تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سيمور هيرش: الجندرمة التركية متورطة في استخدام الكيميائي في الغوطة لدفع أوباما لشن عدوان على سورية

عواصم
سانا- الثورة
أخبار
الثلاثاء 8-4-2014
تتوالى فصول كشف محاولات رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا رجب طيب أردوغان اختراع ذرائع لتبرير شن عدوان عسكري على سورية، بعد أن فشلت الأدوات التي يستخدمها على الأرض بتحقيق أحلامه في النيل من سورية،

وعلى رأسهم إرهابيي «القاعدة»، وبالتزامن مع كشف الكاتب الأميركي سيمور هيرش عن تورط مسؤولي حكومة «العدالة والتنمية» بالهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية بريف دمشق في الحادي والعشرين من آب الماضي،‏

أكدت صحيفة البناء اللبنانية أن غرفة عمليات أضنة الخاصة باستهداف سورية والتي يديرها الأميركيون والغرب وبعض الدول الإقليمية تشهد خلخلة واضحة في ظل توالي الهزائم التي تلحق بهذه المجموعات جراء عمليات الجيش العربي السوري.‏‏

الكاتب الأميركي سيمور هيرش قال في مقال نشرته مجلة لندن «ريفيو اوف بوكس» أمس الأول الدور الخطير الذي لعبه أردوغان ومسؤولوه في الهجوم الكيميائي الذي نفذه الإرهابيون في الغوطة، وذلك في محاولة منه لدفع الولايات المتحدة لشن عدوان على سورية في أعقاب الهزائم التي منيت بها المجموعات الإرهابية أمام الجيش السوري.‏‏

هيرش أضاف في المقال الذي حمل عنوان «الخط الاحمر وخط الجرذ» أن الانقلاب في موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما وعدوله عن مهاجمة سورية يعود إلى حقائق تكشفت في مخبر بورتون داون في ويلتشاير ببريطانيا وذلك مع حصول مسؤولي الاستخبارات البريطانية على عينات من غاز السارين الذي استخدم في هجوم الغوطة حيث اظهر التحليل بما لا يقبل الشك ان الغاز المستخدم في الهجوم لا يتفق ابدا مع أي مواد كيميائية يمتلكها الجيش السوري وقد وصلت الرسالة بشكل سريع إلى هيئة الأركان الأميركية بأن أي قضية ضد سورية بهذا الشان لن تصمد.‏‏

ولفت هيرش إلى أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكيين والقادة العسكريين في الولايات المتحدة الذين كانوا قد رفضوا الدخول في مغامرة عسكرية جديدة خلف أوباما واعتبروا أن الحرب على سورية غير مبررة وكارثية انتابتهم الشكوك بشأن الدور الذي يلعبه جيران سورية في الحرب وخصوصا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحاشيته.‏‏

هيرش نقل عن مسؤول استخباراتي أميركي سابق قوله إنه ومن خلال المعلومات التي حصلت عليها الاستخبارات الغربية كان من الواضح أن المجموعات المسلحة تتكبد الهزائم في سورية وهو ما اثار حنق أردوغان الذي شعر بانه ترك وحده معلقا من رقبته.. فالأموال التي تدفع للارهابيين أمواله واعتبر أن الرفض الأميركي لتزويد هؤلاء المسلحين بالصواريخ الثقيلة المضادة للطائرات يشكل خيانة له ولجهوده.‏‏

وأضاف المسؤول الاستخباراتي السابق انه في ربيع العام الماضي علمت الاستخبارات الأميركية أن حكومة أردوغان ومن خلال عناصر في وكالة المخابرات التركية ام اَي تي وأجهزة الجندرمة كانت تعمل بشكل مباشر مع «جبهة النصرة» وحلفائها لتطوير قدرات لشن حرب كيميائية حيث تقوم الـ ام اَي تي بدور عميل اتصال سياسي مع المسلحين فيما تضطلع قوات الجندرمة بالتعامل مع الخدمات اللوجستية العسكرية وتقديم النصح والتدريب للمسلحين ومن بينها التدريب على الحرب الكيميائية.‏‏

