تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نصر الله: سورية تجاوزت خطر التقسيم وسقوط الدولة وإذا فرضت إسرائيل حرباً فسنقاتل أفضل بكثير مما قاتلنا في 2006

بيروت
سانا-الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 8-4-2014
أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن «مرحلة إسقاط النظام وإسقاط الدولة انتهت حسب كل المعطيات الميدانية والعسكرية والأمنية والشعبية وكذلك وضع النظام ووضع المعارضة والمعطيات الإقليمية والدولية» ولفت إلى أن «ما يسمى المعارضة لم تعد قادرة على أن تقوم بحرب كبيرة

وأن ما حصل ويحصل في اللاذقية وكسب مثلا لا يمكن أن نسميه حربا كبرى وإنما عملية محدودة أما المعركة الكبرى التي كان يتم الحديث عنها كثيرا من جنوب سورية أقرب إلى التهويل منها إلى الحقيقة وبخصوص الاستنزاف فقد يستمر طالما هناك دول لا تزال تمول وتسلح وتحرض وتدفع في هذا الاتجاه».‏

واعتبر السيد نصر الله في حوار شامل أجرته معه صحيفة السفير اللبنانية ونشرت امس الجزء الأول منه أن تجربة السنوات الثلاث الماضية أثبتت أن الدولة السورية ليست ضعيفة وأنها تتمتع أيضا بحاضنة شعبية كبيرة بمعزل عن التراشق بالنسب المئوية موضحا أن الوضع الإقليمي والدولي بالنسبة لسورية تغير كما أن مستوى الضغط في المرحلة المقبلة سيكون أقل مما كان عليه في السنوات الثلاث الماضية سواء الضغط السياسي ومعه الضغط الإعلامي والميداني بداية من السعودية إلى قطر ولا أقول انهم غيروا مواقفهم ولكن حدة الموقف وحجم التدخل والمعطيات والآمال المعقودة تغيرت كثيرا ومن جهة أخرى فإن الحلفاء قناعتهم بالدعم والوقوف إلى جانب سورية أقوى من أي وقت.‏

وأكد السيد نصر الله أن «الأصل بالنسبة لنا في سورية هو انتهاء الحرب التي ستدمرها أو ستدمر ما بقي منها» مشيرا إلى أنه إذا انتهت هذه الحرب وذهبت سورية إلى حوار داخلي ومعالجات داخلية فهناك أمل بأن تتم معالجة العديد من الملفات لأن الخطورة الحقيقية كانت وما زالت إلى حد ما إنهاء سورية وتقسيمها والخطر كان كبيرا وجديا وهنا أعتقد أننا تجاوزنا خطر التقسيم، وقال «إنه إذا أمكن الوصول إلى مرحلة تتوقف فيها الحرب تأتي هنا أهمية المصالحات لأنها تقول.. الحرب توقفت هنا.. لم يعد هناك قتال وسفك دماء ولم تعد هناك بيوت تهدم وهذه الأمور يؤسس عليها للمستقبل وهذا في الحقيقة كان وما يزال يشكل هاجسا عندنا».‏

ولفت السيد نصر الله إلى «أن جميع الدول التي كانت ترعى وضع المعارضة في سورية لم تكن جاهزة لأن تتحدث بمبدأ الحل السياسي أبدا مثل قطر والسعودية وتركيا ومصر في الوضع السابق وكذلك بالنسبة للأوروبيين والأميركيين وحتى عندما تحدثت القمة العربية مؤخرا عن الحل السياسي أتى هذا بعد الفشل العسكري فالعالم ذهب إلى جنيف2 نتيجة الفشل في الميدان لأنهم منذ البداية لم يكونوا يريدون الحل السياسي».‏

وقال إن «القضية لم تكن شخص الرئيس بشار الأسد فقط بل كان الحديث عن النظام كله والمطلوب أن يذهب النظام وتغيير موقع سورية وموقفها وتأثيرها في المنطقة ولذلك هم لم يدخلوا لصنع ديمقراطية أو صنع عدالة أو مواجهة فساد بل هذه المعركة والتمويل وهذا السلاح كله وهذا الخطاب كله من أجل تغيير موقف سورية وموقعها».‏

وكشف السيد نصر الله عن «تقديم عروض جدية للرئيس الأسد مفادها أن يقوم بتغيير الاتجاه السياسي الذي يسير به ويقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران و مع حركات المقاومة في المنطقة وأن يكون جاهزاً للدخول في التسوية بشكل حقيقي وكامل مع إسرائيل فلا تبقى مشكلة ولكن الرئيس الأسد رفض وهذا يحسب له» موضحا ان هذه العروض لم تأت فقط من جهات دولية وإنما جاءت أيضاً من جهات إقليمية راعية ومتشددة في الظاهر بل ان الجهة الأكثر تشدداً هي التي عرضت على الرئيس الأسد هذا الموضوع.‏

ورأى السيد نصر الله أن التطورات التي حصلت توصل إلى استنتاج بأن الجبهة المقابلة التي كانت تعمل على مشروع اسقاط سورية تفككت وضعفت والمثال على ذلك ما جرى بالموضوع الداخلي المصري فعندما حصل التحول في مصر وتم اسقاط الإخوان المسلمين حصلت تداعيات فالسعودية وقفت إلى جانب الوضع الجديد في مصر أما تركيا وقطر فوقفتا ضده وبذلك تصدعت الجبهة الإقليمية وكذلك الحال بالنسبة لـلإخوان المسلمين كانت سورية في رأس أولوياتهم.. الآن ونتيجة ما حصل في مصر انكفؤوا إلى الداخل المصري .‏

وتابع السيد نصر الله إن «هذه المواقف هي ما نراه فوق الطاولة ولكن ما هو تحت الطاولة مختلف نتيجة صمود سورية فالكثير من الدول العربية على اتصال بالنظام من تحت الطاولة وتقول له نحن معك اصمد بل أنا أعرف أن بعض الدول العربية هي في الظاهر مع المعارضة ولكنها تحت الطاولة تطالب النظام بأن يحسم بسرعة وبأن يستفيد من الوقت».‏

وفيما يتعلق بالشأن اللبناني كشف الأمين العام لحزب الله أن العبوة الناسفة التي استهدفت دورية للاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة منتصف آذار الماضي هي من عمل المقاومة.‏

وقال السيد نصر الله إن «هذه العملية هي جزء من الرد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت أحد مواقع المقاومة في منطقة جنتا الحدودية اللبنانية» معتبرا أن الإسرائيلي فهم الرسالة جيدا لأن القضية في هذه الحالة هي للردع، وتابع السيد نصر الله إنه وفي ذلك الوقت «أخذت المقاومة قرارا وزرعنا في منطقة اللبونة عبوتين كبيرتين وهي منطقة في عمق الأراضي اللبنانية وليست بعيدة عشرة أو عشرين مترا عن الحدود وعندما حصل التفجير في ذلك الوقت كان واحد من أهداف تلك العملية إيصال رسالة للعدو بأننا لا نسمح لك بتغيير قواعد الاشتباك وفي أي مكان تدخل إليه «، لافتاً إلى عبوة اللبونة في ذلك الوقت هي رسالة بأن المقاومة وعلى الرغم من أنها تقاتل في سورية إلا أن عينها مفتوحة ومستعدة لأن تواجه معتبرا أنه وبعد عملية اللبونة كان من الواضح أن العدو أخذ يرتب حساباته على أساس أن الأمر ليس سهلا.‏

وشدد السيد نصر الله على أن «المقاومة قطعا هي أقوى بكثير مما كانت عليه في العام 2006 إن لجهة القدرة البشرية والعدد أو لجهة الكفاءة القتالية وإذا فرضت إسرائيل حربا على لبنان فإن المقاومة في لبنان ستقاتل أفضل بكثير بالرغم مما يجري في سورية».‏

وحول العمليات الإرهابية التي استهدفت مناطق لبنانية عدة في الآونة الأخيرة قال السيد نصر الله إن «خطر هذه التفجيرات الإرهابية تراجع بدرجة كبيرة جدا سواء لجهة التطورات الميدانية في منطقة القلمون ما أدى إلى إغلاق العديد من مصانع تفخيخ السيارات ومراكزها التي تم اكتشافها في مدينة يبرود أو في بلدة رأس العين من قبل الجيش العربي السوري .‏

واعتبر السيد نصر الله أن التفجيرات التي حصلت سواء في الضاحية أو في بئر حسن أو في الهرمل أو في اللبوة رفعت نسبة التأييد لدخول حزب الله إلى المعركة في سورية وخاصة أن الناس لديهم وعي كبير حول مخاطر المرحلة وحول طبيعة التهديدات القائمة .‏

وحول الموقف الإسرائيلي مما يجري في سورية قال الأمين العام لحزب الله «إلى ما قبل بدء الأحداث في سورية كانت هناك حالة قلق عند الإسرائيليين ولا نبالغ إذا قلنا حالة رعب حيث عقدوا مؤتمرات وتحدثوا فيها عن البيئة الاستراتيجية واعتبروا أن هناك تحولات استراتيجية ضخمة جدا في المنطقة وهذا يصب في غير مصلحة إسرائيل ولكن عندما بدأت الأزمة في سورية تغيرت النظرة وعبر الإسرائيليون عن ارتياحهم لذلك وبحسب متابعتي للإسرائيليين وكلام السياسيين الكبار لديهم والعسكريين والأمنيين الكبار فهم يفضلون كل الخيارات في سورية إلا خيار بقاء الرئيس بشار الأسد وذلك لعدة أسباب منها أن الرئيس الأسد والنظام في سورية هو جزء من محور إيران والعراق ولبنان وفلسطين وحركات المقاومة كما أن جماعات الجهاد العالمي أولويتها قتال هذا المحور وليس أولويتها قتال إسرائيل لذلك هم يجاهرون بهذا.‏

وأكد السيد نصر الله أن العدو الإسرائيلي وبعد ثلاث سنوات من الأزمة في سورية لديه الآن قلق من انتصار محور المقاومة في سورية ويعبر عنه بوضوح لأنه بات يفترض أن هذا المحور سينتصر وهم يقولون أنه إذا ما تجاوزت سورية هذه الحرب فهذا انتصار لكل هذا المحور وبالتالي هم قلقون من انتصار الرئيس الأسد وهذا يفسر العلاقة القائمة بين المجموعات المسلحة في محافظة القنيطرة مع الإسرائيليين والقصة تتجاوز حكاية الجرحى والمستشفيات فحركة المسلحين هناك لديها هامش كبير جدا لا بل هناك حرية حركة كاملة ولا توجد أي تحفظات إسرائيلية على حركة المسلحين وتسليحهم وتدريبهم وتغطية حركتهم الميدانية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية