تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إرهاب الإخوان... ومحاولات العودة بمصر إلى الوراء

شؤون سياسية
الثلاثاء 8-4-2014
محرز العلي

صعدت الجماعات الإرهابية الإخوانية أعمالها الإجرامية في مصر بالتزامن مع فتح باب الترشيح لانتخابات الرئاسة حيث شهدت المدن المصرية أعمالاً إرهابية كان آخرها الجريمة المروعة في محيط جامعة القاهرة والتي قام خلالها الإرهابيون بتفجير ثلاث عبوات ناسفة بالقرب من نقطة تمركز قوات الشرطة الموجودة في ميدان النهضة لتأمين سلامة المنطقة ما أدى إلى استشهاد العميد طارق المرجاوي رئيس فرع البحث الجنائي لقطاع غرب الجيزة وإصابة عدد آخر من الضباط والمجندين الأمر الذي يشير بوضوح إلى نية الإخوان المتأسلمين تعطيل الاستحقاقات الدستورية ولاسيما الانتخابات الرئاسية التي من شأنها التمهيد لمرحلة البناء والاستقرار بعد ثلاث سنوات من التوتر في الشارع المصري.

العصابات الإرهابية المجرمة التي تعيث إجراماً وترويعاً ضد المواطنين المصريين لم تتورع عن نشر الفوضى والموت والاغتيال في كل مكان ولاسيما في المؤسسات التعليمية وفي مقدمتها الجامعات حيث حول طلاب الإخوان المسلمين الجامعات والمؤسسات التعليمية إلى مراكز لإثارة الفوضى وقتل كل من يخالفهم في الرأي تحت شعار الحرية، الأمر الذي جعل من أرواح الشباب المصري وقوداً لأطماع الإرهابيين المتعطشين للسلطة ليؤكدوا بذلك أن الإرهاب والعنف وبث الفوضى وترويع المواطنين هي في صلب استراتيجيتهم للوصول إلى السلطة وحكم الشعب المصري بالقوة، ضاربين عرض الحائط بإرادة المصريين وثقافتهم وحضارتهم التي عمرها آلاف السنين.‏

ما حدث من عمل إرهابي في محيط جامعة القاهرة يشير بوضوح إلى تورط الذراع العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين في الجريمة المدانة حيث تم تفجير العبوات الناسفة بالتتابع وذلك في محاولة لقتل أكبر عدد من المواطنين المصريين والعسكريين وهذا هو نفس الأسلوب الإجرامي الذي تتبعه التنظيمات الإرهابية المتأسلمة أينما حلت وخاصة في سورية حيث تستخدم نفس الأسلوب الإجرامي لجهة استخدام التفجيرات المزدوجة وبفارق زمني بسيط لسفك دماء أكبر عدد من المواطنين والمسعفين الذين يهرعون عادة بعد التفجير الأول لإسعاف الجرحى وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ارتباط هذه التنظيمات الإرهابية في مصر وسورية بأجهزة استخبارات غربية عدوانية تخطط لهم أعمالهم الجبانة التي تطول المواطنين الآمنين وتبث الفوضى خدمة لأجندات استعمارية تخدم مصالح الغرب الاستعماري وتضمن أمن الكيان الصهيوني المستفيد الأول من حالة الإرهاب المنتشر في الدول العربية تحت ذرائع وشعارات واهية.‏

ومايشير أيضاً إلى تورط الإخوان المسلمين ومن يدور في فلك إجرامهم من العصابات التي تنتحل أسماء متعددة هو مسارعة عدد من المجرمين لتحميل السلطات المصرية المسؤولية عن هذه التفجيرات ومحاولة التنصل منها إلا أن المجرم لابد أن يترك خيوطاً تدل على تورطه وهذا ما تجلى واضحاً في التصريحات المتناقضة التي صدرت عن أعضاء في جماعة الإخوان حيث سارع التنظيم إلى إدانة الجريمة مطالباً بفتح تحقيق وفي نفس الوقت أكد أنه مستمر في مسيرته لبث الفوضى وترويع المواطنين مؤكداً أن ما حدث لن يثنيه عن مواصلة مسيرته بينما عبر آخرون ومنهم أحمد المغير وعبد الرحمن العز عن قبح الإخوان وقبح جرائمهم النكراء حيث تفاخر هؤلاء الإرهابيون بالجريمة ووصفوها بالعملية الفدائية وأنها تأتي قصاصاً ممن تسبب بتفريق اعتصام رابعة وليؤكدوا أيضاً أنهم مستمرون في حمل السلاح الأمر الذي يشير إلى مدى تورطهم في سفك الدم المصري وإصرارهم على تعطيل الحياة العامة ومسيرة المجتمع ولاسيما في مجالي التعليم والاقتصاد لينقلوا البلاد من دولة متقدمة تسعى لتطوير مستقبل أبنائها إلى دولة فاشلة تخدم فكر وعقلية الإخوان المسلمين المتعفنة.‏

الإخوان المسلمون ومنذ الإطاحة بحكمهم الذي لم يجلب إلى مصر سوى العنف والإرهاب لم يتركوا شيئاً إلا واعتدوا عليه من أجل إغراق البلاد في الجهل واستنزاف طاقات جيشها فتمَّ استهداف العلماء والخبرات الوطنية والصحفيين وتلامذة المدارس والجامعات وكلنا يذكر كيف تم رمي طفلين من أعلى بناء في الإسكندرية ما أدى إلى وفاتهما كما تم استهداف مراكز الشرطة ومراكز الجيش المصري وهذا ما يشابه تماماً ما يحدث في سورية من أعمال إرهابية تستهدف تدمير الدولة السورية الأمر الذي يوضح مجدداً أن المنطقة العربية تتعرض لأخطر مؤامرة كونية من أجل إضعافها وتقسيمها إلى كانتونات لاحول لها ولا قوة يسهل السيطرة على قرارها السيادي ونهب خيراتها وبما يضمن تحقيق مصالح الغرب الاستعماري والحفاظ على القوة العسكرية الإسرائيلية لتكون ذراع القوى الاستعمارية في المنطقة وبما يحقق الهيمنة العسكرية على دول المنطقة وهذا ما يتجلى في محاولات الغرب وعملائهم استنزاف طاقات الجيوش العربية ومحاولة زرع بذور الفتنة داخل المجتمع الواحد متناسين أن زمن الانتداب والهيمنة والاحتلال قد ولَّى بفضل الوعي المتنامي للشعوب العربية وإصرارها على مقاومة المحتل والغزاة مهما كلف ذلك من تضحيات.‏

ما يحصل في مصر من إرهاب منظم ترتكبه جماعات تكفيرية إقصائية ينبغي مواجهته بقوة وحزم لتبقى مصر أم الدنيا منارة حضارية للعرب وللعالم وهذا يتطلب من المواطنين المصريين المشاركة الفاعلة في الانتخابات القادمة واختيار القيادة القادرة على مواجهة الإرهاب والعمل على حماية لقمة عيش المواطن وتحقيق الأمن والأمان له ونأمل في أن تكون خطوات الحكومة المصرية ولاسيما قانون مكافحة الإرهاب بداية نهاية الجمعات الإرهابية ليعود إلى مصر دورها الوطني والقومي والإقليمي ويعود الأمن والأمان لربوع مصر وهذا ما يأمل السوريون تحقيقه بأسرع وقت mohrzali@gmail.com‏

">ممكن.‏

mohrzali@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية