تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاحتباس والتلوث... إنجازات رأسمالية بامتياز!!

قاعدة الحدث
الخميس 21-6-2012
إعداد: أيمن بدور

من أخطر الملوثات التي عرفها كوكبنا حديثا منذ بدايات القرن العشرين هي الملوثات الإشعاعية التي شكلت ولا تزال تشكل خطرا على الهواء والمياه و التربة

فاليابان هي الدولة الوحيدة في العالم التي عانت ولاتزال تعاني من آثار إلقاء القنابل الذرية على مدينتين من مدنها المهمة وهي هيروشيما وناغازاكي التي عانت من التدمير الهائل الذي لحق بهما بالاضافة الى انتشار الأمراض الناتجة من أثر الإشعاع الذري إلى مسافات بعيدة في اليابان ومياهها الإقليمية ولاتزال آثار ذلك باقية حتى الآن.‏‏

أما مخاطر أثر ارتفاع حرارة الكون وذوبان الثلوج وارتفاع مياه البحار فدليلها هو غرق إحدى الجزر الصغيرة في خليج البنغال والتي تتنازع على ملكيتها كل من الهند وبنغلاديش والآن غطتها المياه.‏‏

كما أدت النشاطات الإنسانية المتزايدة والثورة الصناعية التي تحققت خلال العقود القليلة الماضية في إحداث تغيرات حادة في النظام البيئي لكوكب الأرض، حيث شهدت درجات الحرارة على الأرض ارتفاعا ملحوظا نجم عنها ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري،‏‏

إن نشاطات الإنسان غير المسؤولة والتوسع الصناعي والعمراني في القرن الأخير أدت إلى الإخلال بالتركيب الطبيعي لغازات الغلاف الجوي، ما كان له اكبر الأثر في ظهور كثير من المشاكل البيئية والصحية.‏‏

إن معدلات حرارة سطح الأرض في النصف الكرة الشمالي ارتفعت خلال اشهر الشتاء خمس درجات مئوية خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة أي اكثر بعشر مرات من الارتفاع العالمي. فالشتاء الأكثر دفئاً سيؤدي إلى ظروف مناخية اكثر رطوبة في أوربا وفي غرب الولايات المتحدة وستكون أوربا الغربية اكثر المناطق تعرضاً للعواصف التي تهب من الأطلسي. وأشار الباحثون إلى أن هذا التوجه إلى ارتفاع الحرارة سيتواصل في الأعوام ال30 المقبلة بالتزامن مع تزايد تكثف غازات الاحتباس الحراري في الجو.‏‏

وتشير الدراسات إلى أن القرن العشرين قد سجل أعلى ارتفاع في درجات الحرارة منذ حوالي مئة عام و قد ثبت أن هناك علاقة وثيقة بين ازدياد نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون و الاحتباس الحراري. ويعتقد العلماء أن حرارة الارض من الممكن أن ترتفع أو تنخفض حسب موقع الارض بالنسبة للشمس ففي القسم الشمالي من الكرة الأرضية قد ترتفع الحرارة أكثر من المعدل الطبيعي وفي القسم الجنوبي أقل من المعدل الطبيعي و هذا سيكون له أثر مختلف من منطقة لأخرى حيث سيحدث التصحر في مناطق و فياضانات في مناطق أخرى و يدخل ضمن تأثير ارتفاع الحرارة.‏‏

هناك دراسات تؤكد أن أول ناتج لتلوث الهواء و ارتفاع درجة حرارة الأرض سيكون زيادة لبخار الماء في الجو، و بالتالي زيادة الأمطار التي ستؤدي إلى زيادة منسوب المياه في البحار و المحيطات وهناك تخوف أيضاً من أن ارتفاع درجة الحرارة سيؤدي إلى ذوبان الثلوج، و بالتالي زيادة منسوب المحيطات و هذا يعني اختفاء بعض الجزر عن الخرائط و غرقها.‏‏

إن هذا الكون قائم على مبدأ التوازن الذي هو أحد المبادئ العامة في الحيـــاة الطبيعية والحياة الاجتماعية، وأي اختلال لهذا التوازن ينذر بمخاطر كبرى. هذا التوازن لا يدركه أحياناً أو لا يدرك قيمته بعض الســـياسيين الهــــواة أو بعـــض المسيسين في العالم المعاصر، أو بعض قصار النظر ومحدودي الثقافة.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية