ووفقا لتقرير نشرته وكالة «رويترز» فإن»قطر قدمت «أكثر من 400 مليون دولار كدعم مالي مباشر « للمجلس الوطني «، كما ووعدت «الناتو» بتحمل جزء من الدعم المالي في حالة «شن حرب على ليبيا». هذا وبالإضافة لمشاركة طائراتها في حرب الناتو على ليبيا.
دور قطري مشبوه قبل وأثناء وبعد العدوان على ليبيا.. ولكن السؤال, لماذا لم ترفع قطر يدها عن ليبيا؟
وزير خارجية ليبيا السابق عبد الرحمن شلقم أكد أن الواقع أثبت كذب ادعاءات قطر بأنها وقفت مع ما يسمى «ثورة ليبيا» بهدف الانتصار للحرية مشيراً إلى ما حاكته الدوحة من مخططات ضد ليبيا. وفي كتاب له بعنوان «نهاية القذافي» استعرض شلقم أهم المراحل التي مرت بها ليبيا إبان الحرب التي شنت ضدها.. إن الجنود والضباط القطريين أساؤوا لسمعة الليبيات ومنذ النصف الثاني من عام2011 ظهرت الحسابات غير المعلنة لقطر حيث قدمت الرشاوى واشترت الولاءات وفرضت السياسات.
وأشار إلى أن أمير قطر يتحدث عن ليبيا وكأنه يتحدث عن «حمام بيته» مضيفاً: إن شخصية أمريكية قالت له إن هناك خمسة ملفات في ليبيا بيد قطر وهي النفط والأمن والمال والاستثمار والجيش. كما أوضح إلى أن ولي عهد قطر أخبره أنهم لن يتركوا ليبيا وشأنها بعد أن دفعوا أكثر من أربعة مليارات دولار على الرغم من أن بإمكانه جمع السلاح من هذا البلد خلال 24 ساعة.
وهاجم شلقم، الدور القطري في ليبيا واعتبر أن التحالف الدولي الذي يقوده هذا البلد في ليبيا بعد انتهاء مهمة الناتو مشبوها ومرفوضا. وتساءل «هل قطر تقود أميركا وفرنسا؟.. من قطر؟، أليس جيشها من المرتزقة من النيبال وبنغلاديش وباكستان؟ ما قدرة قطر؟». وأضاف: أنا لا أقبل ذلك، إن «عدد الشهداء الليبيين والجرحى يفوق عدد سكان قطر». وسخر شلقم من القطريين الذين سيديرون تنمية ليبيا قائلا: إن الخبراء الذين يديرون النفط والبنوك في قطر هم ليبيون.. وقطر لا تتميز عن ليبيا لكي تأتي وتقيم غرفة عمليات في ليبيا!!.. هذا مرفوض، قطر كلها لا تساوي حارة في ليبيا، والخبراء الليبيون هم الذين يقودون قطر ولسنا في حاجة لهذا البلد في أي شيء، فليتركونا نقرر مصيرنا بأنفسنا، نحن لا نعتبرهم محايدين، نحن لا نريد قطر ولا أميركا».
رئيس وزراء ليبيا السابق محمود جبريل أشار إلى أن قطر تمتلك ما يمكن أن يسمى أدوات القوى الناعمة .. المال والإعلام .. لكن عندما تصل إلى مرحلة يسمونها علماء السياسة الانتشار الأكثر من الإمكانيات هذا يؤدي إلى الانكسار من الوسط». وأشار جبريل إلى أن قطر تحاول دائماً لعب دور في الصراعات بالمنطقة بما في ذلك إقليم دارفور والقضية الفلسطينية ومصر وسورية.
أما الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان عبد المنعم الحر, فقد رأى أن ما يزعج الشعب الليبي أنه أصر على عدم التدخل الأجنبي، فوجد نفسه تحت وصاية قطر, وأضاف الحر: «المجلس الانتقالي لا حول له ولا قوة, وقطر تتدخل في الكثير من الشؤون، وتشارك قوى غربية لتنفيذ مؤامرة ضد ليبيا بغرض إخضاعها لأجندات أمنية».
دبلوماسيون غربيون اتهموا الدويلة الخليجية بالتدخل في شؤون سيادية ليبية. وأتت الاتهامات في وقت تزايد فيه القلق في صفوف الليبيين من تنفيذ قطر أجنداتها الخاصة ما بعد الحرب دون أي اعتبار لجهود إعادة الاستقرار السياسي للبلاد؛ حيث كانت قطر في مقدمة الداعمين للميليشيات بالسلاح والعتاد, وهذا أكده مراسل الغارديان هناك, بأن المخاوف تتصاعد من تجاوز قطر لإستراتيجية متفق عليها دوليا لمساعدة الليبيين فتقدم الدعم المباشر لأفراد وجماعات تسهم في استمرار عدم الاستقرار السياسي. ونقل المراسل عن دبلوماسي رفيع المستوى قوله: «قطر لا تحترم (الاتفاقات)، وهناك شعور بأنها تتجاوز سيادة البلاد».
محللون رأوا أن قطر تريد الهيمنة على ليبيا, حيث إن رئيس المجلس الانتقالي الليبي، والوفد الليبي الذي زار قطر مؤخراً، قبلوا ما أملي عليهم في الدوحة من دون أن تكون لديهم خبرة في السياسة ومعرفة بخلفيات الأمور». وبعضهم شدّدوا على أن «ليبيا لن تكون إمارة تابعة لأمير المؤمنين في قطر»، وآخرون اتهموا قطر بعدم الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف في ليبيا, واصفين عملية جمع السلاح في ليبيا بـ « الخدعة», محذرين من أن المجموعة المكلفة جمع السلاح بإشراف قطري «ستقوم بجمع السلاح وتعطيه لآخرين». وليبيا ليست بحاجة لأموال قطر .
ومراقبون أكدوا ان كل القوى ذات المصلحة في ليبيا، بما فيها أمريكا وبريطانيا وفرنسا، لها أجندتها الخاصة و»هناك شعور بأن قطر تقدم المال والدعم لأشخاص بعينهم». فبدلاً من دعم قطر لإصلاح ليبيا ما بعد الحرب، تقوم بدعم رئيس المجلس العسكري للعاصمة الإسلامية عبد الحكيم بلحاج. وتلقي بثقلها وراء عدة شخصيات مثل علي الصلابي، المقيم في الدوحة وعلى علاقة وثيقة ببلحاج.