هو واحد من بين المئات الذين تعرضوا لهذا النوع من الصدمات وغيرها كالهجر ألقسري من البيوت أو فقدان شخص عزيز وأحيانا تكون أعمال العنف التي تحيط بهم سببا في إحباطهم وحزنهم فمن أصعب الأعمال التي يمكن أن يقوم فيها الإنسان هي رسم ابتسامة على وجه طفل حزين لاسيما في هذه الظروف الصعبة التي تمر فيها البلاد منذ عامين تقريبا ...
وهنا أتت المحاضرة التي ألقتها الدكتورة منال الشيخ أستاذة علم النفس في كلية التربية لمساعدة الأطفال والوقوف إلى جانبهم لإعادة سلوكهم إلى الطريق الصحيح والسوي وذلك ضمن فعاليات (جامعتي بيئتي وطني) بعنوان الإسعاف النفسي الأولي للأطفال المعرضين للازمات فتناولت في محاضرتها الخطوات المتسلسلة من بداية الصدمة التي يتعرض لها الطفل فتحدثت قائلة : إن مواجهة الأطفال للصدمة تختلف عن الكبار الذين قادرون على مواجهتها فهو يميل إلى التنقل بين الحزن والروتين في حياته فيجب علينا أن لا نقف في وجهه عندما يكون في هذه الحالة مثل استقبال أصدقاء له أو رغبته في مشاهدة أفلام كرتون وهذه الحالات لا تعني انه لم يتأثر أو يشعر فيها بل هي طريقة مواجهتها لها .
كيف يشعر الأطفال بالصدمة
تختلف ردود الأفعال عند الأطفال فمنهم من تأتيهم أفكار مرعبة وقد تأخذ أشكال نوبات مفاجئة في الليل فلا يستطيعون النوم ومنهم من يسلكون طريق الانسحاب والابتعاد عن كل ما يذكرهم بالصدمة من أماكن أو أشخاص والانزواء بعيدا عن الأصدقاء والأهل وفقدان الرضا والحب وقد تنتابهم أعراض جسدية مثل نوبات قشعريرة أو عسر هضم أو يصابون بالتبول لا إرادي أثناء الليل وإما عزوف أو اندفاع نحو الطعام.
خطوات يتخذها الكبار لحماية الأطفال بعد الصدمة
أول ما يلجأ الطفل عند حدوث الكارثة أو عند رؤيته لأشكال من العنف سواء ما يشاهده عبر التلفاز أو يسمع عن حادث ما يلجأ إلى اقرب الناس إليه وهم الأهل وأكثر ما يحتاجه منهم هو الحب والتفهم لحالته والحنان ولذلك عليهم إشعاره بالأمن والأمان ومساعدته على ممارسة هواياته التي يرغب فيها وتشجيعه عليها لكي يوفروا له الجو الطبيعي المناسب لعمره مثل الرسم أو القراءة وان يأتوا له بأمثلة عن أطفال تمتعوا بشجاعة في مثل هذه المواقف والتحدث إليه عن المواقف التي يمكن أن تثير الخوف لديه وتكليفه بمهام صغيرة ليعيدوا الثقة لنفسه في لحظة الصدمة عليهم أن يدعوه يعبر عن حزنه إما بالبكاء للتنفيس عن مشاعر الحزن و الغضب أو الاستماع إليه وتقدير مشاعره وتقديم كل دعم نفسي من حب وطمأنينة له والتحلي بالصبر والحنان .
نصائح للوالدين بعد الصدمة
على الأهل إن يكونوا واعين لردة فعلهم اتجاه ابنهم من ناحية الصدمة وان يظهروا له الهدوء والأمان لكي يخففوا من وقعها عليه و على قدر من الحساسية لمشاعره فيشرحون له عن واقع الصدمة كما هي وكيف حدثت ودون الإكثار من معلومات ولا ننسى مصاحبة هذه الخطوات بمشاعر الحب والدفء قدر الإمكان للطفل ليشعر بالأمان اكثر .
الأمان... والتوازن
هما الركيزتان الأساسيتان للقائمين على رعاية الأطفال الذين تعرضوا لأنواع مختلفة من ا صدمات ولاسيما التهجير ألقسري من بيوتهم فقد باتت مراكز الإيواء كثيرة في هذه الأيام نتيجة لازدياد الأسر المتضررة من العصابات الإرهابية عن طريق إسكانهم في أماكن آمنة وبرعاية أشخاص يوفرون لهم الأمان لكي لا يشعروا بالخوف وحثهم على ممارسة حياتهم الاعتيادية كما كانوا من قبل مثل اللعب و الدراسة وغيرها .
عند فقدان عزيز
وما اكثر من فقدوا أعزاء لهم كأحد الوالدين أو أي فرد من العائلة ولذلك علينا أن نتكلم معهم عن هذا الفقيد بكل صبر وهدوء وعن كل ما يتعلق فيه من ذكريات وصور وإذا كان من الممكن أن نلتقي مع المصاب بالذين كانوا مع الفقيد عند وفاته كالأطباء والممرضين فيتكلم معهم ويعرف ظروف موته كي لايشعر بأي ذنب لأنه لم يستطع إنقاذ حياته ونشعره بأن الموت حق وهي حالة تمر على أي فرد فينا وأخيرا يمكن بمبادرة جماعية أن نذهب معه لزيارة قبر الفقيد أو المكان الذي حصلت فيه الوفاة .
تواصل الكبار مع حالة المصاب
علينا نحن الكبار أن لا نجبر الطفل على فعل أي شيء كما نريد ونرى نحن ولا نواجه انفعالاته ببرود أو نقوم بالسخرية من عادات المصاب أو معتقداته ولا نتواجه ردود فعل المصاب بالسلبية والفتور ويجب إن لانجبره على البكاء أو إبداء أي رد فعل لا يريده أما الأمور الواجب اتباعها فهي أن نأخذ الحدث الذي تعرض له المصاب بجدية وان نساير انفعالاته مثل الضحك مثلا وإننا نرغب بمساعدته إن أمكن ذلك ويمكن أن تتوقع من المصاب ردود فعل قاسية وعنيفة فيجب أن نتفهم انفعالاته .
وتنهي محاضرتها بان الصدمة ممكن تفعل فيك شيئان إما أن تدمرك أو تصنع منك شخصا قويا قادرا على تحدي الصعوبات .
وأخيرا هناك أشياء جميلة ولا تكلف شيئا وهي.. الضحك... الابتسامة.. الحب... الأصدقاء.. النوم.. العائلة.. الاحتواء .