خبير في شؤون السياسة الخارجية الأميركية كشف على علاقات قريبة مع مسؤولين في واشنطن وأنقرة أن عشاء لاحقا بين أوباما وأردوغان بحضور وزير الخارجية جون كيري ومستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون إضافة إلى أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي وحقان فيدان رئيس جهاز الاستخبارات التركي ام اَي تي سيطر عليه الاصرار التركي بأن سورية تجاوزت الخط الأحمر وشكواهم من رفض أوباما اتخاذ أي خطوة بهذا الشأن.‏‏

وأشار الخبير إلى أن أردوغان كان يرغب من وراء احضار فيدان الذي يعتبر داعما متطرفا للمجموعات الإرهابية في سورية إلى العشاء باقناع أوباما برايه وتعزيز قضيته أمام الرئيس الأميركي غير أنه وكلما اراد أردوغان ادخال فيدان في الحديث كان أوباما يقاطعه قائلا «نحن نعلم» وفي النهاية قال موجها خطابه لفيدان «نحن نعلم ماتفعله مع المتطرفين في سورية».‏‏

وقال هيرش إن القرار الأميركي بايقاف دعم الـ سي اَي ايه وشحنات الأسلحة ترك أردوغان مكشوفا سياسيا وعسكريا وبدون الدعم الأميركي فان حلم رئيس الوزراء التركي بالحصول على دولة زبون وموالية له في سورية بدأ يتبخر.. وقد القى بالمسؤولية على الأميركيين فهو يعلم أنه ولدى تحقيق سورية الانتصار الكامل في الحرب سيعود هؤلاء الإرهابيون إلى تركيا وسيكون لديه آلاف المتطرفين في ساحة منزله الخلفية.‏‏

وقال مسؤول استخباراتي سابق قابله هيرش إنه وقبل بضعة أسابيع من الهجوم الكيميائي على الغوطة اطلع على ايجاز سري للغاية تم اعداده لـ مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأميركية ووزير الدفاع تشاك هاغل يصف حالة القلق الكبير الذي يعانيه أردوغان بشان تضاؤل قوة المسلحين ويحذر الايجاز من ان الاخير اعرب «عن الحاجة لفعل شيء يستجر الرد العسكري الأميركي ضد سورية».‏‏

المسؤول يقول.. بعد جمع المعلومات بشكل كامل فاننا «نعلم الآن بأن الهجوم الكيميائي كان عملا سريا خطط له رجال أردوغان لدفع أوباما لتجاوز الخط الأحمر، وقد علم قادة رفيعون في الجيش الأميركي من وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية بأن غاز السارين وصل إلى المسلحين عبر تركيا ولايمكن ان يكون حدث ذلك سوى بدعم الأتراك الذين قدموا كذلك التدريب لهم على استخدام الغاز.‏‏

ولفت الكاتب الأميركي إلى أنه وبعد اعتقال أكثر من عشرة عناصر من جبهة النصرة في جنوب تركيا في ايار الماضي وبحوزتهم نحو كيلوغرامين من غاز السارين تم اطلاق خمسة منهم بعد احتجازهم لفترة قصيرة جدا لتعود السلطات التركية لتطلق سراح الاخرين ومن بينهم هيثم قصاب الذي طلب المدعي العام حبسه خمسا وعشرين عاما بانتظار محاكمتهم التي لم تجر.‏‏

وبحسب هيرش فان مسؤولا رفيعا سابقا في وزارة الدفاع الأميركية اخبره أنه وقبل شهور من بدء الهجمات الكيميائية في سورية كانت وكالة الاستخبارات الدفاعية تصدر تقريرا سريا يوميا تحت اسم سيروب بشان المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالأزمة في سوري غير أنه وبعد بدء الهجمات الكيميائية في الربيع الماضي تم وضع قيود صارمة لعرقلة توزيع التقرير بناء على اوامر من رئيس فريق البيت الأبيض دينيس ماكوناف.‏‏

كما كشف هيرش في مقاله أن وكالة الاستخبارات الأميركية أصدرت في كانون الثاني من العام الماضي تقريرا بشان الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في ليبيا في أيلول من عام 2 .12 حيث تضمن ملحق فائق السرية لهذا التقرير معلومات بشان اتفاق سري بين ادارة اوباما واردوغان تتعلق بما يدعى خط الجرذ، وبحسب نص الاتفاق فان تمويل المجموعات الإرهابية سياتي من تركيا والسعودية وقطر فيما تضطلع الاستخبارات الأميركية والبريطانية بنقل الأسلحة الليبية إلى سورية وقد تم توظيف جنود أميركيين متقاعدين للقيام بعمليات شراء الأسلحة والشحن وذلك دون أن يعلموا لأي جهة هم يعملون.‏‏

