوقعاتهم للمجموع والمعدل العام.
وهناك نصائح لا بد من توجيهها إلى طلاب الشهادات في السنة القادمة كي يتعلموا من أخطاء الطلاب السابقين، فالتحضير للامتحان يجب أن يكون منذ اليوم الأول من العام الدراسي وليس في الشهر الأخير الذي يسبق الامتحان,فالدورة التكميلية وضعت للظروف القاهرة التي قد يتعرض لها الطالب ولا يمكن استبدالها بالدورة الرئيسية والتي يجب أن تكثف جميع الجهود لاجتيازها بنجاح".
وفي الختام كل التوفيق والنجاح لطلاب سورية الذين لم تثن من عزيمتهم كل مشاهد العنف والدمار وكل مخططات ومؤامرات الأعداء فواصلوا مسيرة الكد والاجتهاد وكلنا نترقب نتائجهم الامتحانية وليسوا وحدهم من دخل دائرة الانتظار لنثبت لجميع من أراد السوء لسورية أن شبابنا وطلابنا تعلموا كيف يحولون من ظروفهم الدراسية الصعبة دافعاً أساسيا للتميز والتألق والنجاح".