فكر أصيل ونضال مستمر لبناء الإنسان والوطن
ترافق تنامي الحس الوطني مع القومي ولم ينفصلا وكانت سمتهما الأساسية الشعور بالهوية العربية وإدراك أن الأجنبي أياً كان لا يمكن أن يكون الضامن لتطلعات الشعب العربي السوري خاصة والشعب العربي في أقطاره الأخرى عامة، ومن هنا بدأ الحراك يتنامى في سورية البلد الحضاري الضاربة عراقته في التاريخ، وفي البلدان العربية التواقة للتحرر من ربقة المحتل العثماني الذي أدخل الأمصار العربية خلال 400 عام في حالة من السكون وعدم الفعل والاضطهاد وإغراقها في الفقر ونهب خيراتها وفي الجهل ليسهل عليه استمرار احتلالها، ولم تكن الدولة العثمانية دولة راعية في يوم من الأيام، وإنما حكمت باسم الدين، وقد عاشت القومية العربية مخاضاً عسيراً لتتبلور بشكل صاعد مع أحداث مفصلية ترافقت مع ضعف الدولة العثمانية وتصاعد حدة الأطماع البريطانية والفرنسية التي تجلت في أكبر عنوان لها عبر اتفاقية سايكس بيكو، وظهور الحركة الصهيونية وإعلان وعد بلفور بإنشاء دولة قومية لليهود في فلسطين التي أرادت بريطانيا وفرنسا أن تشكلا منها قاعدة متقدمة لهما وسنداً لهما في احتلال البلدان العربية على حساب الدولة العثمانية المتهالكة التي لم يكن لديها أي شعور بأي رابطة تجاه الأقطار العربية سوى علاقة المحتل الذي ولى الأدبار ليتقوقع ضمن حدود شوفينيته، وليبرهن عبر قرن من الزمن أن في مكنوناته حقداً على كل ما هو عربي وأن تشدقه بالدين إنما هو نوع من الخديعة، فهي لم تبرهن في يوم من الأيام على أن بينها وبين الأقطار التي انضوت تحت لوائها 400 سنة أي وحدة مصير بل على العكس اتجهت دوماً للتواطؤ مع الاستعمار الغربي ومع الكيان الصهيوني في كل استهدافاتهم للأمة العربية....النص الكامل
|