تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


البداية من تونس.. والنتيجة شعبها يهتف: شعب تونس حر لا أميركا ولا قطر!

قاعدة الحدث
الخميس 27-12-2012
إعداد: سائد الراشد

ركبت قطر موجة ما يسمى «بالربيع العربي»، بعد أن استغلت الحراك الذي بدأ بتونس لمصالحها وقامت بلعب دور رأس الحربة لتغيير أنظمة في دول مستهدفة من ذلك الربيع

‏‏

الذي لم تتحدد ملامحه حتى الآن بحسب تقديرات مراقبين، سوى أنه ينذر بشتاء دموي قارس، وهي لا تلعب دورها بشكل مستقل فالأدوات السياسية الغربية والأميركية هي التي تحركها.‏‏

تونس هي أحد النماذج الدالة على اتساع النفوذ القطري، فقطر لا علاقة لها بالثورة التونسية ولا بمبادئها التي رفعها الثوار في الميادين والساحات العامة، ولم يعد يخفى على الشارع التونسي التأثير الكبير لهذه الدولة الصغيرة على حركة الاقتصاد والسياسة في قرطاج.‏‏

وأبرز هذه الأدلة الزيارات التي يؤديها إلى الدوحة كل من أمسك بزمام السلطة في تونس بعد الثورة، وبالتحديد منذ تولي الباجي قايد سبسي مقاليد الحكم في الفترة الانتقالية السابقة للانتخابات البرلمانية، فقد توجه السبسي في تموز 2011 إلى عدد من الدول الخليجية على رأسها قطر، تحت عنوان «التعريف بمبادئ وأهداف ثورة الشعب التونسي والخطوات التي تحققت على درب مسار الانتقال الديمقراطي» ، لكن الهدف هو لجذب الاستثمارات القطرية إلى تونس، والمساعدة على تخفيف التوتر الاجتماعي في تونس، ثم جاءت حركة النهضة الإسلامية للحكم فإذا برئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي يذهب إلى الدوحة في 20 أيار الماضي قبل باريس الشريك الاقتصادي الأكبر لتونس، أو الجزائر الجار الهام المؤثر، أو حتى الولايات المتحدة أكبر قوة في العالم، الأمر الذي أثار الشكوك عن المغزى الحقيقي لهذه الزيارة بجانب «تثمين العلاقة المتميزة التي تجمع تونس بدولة قطر».‏‏

وقد أثارت زيارة حمد بن خليفة آل ثاني سخطاً لدى الفاعلين السياسيين والاجتماعيين الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس التأسيسي فبادروا ورفعوا شعارات مناهضة لدولة قطر ودورها في منطقة الخليج وهتفوا «شعب تونس حر لا أميركا ولا قطر»، الزيارة التي في نهايتها وقف حمد إلى جانب الرئيس التونسي منصف المرزوقي وقال فيما بدا أنه نوع من المزاح القطري «أترون كيف أعلم رئيسكم كيف يقف ويصافح؟».‏‏

وفيما يتهم سياسيون وناشطون حركة النهضة بأنها مدعومة سياسياً ومالياً من طرف قطر من خلال تلقي «أموال سياسية»، تؤكد الحركة أن علاقتها بالدولة الخليجية «لا تتجاوز علاقة أخوة متينة بين أميرها وراشد الغنوشي»، ولكن تصريحات الغنوشي أكدت أن علاقة النهضة بقطر تتجاوز «علاقات الصداقة» بين الأمير والشيخ وهي علاقة تدعو إلى التساؤل وتثير الشكوك باعتبارها علاقة بين حركة ودولة وليست علاقة حركة بأخرى ولا هي علاقة دولة بدولة.‏‏

مواقف كثيرة أثارت امتعاض الشارع التونسي، وقد أوضحت الناشطة الطلابية ريم العروسي أحد مؤسسي الحركة الشبابية «فكر بغيرك»، إن «قطر راهنت على حركة النهضة من أجل ضمان مصالحها في تونس سواء كان ذلك بحفظ جزءٍ من الكعكة الاستثمارية للدوحة أو بالوقوف وراء مواقفها من القضايا الإقليمية، وذلك مقابل إعانات مالية تساعد الحكومة التونسية على مجابهة أزمتها في الداخل».‏‏

وفي تصريحٍ آخر حول الدور القطري في المنطقة، قال الصحفي والناشط السياسي خالد قفصاوي، إن «قطر أشبه ما تكون بشركة استثمارية ضخمة»، وأضاف «الدوحة أصبحت عبارة عن أخطبوط مالي تمتد أذرعه في كل مكان، لذلك نجد صناع القرار القطريين حريصين على تكوين مراكز نفوذ وتبعية لضمان استمرار تدفق الأموال»، أما عضو الهيئة الوطنية لحزب العمال، أيوب عمارة، فيقول إن قطر «تسعى إلى استغلال الفوضى الناتجة عن الحراك الجماهيري في العديد من البلدان العربية لإيجاد منافذ تمكنها من تأسيس نفوذ لها يتعدى حدودها الضيقة‏‏

منحت قطر 500 مليون دولار لتونس تم ضخ نصفها إلى البنك المركزي مقابل استبعاد النهضة لمحافظه مصطفى كمال النابلي وعينت مكانه عضو المجلس التأسيسي منصف شيخ روحو القريب من الحركة، ومؤخراً، تلقت تونس معونات قطرية تتمثل في 70 سيارة مصفحة ومعدات أخرى ذات طابع أمني أيضاً، وأثارت «الهدايا الأمنية» تساؤلات عديدة من التونسيين، فلماذا تقدم مساعدات في المجال الأمني في وقت تشن فيه الداخلية التونسية حملات أمنية عديدة على مناطق في البلاد بلغ بها الاحتقان درجته فانتفضت مطالبة بالتنمية والشغل؟‏‏

يتساءل السياسيون والنشطاء التونسيون عن»مسار الثورة» في ظل الدور القطري المتعاظم في طبخ الانتخابات القادمة التي سيتم إجراؤها في ربيع 2013، الانتخابات التي تهدف إلى نقل البلاد من الوضع المؤقت إلى حكومة شرعية تنتخب بعد صياغة دستور جديد للبلاد وإرساء مؤسسات دولة مدنية ومجتمع ديمقراطي، ويعربون عن تخوفهم بأن هناك عملية ترتيب ستتم خلال الانتخابات لقطر يد فيها، تهدف إلى إضعاف حظوظ القوى العلمانية التي باتت تخشى على المكاسب التي حققتها تونس نتيجة نضال أجيال من المصلحين وفي مقدمتها مدنية الدولة وحرية المرأة والحق في الحرية بما فيها حرية المعتقد.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية