كتبت تلك الكلمات البريئة والدمع يملأ عينيها, لكنها لم تكن تعرف أن رسالتها ستبقى دون جواب, فأبوها أصبح في عداد شهداء سورية الذين اختاروا طريق الشهادة وفضلوه على أي طريق آخر .
في بيت أهل الشهيد فؤاد حرفوش التقينا بوالدته السيدة وفية حرفوش التي قالت : الحمد لله رب العالمين لقد كان ابني يريد التضحية بنفسه في سبيل وطنه فتحقق له ذلك, وكل شهيد في سورية هو بمثابة ابني , فالرحمة لهم جميعاً , وستبقى شهادتهم فخراً لأمهاتهم وزوجاتهم وأولادهم في المستقبل , لأن ما قدموه من أجلنا لا يقدر بثمن
السيدة أحلام سلطان زوجة الشهيد قالت : كان زوجي يحاول أن ينقذ أحد زملائه فتعرض لإطلاق نار ما أدى لإصابته إصابة بليغة , ولأنه يؤثر الآخرين على نفسه كان في المشفى يقول لا تهتموا بي فهناك مصابون أولى بالاهتمام , يدفعه إلى ذلك حبه لبلده . وسيكون قدوة حسنة لأولادي ولكل من يعرفه . مؤكدة أن سورية تستحق أن يكون فيها الكثير الكثير من أمثال فؤاد, فله ولكل شهداء الوطن الرحمة.
السيدة سعاد حرفوش أخت الشهيد قالت : لقد فقدت أخاً عزيزاً جداً على قلبي وكما هو غال وعزيز فإن الوطن كذلك ويستحق منا أن نقدم أكبر التضحيات في سبيله , ونتمنى أن يكون ثمن تضحياتهم استقرار البلد وعزته .
عدنان أخو الشهيد قال بدوره : كان فؤاد يؤدي واجبه فنال شرف الشهادة, فالرحمة له ولجميع شهداء سورية وكلنا مشاريع شهادة لأن سورية غالية على قلوب أبنائها .
والشهيد فؤاد حرفوش من مواليد 1972 م موظف في طوارئ الكهرباء , أصيب خلال عمله في منطقة القرابيص, ونال شرف الشهادة في السادس من أيار الماضي ذكرى عيد الشهداء وهو من عائلة تضم ستة أخوة وأختا واحدة . متزوج وله ثلاث بنات وولد : وفية في الصف الرابع الابتدائي , مها في الصف الثاني . علي في الروضة ورهام عمرها سنة وثلاثة أشهر .
منطقة القرابيص ذات طبيعة ساحرة تتبع لمحافظة حمص