البناء اللبنانية: تخلخل واضح في غرفة عمليات‏‏

أضنة بعد هزائم الإرهابيين المتتالية‏‏

من ناحيتها كشفت صحيفة البناء اللبنانية أن غرفة عمليات أضنة في تركيا الخاصة باستهداف سورية التي يديرها الأمريكيون وتضم ممثلين عن الدول الغربية والإقليمية الداعمة والمنسقة للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية تشهد خلخلة واضحة في ظل توالي الهزائم التي تلحق بهذه المجموعات جراء عمليات الجيش العربي السوري.‏‏

الصحيفة نقلت عن مصدر أمني متابع لمجريات الحرب على سورية قوله إن ألمانيا أبلغت شركاءها في الغرب توقفها «بعد استهداف كسب» عن تسليم تقارير بوارجها المتوسطية ومعلوماتها الاستخبارية المتصلة بحركة الجيش السوري إلى غرفة العمليات في أضنة.‏‏

وأوضح المصدر أن خريطة توزيع إدارة العمليات بين دول الغرب في الغرفة المشتركة تشير إلى ان المعلومات الاستخبارية ونتائج التنصت والمسح الراداري كانت مسؤولية الالمان فيما يدير البريطانيون عبر مجموعات ميدانية وغرف عمليات جبهة الجنوب من حدود الأردن ويتولى الأمريكيون جبهة الشمال عبر تركيا في حين يختص الفرنسيون بجهة الغرب عبر لبنان الذي أنشؤوا فيه مراكز الإيواء والدعم اللوجستي لمجموعات نخبة استخباراتهم والتي كانت تتولى العمليات الخاصة.‏‏

ولفت المصدر إلى أن البريطانيين والأمريكيين رغم ما يجري في الشمال والجنوب باتوا أقل حماسا وتورطا من الفرنسيين حيث تبدو الحركة الفرنسية وحدها النشطة رغم كل الخسائر والإحباطات التي منيت بها لدرجة ان القادة الأمنيين الفرنسيين يعتبرون ان القيادة السورية تعمدت حسم حرب القلمون ولا تزال تواصلها لإخراج النفوذ الفرنسي من سورية نهائيا.‏‏

باحث وكاتب لبناني:‏‏

الجيش العربي السوري عصي على الأحلام التركية‏‏

كذلك أكد الباحث والكاتب اللبناني وليد زيتوني أن الجيش العربي السوري الملتحم بشعبه ومجتمعه وقيادته عصي على الأحلام التركية وقوي على الجيش التركي المحمل بالانكسارات والمتقوقع خلف الحلف الأطلسي واللاهث للالتحاق بالقارة الهرمة كما يقول عنها الأميركيون أنفسهم.‏‏

وقال الكاتب زيتوني في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية أيضاً تحت عنوان «كسب . .تحطم اخر الاحلام التركية» ان حسابات أردوغان خاسرة رغم ربحه الهزيل في الانتخابات البلدية مضيفاً ان الحلم التركي في الوصول بالسياسة الخارجية إلى المعادلة الشهيرة صفر مشاكل تبدد منذ انخراط تركيا في التحضير لدور مرسوم أميركيا لاستقطاب الحالة الشعبية في العالم العربي على قاعدة التمييز بين الاسلام المتطرف والاسلام المعتدل قياسا على الحالة الاسلامية التركية الاتية من مناخ علماني.‏‏

ورأي زيتوني أن الحكومة التركية لم تستطع التحكم بمسار الامور منذ بداياتها لسببين رئيسيين هما المال المشروط بتسويق الفكر الوهابي والبيئة الاجتماعية المتنورة الرافضة هيمنة تركية خبرتها قرونا عدة مع تمايز واضح داخل هذه البيئة نسبة لدرجة فهمها للتاريخ ومستوي وعيها للمشاريع الوافدة من الاستدمار الاستعمار المتجدد.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية