وهذا التماسك خلال الأزمة أشار إليه السيد الرئيس بشار الأسد الأمين القطري للحزب حين اعتبر أن البعث ظل متماسكا رغم كل نتائج الأزمة السلبية وان الانشقاقات الفردية التي حصلت هي حالة صحية ساعدت الحزب على التخلص من الانتهازيين والانطلاق بقوة نحو المستقبل لمواصلة العمل بشكل جدي للتخلص من جميع الانتهازيين.
لقد واجه البعث خلال الأزمة حملة شرسة تشكك بمسيرته وجدوى استمراره واستهدف الحزب من قبل مؤسسات إعلامية ضخمة بهدف خلق حالة إحباط لدى كوادره، لكن الرئيس الأسد أكد أن أعضاء البعث واجهوا كل هذه المحاولات البائسة بالاستناد إلى حقيقة مساهمة الحزب في بناء الدولة السورية وتعزيز قوتها خلال العقود الماضية.
فخلال العقود الماضية أنهى البعث حكم الانفصال الأسود وأعاد لسورية العربية وجهها الوحدوي المشرق على طريق النضال الوطني والقومي كما جاء قيام الحركة التصحيحية التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد لتصحّح مسار الثورة وتعيد قدرتها على العطاء والتجدد والاستمرار.
واليوم يعيش الحزب حالة من الصمود والتصدّي لأكبر هجمة عدوانية تشترك فيها كل قوى الاستعمار والعدوان في العالم ضد سورية وكل المتآمرين والأدوات التي تنفذ أجندات خارجية تهدف إلى تفتيت كيان الدولة وإذكاء روح الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، كما تهدف إلى إضعاف سورية والنيل من مواقفها الوطنية والقومية، وفي مقدمتها مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض المغتصبة في الجولان وفلسطين وبناء المشروع القومي وإلى إلهاء جيشها الباسل بأمور داخلية، في محاولة لاستنزاف طاقاته وإخراج البلاد من دائرة الصراع العربي الصهيوني، وإعادة ترتيب أوضاع المنطقة بما يحقق أمن «إسرائيل» واستمرار احتلالها، وتحقيق مصالح المستعمرين القدامى والجدد، ووضع العراقيل في طريق استعادة أمتنا العربية وحدتها ودورها القومي والإنساني.
لكن البعث تمكن من مواجهة الأزمة وكان له دور بارز في المصالحات الوطنية وإيجاد آليات تواصل مع المواطنين تدعم جهود الدولة بشكل عام وتتابع مسيرة الثورة وتجديد مضامين النضال وتعزيزها من أجل التوصل إلى عالمٍ تنتفي فيه كل أشكال الإرهاب والهيمنة والعدوان.