تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


والرجال أيضاً يمكرون..!!!

مرايا اجتماعية
الخميس 27-12-2012
يقول عباس محمود العقاد في كتابه عن المرأة «إنها وبسبب كونها الأضعف جسدياً فإنها تلجأ للحيلة والدهاء والمكر لنيل مطالبها فلذا فإن حيل الكائنات الصغيرة في الحياة تكاد تجعلها بنفس قوة الحيوانات الكبيرة، أي أن المرأة بحيلها الفطرية تكاد تساوي الرجل المفتول العضلات قوة».

فإحساسها بالضعف وقلة الحيلة كان باعثاً لها منذ بدء الخليقة على البحث عن وسيلة تمكنها من تحقيق أهدافها والوصول إلى ما ترنو إليه نفسها والانتقام ممن فكر بإيذائها، الأمثلة عديدة قد يكون من أشهرها زوجة عزيز مصر التي وقعت في هوى النبي يوسف عليه السلام، لما سمعت أن نساء المدينة بدأن يلكن بسيرتها فقامت بدعوتهن وقدمت لهن أطباقاً من الفاكهة في كل منها سكين ولما دخل عليهن يوسف عليه السلام قطعن أيديهن بعدما أخذن بجمال طلته وجاء ذكرهن في القرآن الكريم «إن كيدهن عظيم» وهي عبارة لخصت علاقة المرأة بفن الدهاء والمكر وإجادة فن التخطيط والتنفيذ أيضاً، لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الإطار ألا يمكر الرجال ويكيدون هم الآخرون لبعضهم بعضاً وللنساء أيضاً.‏

إليكم قصة رجل كان يفتقد لعاطفة زوجته وعندما أتتها فرصة السفر للعمل خارج البلاد رفض السفر معها مقنعاً إياها بأفضلية بقائه لتلقي ما تجمعه من أموال يكفي لبناء مستقبلهما وعلى مدى سنوات كانت الزوجة ترسل فيها كل ما تكسب من أموال عملها في الخارج، نجح الزوج في شراء منزل كبير وإقامة مشروع، وضع اسمه على قائمة رجال الأعمال كلل كل هذا باسمه والأكثر هولاً كان زواجه من أخرى ناسياً زوجته صاحبة الحق في كل ما يملك التي أصيبت بانهيار عقب عودتها ولم تستطع اثبات حقها في ما لديه.‏

علم النفس يرى أن المكر سلوك بشري لا يختص به جنس من دون الآخر الرجل والمرأة ينتمي كلاهما لجنس الإنسان وبالتالي لا توجد أبحاث تؤكد تفوق أحدهما في الذكاء على الآخر إلا في الفروق الفردية بمعنى أن الأبحاث تشير إلى تفوق المرأة في مجالات الآداب واللغات وتفوق الرجل في العلوم والرياضيات مع وجود الاستثناءات، لكن الخبرة تؤكد أن المرأة بتكوينها البدني والنفسي أقرب إلى استخدام الدهاء والمكر لتحقيق أهدافها حتى وإن امتلكت القوة فالدهاء وسيلة المرأة الأولى للدفاع حتى ولو لم تستخدمه في الشر، عموماً نستطيع القول إن الرجال لا يمتلكون القدرة على الغوص في المشاعر الإنسانية كالنساء فالمرأة لا تغتر بدموع غيرها من بنات جنسها ولا تخدعها الكلمات المعسولة وتكون ردود فعلها أكثر مباشرة إلا أن هذا لا ينفي أن الرجل انسان قادر على التخطيط والكيد للآخرين وإن اختلف الأسلوب.. لا يبقى إلا أن نقول إن المكيدة لا جنس لها وإن احتفظت لنفسها بتاء التأنيث وكان للنساء فيها نصيب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية